25 أبريل، 2024 11:18 ص
Search
Close this search box.

العالم حين يتجاهل علامات الصراع الآتي في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / كتابات – واشنطن

على الرغم من الرضا عنالمهمة التي أنجزتهاحول هزيمة داعش ، فإن المؤشرات الواضحة للصراع الإقليمي المستقبلي والتي تركز على العراق واضحة للغاية. لقد تم طرد داعش منالمناطق الحضرية، لكن في مكان آخر (الأرياف والبوادي) تستعيد عافيتها، مستفيدة من عمق استراتيجي توفره الفوضى في سوريا المجاورة، في الوقت الذي تستفيد فيه من الغضب الذييشعر به العراقيون العاديون من الانتهاكات والإهانات التي يقوم بها محرروهم المفترضون .

تلك فرضية يأتي وفقها مقال كتبته بالانكليزية بارعة علم الدين، في موقع “أراب نيوز” المهتم بقضايا الوطن العربي والشرق الأوسط ، وفيه نقرأ “تم تسهيل صعود داعش في عام 2014 بانهيار الثقة بين العراقيين وقيادتهم بعد سنوات من سوء الحكم الطائفي. فعلى مدار عام2013، اكتسب داعش قوة تامة وسط الجماعات المحرومة والمعارضة للدولة عبر وسائل مختلفة. وفي غضون ذلك، قام رئيس الوزراء نوري المالكي بزراعة ميليشيات برعاية إيران لنشرها ضد الأعداء السياسيين والسنة تحديدا”.

وبحسب المقال فإن هناك عوامل مماثلة للتي حصلت في 2014، وهي تلعب دورًا في عام2018، حيث من المقرر أن يكون المسلحون الشيعة هم الأقوى أداءً في انتخابات أيار/مايو،مما يفتح الباب أمام استعادة الحكم المتجذر في التفوق شبه العسكري. هذه العناصرالمدعومة من إيران ترى في الانتخابات فرصة مثالية لتوطيد السلطة، بعد أن ملأ الفراغ الناجمعن طرد داعش. في الحقيقة، لعبت قوات الحشد الشعبي هذه دورًا هامشيًا في معاركمحددة ضد داعش. أولاً لأنها أثبتت عدم فعاليتها في النزاع داخل المدن، وثانياً بسبب ميلهالارتكاب جرائم حرب أينما ذهبت“.

تظهر علامات التحذير في محافظات العراق الوسطى المختلطة ديموغرافيا، حيث تحمّل السنةفي هذه المحافظات وطأة العنف، فنزح ما يصل إلى ثلاثة ملايين منهم. ويمارس مسلحوالحشدالسيطرة العسكرية في هذه المناطق ويعرقلون عودة المواطنين السنة أو يروعونالعائدين إلى مدنهم الأصلية. لقد فقدت محافظات مثل صلاح الدين وديالى حوالي نصفسكانها من السنة ، مما يعني إسكات أصواتهم في الانتخابات القادمة. وقد واجهت عشراتالآلاف من العائلات التي دمرت وثائقها في ظل داعش عقبات بيروقراطية ، مما منعها منالحصول على أوراق الهوية التي تسمح لهم بالسفر والوصول إلى الخدمات والتصويت.

ويوثق تقرير جديد لـ ـ”منظمة العفو الدولية“، كيف أن مجتمعات بأكملها قد وُصِمَت بصورةخاطئة على أنها متعاطفة لداعش، مع حملات وصلت حد العنف الجنسي التي يرتكبهاالمسلحون ضد النساء النازحات الضعيفات، بعد جمع أزواجهم لمواجهة مصير مجهول. ويحذر تقرير المنظمة الدولية العفو من أنالنساء يتعرضن لمعاملة إنسانية ومعاملة تمييزية منقبل رجال مسلحين يعملون في المخيمات بسبب انتمائهم المزعوم إلى (داعش)”. “إنالأشخاص الذين يفترض أنهم يحمونهم يتحولون إلى حيوانات مفترسة.”

في هذه الأثناء، شهدت المئات من النساء محاكمات مختصرة لمدة عشر دقائق قبل إصدارأحكام الإعدام، بناء على مزاعم ضعيفة بوجود صلات مع داعش. وشهدت صحيفة “نيويورك تايمز محكمة لمدة ساعتين جلست خلالها 14 امرأة، واحدة تلو الأخرى، وحُكم عليهن بالإعدام.

إلى ذلك حذر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من محاولات واسعة النطاق لتزويرالانتخابات. فمع بداية الحملة، ظهرت تقارير حول عشرات الآلاف من وثائق التصويت المزورةالتي تعرض للبيع. ويستشهد مسؤولو صلاح الدين بأمثلة على صفقات من شأنها أن تسمحللمجتمعات بالعودة إلى ديارهم بشرط التصويت بطريقة معينة. وهم يتساءلون لماذا تفتقرالعديد من المجتمعات إلى مراكز الاقتراع، في حين تقع محطات أخرى في مناطق نائية عرضة للتزوير. الترهيب شبه العسكري الذي شوه انتخابات 2014 يعيد نفسه. مع تصاعد التوترات بين ميليشيات البصرة المتنافسة، وسط حملات أسفرت عن إبعاد المرشح الوطني المعارض لسلطة المليشيات الحاكمة، الشيخ مزاحم التميمي، ومحاولتي اغتيال تعرض لهما مشرحان آخران في يوم واحد فقط.

في السنوات الماضية، شاركت الدول الغربية بشكل وثيق في العملية السياسية في العراق لمنعها من الخروج عن القضبان. فإذا  وجدت قيادة دولية حقيقية، فلن يكون قد فات الأوان لمعالجة مشكلات العراق، بما في ذلك حملة عاجلة لمساعدة المجتمعات النازحة في العودة إلى مناطقهم الأصلية للمشاركة في الانتخابات. يمكن للدعم مساعدة بغداد في إعادة الأمن إلى جميع المناطق، دون أن يكون ذلك منح الميليشيات المدعومة من إيران، فرصة لإنتزاع السلطة.

وترى الكاتبة علم الدين إن الثقافة العراقية متجذرة في شعور شديد بالشرف القبلي والشخصي. وعندما يتم تشريد العائلات، يتم اغتصاب النساء، ويتم إصدار أحكام باعدامهنمن قبل محاكم صورية، كما أن حرمان مجتمعات بأكملها من حق التصويت، ستظهر كمظالم عميقة ودائمة في نهاية المطاف على هيئة رد فعل عنيف ضد القيادة الطائفية في بغداد.

يبدو إن “الحكم العراقي قام بتنمية البيئة المثلى لإزدهار التمرد والإرهاب. علاوة على ذلك، فإنالتحالف الحكومي العراقي الذي تهيمن عليه الفصائل شبه العسكرية للأحزاب الشيعية سيكون هو الفرصة التي تنتظرها إيران لتعزيز هيمنتها على جارتها الغربية كنقطة انطلاق لمواجهة أعدائها الدوليين“.

وتنهي علم الدين مقالها بالقول “ لا سمح الله ، إذا ما تفكك العراق مرة أخرى ، فسوف نسأل أنفسنا لماذا فشلنا في توقع ذلك. لماذا نتخلى عن البصيرة والذكاء في مراقبة المظاهر الناشئة للإرهاب والتشدد قبل أن تتحول إلى تهديد عالمي لا يمكن وقفه“؟ .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب