اعلن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الاحد، رفض الحكومة العراقية مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل، وفيما عد التواجد التركي داخل الاراضي العراقية “تجاوزاً على سيادة البلاد”، ناصحاً إياهم بـ”عدم مغادرة مواقعهم”.
وقال حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي عقده في ديوان محافظة كربلاء وحضرته (المدى برس)، إن “التواجد التركي داخل العراق هو تجاوز غير مقبول على السيادة العراقية”، مبيناً أن “تركيا تبرر تواجدها بموافقة إدارة نينوى تارة و حكومة أقليم كردستان تارة أخرى”.
وأضاف العبادي، أن “رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني ابلغنا بعدم موافقة الاقليم على دخول القوات التركية”، مشيراً الى أن “القوات التركية موجودة في جبال كردستان منذ العام 1996 ولكن دخولها لناحية بعشيقة جاء دون موافقة الحكومة الاتحادية”.
وتابع العبادي، أن “الحكومة العراقية لن تسمح بمشاركة تركيا في معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم (داعش) الارهابي”، لافتا الى أنه “ليس للجار التركي اي دور في الاستشارة او التخطيط لعملية تحرير الموصل، وننصحهم بعدم مغادرة مواقعهم”.
وكانت وزارة الخارجية العراقية اعلنت، يوم الخميس، (6 تشرين الأول 2016)، تقديمها طلباً رسمياً الى مجلس الأمن لعقد جلسة “طارئة” لمناقشة “خرق القوات التركية لسيادة العراق”، وفيما اتهمت تركيا بـ”عدم احترام مبادئ حسن الجوار من خلال إطلاقها تصريحات استفزازية”، شددت على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لـ”دعم العراق” في حربه ضد تنظيم (داعش).
واستنكرت وزارة الخارجية التركية، يوم الأربعاء، (5 من تشرين الاول 2016)، قرار البرلمان العراقي حول رفضه تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية، وفيما أشارت الى أن القرار يتضمن “اتهامات سيئة” للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أكدت استدعاء السفير العراقي على خلفية ذلك القرار.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قررت، يوم الأربعاء، (5 تشرين الاول 2016)، استدعاء السفير التركي لدى بغداد فاروق قايمقجي على خلفية التصريحات التركية “الاستفزازية” بشأن معركة تحرير الموصل.
وكان مجلس النواب العراقي صوت خلال جلسته الـ21 من الفصل التشريعي الاول للسنة التشريعية الثالثة التي عقدت، يوم الثلاثاء، (4 تشرين الاول 2016)، على رفض قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء قوات بلاده في العراق لمدة عام.
يشار إلى أن البرلمان التركي قرر، يوم السبت، (الاول من تشرين الاول 2016)، تمديد مهمة القوات العسكرية في سوريا والعراق لمدة عام آخر.
وأكد ممثل الشبك في مجلس النواب العراقي سالم جمعة، يوم الثلاثاء (4 من تشرين الاول 2016)، مقتل واصابة ستة أشخاص بينهم طفلان بقصف للمدفعية التركية استهدف قرية للشبك، شمال الموصل، (405 كم شمال بغداد)، وأكد أن المدفعية التركية تقصف القرى الشبكية السكنية في المنطقة باستمرار، فيما طالب حكومة اقليم كردستان بـ”التدخل لوقف الهجمات العشوائية” للقوات التركية.
ويأتي قصف القوات التركية بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الاحد، (2 من تشرين الاول 2016)، التي اكد خلالها أن الموصل مدينة “سنية” ودعا لإبقاء السنة من العرب والكرد والتركمان حصراً فيها بعد تحريرها من تنظيم (داعش).
وقد أثار توغل القوات التركية في الأراضي العراقية استنكار وشجب الحكومة وغالبية القوى السياسية فضلاً عن سخط جماهيري، وسط مطالبات بسحب تلك القوات فوراً واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك.
