العبادي آخر من يعلم .. اختطاف القطريين شأن إيراني نُفِذَ على أرض العراق

العبادي آخر من يعلم .. اختطاف القطريين شأن إيراني نُفِذَ على أرض العراق

اختطاف جرت تفاصيله في السادس عشر من كانون أول/ديسمبر 2015، على كامل أرض العراق وتحديداً “بادية السماوة” التابعة لمحافظة المثنى في الجنوب، حيث الصحراء الشاسعة وأشهر مناطق الصيد لأثرياء الخليج باستخدام أجود أنواع الصقور، وهو تقليد طالما اعتاده العرب قبل الغزو الأميركي.

أعلنت قطر وقتها أن عدداً من مواطنيها بينهم أمراء في العائلة الحاكمة قد اختطفوا على يد مسلحين رغم كونهم في حماية الشرطة العراقية !

محافظ المثنى أكد حصولهم على تصاريح رسمية..

بعدها أكد محافظ المثنى الخبر، ملمحاً إلى أن 26 صياداً قطرياً اختطفوا بواسطة مسلحين – لم يسمهم أو يصنفهم بأنهم عناصر شيعية مسلحة – على نحو 70 سيارة رباعية الدفع في أثناء تخييمهم ليلاً في الصحراء دون حدوث أي تبادل لإطلاق النيران بين أفراد الحماية والمسلحين، وهنا أقر المحافظ أن القطريين حصلوا على أوراق وتصاريح رسمية من وزارة الداخلية لممارسة الصيد تحت حمايتهم.

وطوال عام ونحو 4 أشهر حتى نيسان/ابريل 2017، كانت المفاوضات تنتعش أحياناً وأحياناً أخرى لا أثر لأي نتائج حتى فوجئ الجميع بعملية إطلاق سراح القطريين “الـ V.I.P” في الحادي والعشرين من نيسان/ابريل وسفرهم من العراق على متن طائرة قطرية خاصة سمح لها بالهبوط في العراق.

منذ هذا التاريخ والغموض يسيطر على تفاصيل عملية الإفراج عن المختطفين وسر الحقائب الضخمة التي جاءت مع الوفد القطري لاستلامهم.

لماذا ينكر العبادي طلب الدعم المالي من قطر ؟

فقد بدأ التراشق وبدا رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” وكأنه لا يعلم تفاصيل ما جرى فقط يريد إلقاء اللوم على قطر ليحفظ ماء وجهه بزعمه عدم طلب العراق لأي أموال وعدم علمه بأن قطر أرسلت أموالاً مقابل الإفراج عن مواطنيها، مستنكراً كيف للعراق أن يقبل مقابل واجب أداه ؟

ميليشيات تدار من إيران..

عملية الاختطاف كانت عن طريق ميليشيات شيعية مسلحة.. يقول متابعون للشأن العراقي إنها تأتمر بأمر إيران وتنفذ ما تطلبه طهران بواسطة رجالها في العراق حرفياً، والإفراج أيضاً كان عن طريقهم دون أي تدخل من بغداد !

الاصطياد في الماء العكر..

إطلاق سراح الرهائن القطريين أعطى الفرصة لبعض الساسة العراقيين لتصفية حساباتهم كنوع من الاصطياد في الماء العكر.. إذ هاجم وزير المالية السابق في الحكومة الاتحادية “هوشيار زيباري” سلطات بغداد بشأن إطلاق سراح الصيادين بعد قرابة سنة ونصف على اختطافهم، بتدوينة على موقع التدوين القصير “تويتر”، قال فيها إن: “إطلاق سراح الصيادين القطريين في العراق بعد 16 شهراً من الأسر من قبل جماعة مسلحة إيرانية و”حزب الله” الشيعي الموالي أيضاً لإيران، يُعد هزيمة للعراق السيادي”.

8 آلاف شيعي في سوريا وراء الصفقة..

الانتقادات لم تتوقف من قبل المتابعين لصفقة إطلاق سراح الرهائن، إذ أن منهم من انتقد إعلان وزارة الداخلية العراقية عن تسلم الوزارة الصيادين القطرين الـ26، دون الإشارة إلى الجهة التي سلمتهم وكأنها ليست جهة أمنية منوط بها حفظ الأمن، ومنهم من يؤكد على أن الصفقة لم تتم إلا عندما تدخلت قطر بإقناع المعارضة السورية المسلحة بفك الحصار عن 8 آلاف شيعي ببعض القرى الشيعية في سوريا، وهو ما ذهبت إليه فضائيات وتقارير إعلامية غربية وأخرى محسوبة على النظامين الإيراني والسوري بأن الصفقة إيرانية بالكامل نفذتها ميليشيات شيعية عراقية بالتنسيق مع “حزب الله” اللبناني.

ما عجل بتنفيذ الصفقة “القطرية – الإيرانية”، هو تلويح قطر بنزع يدها من التفاوض مع الفصائل السورية ما قد يزيد الحصار على أهالي “كفريا والفوعة”، لكن فور إطلاق سراح المختطفين تم إجلاء أبناء القريتين من الشيعة إلى “حلب”، أي أنه لا علاقة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالأمر من بعيد أو قريب.

تأكيد إيراني.. سوريا هي مقصدنا..

لقد أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية صفقة الدوحة – طهران بإذاعتها نبأ مفاده أن العناصر السورية المسلحة أفرجت عن 15 مقاتلاً شيعياً عراقياً وسلمت جثمان اثنين اخرين ضمن صفقة إطلاق سراح الصيادين القطريين !

إيران بمساعدة مليشيات شيعية عراقية أدركت أنها وقعت على “صيد ثمين” تفاوض به كما تشاء في سوريا، إذ يكفي أن نعلم أن المختطفين كان بينهم كل من: “الشيخ خالد بن أحمد محمد آل ثاني، والشيخ نايف بن عيد محمد آل ثاني، والشيخ عبد الرحمن بن جاسم عبدالعزيز جاسم آل ثاني، والشيخ جاسم بن فهد محمد ثاني آل ثاني، والشيخ خالد بن جاسم فهد محمد آل ثاني، والشيخ محمد بن خالد أحمد محمد آل ثاني، والشيخ فهد بن عيد محمد ثاني آل ثاني، والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن أحمد آل ثاني، والشيخ جبر بن أحمد آل ثاني” ، وهم ينتمون إلى الأسرة الحاكمة في قطر، ما أجبر الدوحة على التدخل بقوة في المفاوضات بين “أحرار الشام” و”تحرير الشام” في سوريا وإيران بغية إنقاذ مواطنيها الأمراء، في المقابل تم اخلاء “كفريا والفوعة” بشكل كامل وكذلك “الزبداني” وتم تسليم مضايا للرئيس السوري وحلفائه في صفقة أثارت جدلاً كبيراً في الشارع السوري.

إطلاق سراح معتقلين وبنود سرية بعيداً عن العراق..

شملت الصفقة كذلك إخراج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” من مخيم اليرموك جنوب دمشق، وإطلاق سراح ١٥٠٠ معتقل ومعتقلة من سجون نظام الرئيس السوري، وهناك من يقول من المحللين السياسيين إن بنوداً أخرى سرية جرى الاتفاق عليها في هذه الصفقة لن تخرج للنور الآن !

صفقة عابرة لحدود العبادي..

إذاً هي صفقة عابرة للحدود.. لا علاقة للعبادي وحكومته بها.. أبطالها إيران وميليشيات عراقية تابعة لها، في المقابل قطر بأموالها وفصائل مسلحة ضمن ما يعرف بالمعارضة السورية.. فلماذا مزاعم العبادي حول تفاصيل الصفقة تخالف الواقع ؟

قطر تُكذب العبادي..

لقد قال العبادي في مؤتمر صحافي الأربعاء السادس والعشرين من نيسان/ابريل 2017، إنه فوجئ بحقائب الأموال الضخمة التي أرسلت مع الوفد القطري قبل تسلم المختطفين بأيام، تقدر بملايين الدولارات، في حين قالت الخارجية القطرية إنه ولأكثر من مرة طلبت السلطات العراقية دعماً مالياً للمساهمة في إطلاق سراح المختطفين وأن العبادي كان على علم كامل بآخر التفاصيل خاصة آخر شهر في أزمة المختطفين.

وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” أبدى استغرابه من تصريحات العبادي، لا سيما ما تعلق منها بعدم رضاه عن إصدار تأشيرات للصيادين، وأكد آل ثاني، أن الاموال التي تحدث عنها العبادي، قد دخلت بطريقة علنية ومعلومة للحكومة العراقية بطريقة رسمية وطالما لم تستخدم في إطلاق سراح القطريين فإنها ستعود إلى قطر وبطريقة رسمية أيضاً.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة