26 مارس، 2024 2:47 م
Search
Close this search box.

“العديد” هي المنقذ الآخير لقطر .. 4 قواعد عسكرية عربية بديلة في خدمة البنتاغون !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

يوماً بعد يوم يتخذ الصراع الخليجي منحناً جديداً.. إذ تتكشف الحقائق والتحليلات لأسباب رئيسة في حصار “قطر” من قبل “الإمارات والسعودية والبحرين”.

أزمة لن تحل في المستقبل القريب والصراع أصله تنافس في الثروات..

فيبدو, وبحسب ما جرى مناقشته في أروقة السياسة الأميركية, أن الأزمة الخليجية بين هذه الدول ترجع إلى عقود ماضية ولن تحل في المستقبل القريب، لأن السعوديين والإماراتيين منخرطون في مسابقة قاسية جداً مع “قطر” لسنوات.

هذه البلدان الثلاثة يملكون ثروات هائلة من نفط وغاز، وتحاول كل منهم التفوق على الأخرى من خلال القوة الناعمة عن طريق الاستثمار الأجنبي، والأعمال التجارية المحلية، والمصالح الإعلامية، والضغط في العواصم الغربية، وأكثر من ذلك ربما ما هو غير معلن.

وفي أعقاب ثورات الربيع العربي، بدأوا في تقديم دعمهم لوكلاء يمثلون مصالحهم في الشرق الأوسط.. وعلى مدى السنوات الست الماضية فاق التنافس الحد، بحسب سياسيين أميركيين أدلوا بشهاداتهم أمام الكونغرس.

الدوحة خرقت الاتفاقات.. حجة المحاصرين للدوحة أمام “ترامب“..

في الوقت الراهن يقول خصوم “قطر” للإدارة الأميركية إن الدوحة قد خرقت اتفاقها، الذي وقع في تشرين ثان/نوفمبر 2013، وتعهد فيه الموقعون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج الأخرى، وعدم دعم “جماعة الإخوان المسلمين” والجماعات المعارضة في اليمن.

كما تضمن الاتفاق أحكاماً تضمن استقرار “مصر”، فضلاً عما سوقته دول الخليج من أن الدوحة دعمت “حزب اللهط وكذلك “الإخوان المسلمين” في مصر.

ما كان خلف الكواليس صار صراعاً في العلن !

لقد أظهر جيران قطر العرب أخيراً, وبشكل علني, عدم رضائهم عن سجل الدوحة في التواصل مع الجماعات التي يصنفونها هم بالإرهاب، فضلاً عن مواصلة الدوحة دعمها الجماعات الإرهابية والمتطرفين في “سوريا” و”ليبيا” تحديداً.

القاعدة الأميركية تقف عائقاً أمام الخطوات التصعيد ضد قطر..

رغم ذلك لم تستطع الدول المحاصرة لقطر إقناع الإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد الدوحة, ربما تصل إلى عمل عسكري، بسبب تواجد قاعدة “العديد” الجوية ومعسكر “السيلية” الأميركيين على أراضيها.

تنافر بين الأميركيين والسياسة القطرية.. لكن لابد من موافقة البنتاغون !

نعم تستضيف قطر أهم قاعدة لأميركا في الشرق الأوسط: قاعدة “العديد” الجوية، لكن بات واضحاً الآن أن هناك تنافر بين الأميركيين والسياسة القطرية, خاصة من جانب الرئيس الأميركي “ترامب”, الذي يريد استغلال الموقف لصالحه لتحقيق مزيد من المكاسب المالية على حساب دول الخليج.

العائق الأكبر الذي يمنع البنتاغون الأميركي من اتخاذ أي قرارات تصعيدية ضد الدوحة، هو أن قطر تستضيف أيضاً مراكز القيادة الرئيسة في الولايات المتحدة، والقوات المتحالفة في المنطقة، بما في ذلك المقر الرئيس للجنة المركزية للكومنولث ومركز العمليات الجوية والعمليات الفضائية المتطور !

الدوحة لا تستطيع الاستغناء عن القاعدة الأميركية..

في المقابل ترى قطر أن الوجود الأميركي على أراضيها هو مصدر هام لأمنها، بعد حرب الخليج الأولى، إذ أدركت الدوحة مدى تعرضها لتهديدات إقليمية، فسعى قادة البلاد إلى الاقتراب بالعلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة. وفى عام 1992 وقعت الولايات المتحدة وقطر اتفاقية دفاع ثنائية، ومنحت أميركا إمكانية كبيرة للوصول إلى المرافق في قطر، فضلاً عن تحمل تكلفة بناء القاعدة الجوية بقيمة مليار دولار وقتها.

تجهيز البدائل.. أربيل أولى الاختيارات..

لعلم الدول المحاصرة لقطر منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017, بأهمية هذه القاعدة العسكرية لقطر، فقد طرحت أخيراً بدائل أخرى لاستقبال هذه القوات بقواعد مجهزة على أعلى مستوى وفق متطلبات الإدارة الأميركية.

وعلى رأس هذه الخيارات “مطار أربيل الدولي” بكردستان العراق التابع لحكومة “إقليم كردستان”, التي تحافظ على علاقة طويلة ودافئة مع الولايات المتحدة وتسيطر على هذا المرفق الذي يستضيف مدرجين.

غير آمن ويمكن رصده من قبل المدنيين !       

إذ يقول ساسة أميركيون إن المطار كبير بما يكفي لخدمة أكبر طائرة في الخدمة العسكرية الأميركية، ورغم ذلك ومع حركة الركاب والبضائع، فإن اختيار “أربيل” يعد اختياراً محدوداً؛ لأن قرب المطار من “أربيل”، وهو مركز سكاني رئيس، يرفع المخاوف الأمنية التشغيلية التي تمكن الأفراد غير العسكريين من مراقبة مواقع أميركية حساسة والنشاط العسكري للقوات على الأرض، ما يسهل من نقل المعلومات الاستخباراتية إلى القوات العدائية.

شهيد موفق بالأردن.. مركز عمليات مطروح بقوة لسحب البساط من القطريين..

الاختيار الثاني المطروح أمام الإدارة الأميركية, هو “شهيد موفق” أو “موفق سلطي”، القاعدة الجوية بالأردن.

وهي قاعدة جوية لعبت دوراً بارزاً في المعركة ضد تنظيم “داعش”، وتقع شرق الأردن، واستخدمت لأول مرة فى عام 1996 لدعم مناطق حظر الطيران فوق العراق.

أما اليوم، فالقاعدة الأردنية لديها مدراجان قادران على استيعاب جميع الطائرات، وقد قام عدد من شركاء التحالف الدولي ضد الإرهاب بنشر طائرات في الأردن لدعم الحرب ضد تنظيم “داعش” للاستفادة من قرب البلاد من ساحة المعركة.

كما نشرت “فرنسا وبلجيكا وهولندا” مقاتلين في الأردن بهذه القاعدة، وباختصار، فإن “موفق” هي قاعدة مثالية برأي الأميركيين في المستقبل جغرافياً، ومرافقها قوية، فضلاً عن أن واشنطن تعتبر الأردن شريك مهم في الكفاح ضد تنظيم “داعش” وسياساتها كدولة عربية معتدلة أمر حاسم لبناء الائتلاف والاطمئنان على تواجد القوات !

الظفرة بالإمارات.. موقع استراتيجي يطال دول الخليج بالكامل والأقرب إلى إيران !

الاختيار الثالث هو قاعدة “الظفرة” فى الإمارات العربية المتحدة، وتقع هذه القاعدة على بعد أقل من 20 ميلاً جنوب شرق أبو ظبي.

وتمتلك “الظفرة” عدداً من المميزات التي تجعلها موقعاً مناسباً، فهى على بعد حوالي 200 ميل من العاصمة، وستحتفظ القوات الأميركية بالقدرة على الاستجابة السريعة للأزمات في جميع أنحاء الخليج العربي، وهي أيضاً أقرب إلى “مضيق هرمز” الاستراتيجي في حال حاولت إيران منع حركة الملاحة أو التعرض لها.

وتتضح قدرة قاعدة “الظفرة” وقيمتها على العمليات الأميركية من خلال حقيقة أنه في الأشهر الأولى من الحملة ضد “داعش” في خريف عام 2014، تم شن المزيد من ضربات التحالف على سوريا.

وتحتفظ الولايات المتحدة بالقاعدة وشراكتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد، وتستخدم الظفرة لاستضافة بعض من أكثر الطائرات السرية والمتقدمة في الولايات المتحدة، بما في ذلك كونها واحدة من القواعد القليلة المملوكة للأجانب لاستضافة طائرات مقاتلة من طراز “F-22″، وهي معلومات تضعها الإدارة الأميركية في الحسبان في حال اتخاذ قراراً بضرورة عقاب الدوحة !

قاعدة عيسى بالبحرين.. نجحت في الماضي..

الاختيار الرابع المطروح أمام وزارة الدفاع الأميركية هو قاعدة “عيسى” الجوية في البحرين، وهي قاعدة جوية صغيرة نسبياً. لديها مدرج واحد.

لكن رغم ذلك خلال حرب الخليج الأولى، استقبلت ما يصل الى 250 من الطائرات المقاتلة و17 ألف و500 جندي.

وواصلت دعم العمليات الأميركية في المنطقة خلال التسعينيات، واستضافت طائرات من طراز “F-15” و “F-16”.

وبعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، سمحت البحرين للطائرات الأميركية بالقيام بمهام قتالية من قاعدة “عيسى” إلى كل من أفغانستان والعراق، كما عملت القاعدة كمركز لوجستي رئيس.

وفي الآونة الأخيرة، وبحسب التقرير الذي يطرح بدائل للاستغناء عن القاعدة الأميركية في قطر، استضافت القاعدة مشاة البحرية الأميركية “إف-8 هاريرز” و”F / A-18 هورنتس” لضرب تنظيم “داعش” داخل العراق.

ما يدعم إمكانية نقل القوات الأميركية إلى المنامة، أن البحرين أعربت للإدارة الأميركية عن اهتمامها بالحفاظ على وجود أميركى طويل الأجل لضمان سلامتها.

بل وافق ملك البحرين على نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً (أواكس) التابع للناتو “E-3″، وتمركز طائرة مراقبة تابعة للبحرية الأميركية !

اضطرابات متوقعة في المستقبل تمنع الاعتماد عليها !

لكن أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي يرفضون الطرح البحريني، لأنهم يرون في هذا البلد عيوباً ويتوقعون اضطرابات مستقبلية نتيجة القمع الوحشي للمعارضين هناك، فضلاً عن قاعدة “عيسى” صغيرة نسبياً، وليست مصممة لتكون بمثابة مقر للقوات الجوية الرئيسة.

في النهاية فإن هناك تحركات بالفعل أو على الأقل اختيارات قدمت للإدارة الأميركية في عهد “ترامب” تدعم بقوة نقل القاعدة الأميركية من قطر ولو بذل في سبيل ذلك مليارات الدولارات، وأن أقرب هذه الحلول ربما الأردن ثم الإمارات إن لم يكن الإثنين معاً !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب