العبادي يواجه أول انتكاسة لجهوده بتشكيل الحكومة 

  العبادي يواجه أول انتكاسة لجهوده بتشكيل الحكومة 

 في أول تحد حقيقي لجهود رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في تشكيل الحكومة الجديدة فقد اعلنت ثلاث قوى سنية تعليق مفاوضاتها حولها بسبب جريمة قتل عشرات المصلين السنة شمال بغداد لحين ظهور نتائج التحقيق في اللجان الرسمية التي شكلت ومطالبة بتقديم الجناة الى القضاء خلال 48 ساعة .. فيما طالب كي مون بغداد بتحقيق صحيح يفضي الى معاقبة الجناة.

تحذير من محاولات عرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة
وبعد يوم من انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة بين التحالف الشيعي والتحالفين السني والكردي فقد هاجمت مليشيا شيعية مسجدا للسنة بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد وقتلت 75 مصليا واصابت حوالي مائة آخرين في واحدة من الجرائم الطائفية التي تشهدها البلاد منذ اشهر.
وشكل الهجوم الدموي انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في مساعيه للحصول على دعم  السنة والأكراد لتشكيل حكومته الجديدة قبل الفترة المحددة لذلك وعرضها على البرلمان والتي تنتهي في التاسع من الشهر المقبل وكذلك لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يهدد بتقسيم العراق اثر سيطرته على مناطق شاسعة من المحافظات الشمالية والغربية والشرقية.
ويخشى مراقبون للتطورات السياسية في العراق من تأخير تشكيل الحكومة نتيجة المقاطعات التي تواجه مفاوضاتها وهو امر لو تم فأنه سيزيد من تدهور الاوضاع الامنية الخطيرة في البلاد وتعقيد العملية السياسية التي تعاني اصلا اخفاقات وصعوبات تهدد مسيرتها الحالية.
وفي هذا الاطار فقد حذر التحالف الشيعي الذي يقود مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في بيان تسلمته “أيلاف” من مساعي “أعداء العراق الذين يحاوِلون شق وحدة الصف الوطني وعرقلة جهود القوى السياسيّة في تشكيل الحكومة” .
 وكانت مليشيا شيعية قد هاجمت ظهر امس الجمعة جامع مصعب بن عمير في منطقة حمرين بمحافظة ديالى (170 كم شمال غشرق بغداد) ديالى اثناء خروج المصلين بعد ادائهم صلاة الجمعة ما ادى الى مصرع 75 مصل بينهم خطيب الجمعة واصابة اكثر من مائة آخرين . 

ثلاث قوى سنية تقاطع مفاوضات الحكومة
 واثر ذلك اعلنت كتلة ديالى  هويتنا بزعامة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وجبهة الحوار الوطني بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وحركة الحل برئاسة جمال الكربولي تعليق مفاوضاتهم ضمن تحالف القوى السنية لتشكيل الحكومة فيما يتوقع ان تعلن قوى اخرى تعليق مفاوضاتها ايضا لحين الاعلان عن نتائج التحقيق في جريمة قتل المصلين والتي شكلها القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي خوفا من تمييع قضية التحقيق او تسجيلها ضد مجهولين كما جرت عليه العادة عند تشكيل مثل هذه اللجان.
وقالت هذه القوى الثلاث في بيان مشترك إن “الجريمة النكراء التي قامت بها ميليشيات الغدر والخيانة ضد المصلين الأبرياء في جامع مصعب بن عمير والتي راح ضحيتها أكثر من 75 شهيدا جريمة لا يمكن السكوت عليها وتعد تكريسا للواقع المأساوي الذي تعاني منه المحافظات المنتفضة بصورة عامة ومحافظة ديالى بصورة خاصة”. وأضافت “لذلك نعلن عن تجميد مفاوضات تشكيل الحكومة مع التحالف الوطني (الشيعي) ونطالب القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) وقيادات التحالف الوطني بتقديم الجناة الى القضاء خلال 48 ساعة والتعويض الفوري لأهالي الضحايا اذا ما أرادوا للعملية السياسية والحكومة الجديدة أن ترى النور”.
ومن جهتها قالت النائب ناهدة الدايني وهي من ديالى إن نححوالي 200 مصليا كانوا في مسجد الإمام ويس عندما وصل رجال الميليشيا عقب تفجير استهدف سيارة للأمن. وشددت الدايني وهي سنية من القرية التي وقع بها على ان هذا الهجوم “هذه مذبحة جديدة”. واشارت في تصريح صحافي الى ان الميليشيا الطائفية دخلت وفتحت النار على المصلين حيث كان بعض الضحايا من عائلة واحدة وأن بعض النساء سارعن لمعرفة مصير أقاربهن في المسجد فقتلن.
وجاء تعليق هذه القوى لمفاوضاتها برغم ادانة العبادي لقتل المصلين بشدة ومطالبته الاجهزة المعنية بملاحقة القتلة وانزال اشد العقوبات بهم والاسراع باعلان نتائج التحقيق الذي قررته قيادة القوات المسلحة. ودعا المواطنين الى “رص الصفوف لتفويت الفرصة على اعداء العراق الذين يحاولون اثارة الفتنة بين ابناء الوطن الواحد”. 

رئيس البرلمان يطالب بملاحقة المليشيات فورا
ودعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الحكومة المنتهية ولايتها الى التحرك فورا للحد من نشاط الميليشيات . ووصف في كلمة الى العراقيين الليلة الماضية قتل المصلين بأنه جريمة ابادة جماعية مركبة ترتقي الى جرائم الابادة الجماعية كونها جرت على مجموعة من المدنيين العزل لم يسبق اتهامهم بالارهاب ولانها جرت داخل بأحد بيوت الله .وهو ما يزيدها بشاعة. واشار الى ان ماجرى يأتي ضمن سياقات منظومة الخلل الامني التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية بعد الانهيارات التي جرت للجيش العراقي امام تنظيمات داعش الارهابية.
وشدد على ضرورة عزل السلاح عن المجاميع المسلحة وعدم السماح لها باستغلال الحشد الشعبي الذي انطلق بعد احتلال الموصل من قبل داعش الارهابي من اجل تنفيذ اجندتها الارهابية بقتل المواطنين وتاجيج الروح الطائفية . ودعا الى اعتبار هذه المجاميع التي تتحرك خارج اطار الدولة منظمات ارهابية يشملها قانون الارهاب وتجريم فعلها في المحاكم العراقية والدولية.
وطالب الجبوري جميع القوى العراقية باستنكار هذه الجريمة وتحويل هذا الاستنكار الى اجراء عملي للحكومة الحالية المنتهية ولايتها للتحرك فورا للملاحقة وضرب هذه المجاميع الميليشياوية الارهابية.
ودعا الى “تشكيل لجنة يشارك بها بعض البرلمانيين من محافظة ديالى من اجل توصيف ماحدث وتشخيص الخلل ومعرفة الجناة وعلى الحكومة ايضا التعجيل بعرض عمل اللجنة للشعب العراقي. 

كي مون يدعو بغداد لتحقيق صحيح ومعاقبة الجناة
ومن جهته دان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الاعتداء الاجرامي على مصلي جامع مصعب بن العمير في ديالى وقال في بيان له اليوم ان” الهجمات على أماكن العبادة غير مقبولة تماما ومنعت بموجب القانون الدولي”.
واعرب عن قلقة العميق إزاء تأثير أعمال العنف الطائفي على الوضع الأمني الخطير وعلى العملية السياسية التي تهدف إلى إقامة حكومة موحدة قادرة على مواجهة التهديد الذي يواجهه العراق . ودعا
جميع القادة السياسيين الى التوحد وناخبيهم الى الابتعاد عن الطائفية ومنح العملية السياسية فرصة مؤكدا ان الهجمات الطائفية لا تخدم سوى أعداء العراق. وطالب السلطات العراقية بضمان أن يتم التحقيق في هذا الهجوم بشكل صحيح ومعاقبة مرتكبيه.
واضاف كي مون قائلا “نشعر بقلق عميق إزاء تأثير وأعمال العنف الطائفي على الوضع الأمني الخطير بالفعل وعلى العملية السياسية التي تهدف إلى إقامة حكومة موحدة قادرة على مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش.  
وقد اعلنت القيادات العراقية امس الاستنفار لمواجهة تداعيات الهجوم على المصلين في مسلسل هجمات  على المساجد سبق وان فجرت من قبل موجة من عمليات الثأر المتبادلة بين شيعة وسنة العراق الذي عاد فيه العنف الى مستويات عامي 2006 و2007 في ذروة الاقتتال الطائفي في البلاد.

فيديو الهجوم على المصلين :
 
https://www.youtube.com/watch?v=pIG_p9A-aGY&feature=youtu.be

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة