5 مارس، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

العجز يندي جبين العراق .. الميليشيات الإيرانية تُحرج بغداد أمام واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع تزايد التوتر والشد والجذب بين “أميركا” و”إيران”، نجد “العراق” محاط بوضع حرج أمام الجانبين بسبب الهجمات التي تتعرض لها الأماكن المحيطة بالقوات والمصالح الأميركية على الأراضي العراقية؛ والتي تشير أصابع الاتهام فيها إلى الميليشيات العراقية الموالية لـ”طهران”، وهو ما يكشف العجز الحكومي في توفير الحماية والأمن للقوات الأجنبية المتواجدة على الأراضي العراقية، حيث أنه في الوقت الذي أفادت فيه مصادر عسكرية وأمنية عراقية بأن القوات الأميركية تستعد لإجلاء المئات من متعاقدي شركتي “لوكهيد مارتن” و”ساليبورت” من قاعدة “بلد” العسكرية بـ”العراق”، فإن بعض القيادات الأميركية والعراقية نفت ما تم نقله عن الوكالات الأجنبية بخصوص ذلك.

ففي حين أشارت إلى أنه ليس لديها العلم بما نقل عن وجود تحركات لنقل هذه الشركتين أو العاملين فيها لمناطق أخرى.

إلا أن بعض المصادر قالت أن: “هذا لا ينفي أن هناك حركة غير طبيعية من الطائرات تجري ما بين قاعدة (بلد) وبين القواعد الموجودة شمال العراق”، موضحة أنه قد يكون هناك عملية إجلاء أو تعزيز.

تستعد لإجلاء 400 موطف أميركي..

وكانت وكالة أنباء (رويترز) قد نقلت، عن ثلاثة مصادر عسكرية عراقية، أمس الأول الجمعة، أن القوات الأميركية تستعد لإجلاء 400 موظف في الشركتين من قاعدة “بلد” العسكرية، التي يعملون بها.

وذكرت المصادر أن رحيل المتعاقدين وشيك، دون أن تفصح عن طبيعة التهديدات الأمنية.

ولم توضح المصادر ماهية “التهديدات الأمنية”؛ التي يدور الحديث عنها.

وقال مسؤول عسكري مطلع على العمليات اليومية للقاعدة؛ إن الجيش الأميركي أبلغ المسؤولين العراقيين بأنهم سيشرعون في إجلاء نحو نصف الموظفين، البالغ عددهم 800، والذين يعملون لدى الشركتين في قاعدة “بلد”، وأضاف أن عملية الإجلاء ستستغرق نحو عشرة أيام.

وأكد مصدران عسكريان آخران إن عملية الإجلاء ستتم على مرحلتين وستجرى بطائرات عسكرية، وأضاف المصدران: “أبلغنا الأميركيون بأنهم سيبقون عددًا محدودًا وضروريًا من الموظفين للعمل عن كثب في صيانة مقاتلات (إف-16) العراقية”.

وكانت قاعدة “بلد”، المترامية الأطراف، قد استُهدفت بثلاث قذائف (مورتر)، الأسبوع الماضي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

كما تعرضت قاعدتان عراقيتان آخريان تستضيفان قوات أميركية، لقصف صاروخي، الأسبوع الماضي، في هجمات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

ووقع هجوم صاروخي، يوم الأربعاء الماضي، قرب موقع تستخدمه شركة الطاقة الأميركية، “إكسون موبيل”، على مقربة من مدينة “البصرة”، جنوبي البلاد.

وأكدت القوات الأمنية العراقية أنها ستتخذ إجراءات رادعة ضد الهجمات.

عمليات إجلاء مسبقة..

وعملية إجلاء الموظفين الأميركيين ليست الأولى من نوعها، فقد أمرت “الخارجية الأميركية”، موظفي الحكومة الأميركية، منتصف الشهر الماضي، بمغادرة “العراق”، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الأميركي عن مخاوفه من تهديدات وشيكة لقواته في “العراق”.

وطالبت “الخارجية” حينها – في بيان – الموظفين غير الضروريين؛ بمغادرة العراق “بوسائل النقل التجارية في أسرع وقت ممكن”، بعد ساعات من إعلان الجيش عن تهديدات من قِبل قوات مدعومة من “إيران”.

وفي تلك الفترة؛ أعلنت مصادر في “شركة نفط الجنوب”، بمحافظة “البصرة”، أن موظفي “إكسون موبيل” غادروا “العراق”، وأن عشرات الموظفين والعاملين بحقل نفط غرب، (القرنة 1)، انسحبوا من أماكن عملهم بإتجاه “الكويت”.

وجاء إجلاء موظفي “إكسون موبيل” بعد ساعات على إصدار “إدارة الطيران الاتحادية الأميركية” تحذيرًا، للخطوط التجارية في “واشنطن”، تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج.

يشار إلى أن “إدارة الطيران الاتحادية الأميركية” قد أصدرت، صباح أمس الأول الجمعة، أمرًا طارئًا يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق في المجال الجوي الذي تسيطر عليه “إيران” فوق “مضيق هرمز” و”خليج عُمان”، بعد يوم من إسقاط، “طهران”، طائرة أميركية مُسيرة وتصاعد التوتر بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

نفي عراقي..

من جهته؛ نفى المتحدث باسم خلية الإعلام الأمني في العراق، العميد “يحيى رسول”، إجلاء أي أميركي من قاعد “بلد” الجوية شمال العاصمة، “بغداد”.

وقال العميد “رسول”، للصحافيين: “ننفي الأنباء التي تتحدث عن إجلاء المقاولين الأميركان أو أي أفراد آخرين من قاعدة بلد الجوية”.

وأضاف: “إننا نحمي القواعد العسكرية العراقية لضمان سلامة مقاتلينا وسلامة المستشارين والمدربين من القوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى”.

ويدرب الخبراء الأميركيون العسكريين، العراقيين، في قاعدة “بلد” الواقعة شمالي العاصمة العراقية، “بغداد”.

إستعانة بعربيات مدرعة لحمايتها..

وكانت تقارير إعلامية، قد تحدثت، أمس الأول الجمعة، عن إستعانة القوات الأميركية، المتواجدة في “العراق”، بعربات مدرعة خاصة تستخدم للمرة الأولى منذ احتلال “بغداد”، في العام 2003، بدلًا من سيارات (الهامر) المعتادة.

وتهدف العربات الجديدة إلى تأمين تحركات كاملة للقوات الأميركية وتأمينها من أية عمليات استهداف متوقعة؛ في ظل تصعيد “واشنطن” ضد “طهران”، وردود الأفعال المتوقعة من الفصائل المسلحة التابعة لها في “العراق”.

وتتميز المدرعات الأميركية، التي تسملتها القوات المتواجدة في “العراق”، برؤية وإطلاق النيران بصورة أوتوماتيكية دون تعريض من بداخلها إلى نيران المحتجين أو المتربصين.

عبدالمهدي” حاول أخذ تعهد بعدم التعرض للقوات الأميركية..

كما كشفت تقارير أخرى عن طلب رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، من الفصائل المسلحة المنضوية تحت مظلة “الحشد الشعبي”؛ التعهد بعدم التعرض للقوات والمصالح الأميركية في “العراق” كي يطمئن الأميركان مع ضمان تقديم تفسيرات مقنعة للصواريخ الأخيرة التي استهدفت بعض المواقع القريبة من مناطق التواجد الأميركي، إلا أن “أبومهدي” تجاهل الطلب، بينما نفى “هادي العامري”، بصفته أمين عام “منظمة بدر”، علمه بأية تفاصيل عن المتورطين.

ووفق ما جرى تسريبه؛ فقد زعم رئيس الوزراء أنه حاول الحصول على تعهد من رئيس هيئة “الحشد الشعبي”، “فالح الفياض”، و”هادي العامري”، بعدم تكرار هجمات صواريخ (الكاتيوشا) التي تستهدف مناطق ملاصقة للتواجد الأميركي، إلا أنهما رفضا وأمتنعا، مؤكدين أن أحدًا لا يستطيع السيطرة على مشاعر الجماهير والفصائل التي ترتبط بـ”إيران” عقائديًا إذا ما أصاب “إيران” أي إعتداء؛ ليس فقط في “العراق”، بل ستفتح نيران جهنم بكميات هائلة من الصواريخ من “لبنان” و”العراق” و”اليمن” و”سوريا” و”فلسطين”.

وهي التأكيدات التي دفعت رئيس الوزراء، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بإعطاء تعليماته بسحب طائراته المروحية من المعسكرات التي تنتشر فيها قوات أميركية بـ”العراق”؛ خوفًا من تعرض بعضها لهجمات صاروخية من قِبل فصائل مسلحة تدين بالولاء لـ”إيران”.

ووفق مصادر عسكرية؛ فقد سحب سلاح الطيران بالجيش العراقي طائراته من مربض في معسكر شمال “بغداد”؛ بعد تعرضه لهجمة صاروخية، قبل أيام، أسفرت عن جرح جنود عراقيين وتدمير عربات تابعة للجيش العراقي.

تصفية الحسابات بين الكيانات السياسية..

تعليقًا على الموضوع؛ يرى الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، أنه: “لا شك أن هناك تداخل بين الوضع السياسي والأمني والعسكري في العراق وبين المحيط الإقليمي، ولكن لا نستطيع أن نحصر كل العمليات التي تجري في العراق من حيث تأثرها بما يجري في المنطقة، فلا زالت هناك تصفية حسابات بين الكيانات السياسية للتمدد وبسط نفوذها، سواء كان بالسيطرة على الأراضي أو على مواقع ورقع جغرافية محددة، حيث مافيا الأراضي تتصارع فيما بينها، وأحيانًا يصل الصراع إلى مرحلة التصفية الجسدية أو إفتعال حالة معينة، كالتفجير الذي حصل يوم أمس الأول في حسينية في منطقة البلديات، فليس كل شيء يحصل يمكن ربطه بالإرهاب”.

وأضاف “الشريفي”: “أما العملية التي حصلت في محافظة ديالى، فيمكن ربطها بالإرهاب من حيث الأسلوب المتبع في العملية في مدينة خانقين، فما زالت النشاطات الإرهابية قائمة وتشكل تهديدًا، وكنا نراهن على أن الحكومة الحالية سوف تأخذ بنظر الاعتبار استقلال المؤسستين العسكرية والأمنية، ولكن الدخول في دوامة المحاصصة الحزبية أوصلتنا إلى مرحلة الإملاءات، التي بدأت تنذر بمجيء شخصيات ضعيفة تبقى خاضعة لمؤثرات الكيانات السياسية”.

لم تحصل حالة يُدان بها أي فصيل..

لافتًا “الشريفي”: “إلى الآن الأمور مطمئنة، كون الحوادث التي حصلت، والمتمثلة بإطلاق صواريخ نحو أمكنة تتواجد فيها القوات الأميركية، لم تتبناها الفصائل المسلحة التي كانت تشكل هاجسًا يتحرك نحو المصالح الأميركية، بحكم الولاء العقائدي لإيران، وهذا يعني أن الحوادث التي حصلت كانت تقف وراءها يد خفية، غرضها توريط تلك الفصائل أو خلق صدام مفتعل بين الفصائل والقوات الأميركية، وإلى الآن لم تحدث حالة يدان بها أحد من هذه الفصائل، ولكن هل أن ضبط النفس سيستمر، فقد تتغير المواقف إذا حصل الاشتباك المباشر بين إيران والولايات المتحدة، وهو أمر وارد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب