28 مارس، 2024 5:13 م
Search
Close this search box.

العازفة الإيرانية “نيزهات أميري” : الموسيقى في بلادي أشبه بالطفل اليتيم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

تحت وطأة التمييز العنصري، نجحت العازفة الإيرانية، “نيزهات أميري”، أن تقتحم مجال ظنه البعض أن يقتصر على الرجال فقط، في مجتمع إسلامي متشدد، يرفض عمل المرأة ويقمع حريتها، لتصبح المايسترو الذي يقود فرقة موسيقية كاملة.

نجاح أبهر الصحافة الإيرانية على أن تبرزها على صفحاتها الأولى..

تحفل مسيرة، “أميري”، المهنية التي تمتد إلى 38 عاماً، بالعديد من النجاحات والمقطوعات الموسيقية التي سطرت اسمها بجانب العازفين المخضرمين.

في الشهر الماضي، أحيت “نيزهات أميري” حفل موسيقي في قاعة الحفلات المرموقة في طهران؛ ضمن الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان “فجر” الموسيقي، لاقى نجاح أبهر الحاضرين.

وقد حظي أداء “أميري” الأخير باهتمام غير مسبوق من جانب دولة إيران. وباتت مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية والمحلية، حيثُ أجرت، صحيفة (قانون) الإيرانية، حواراً خاصاً معها، ووضعت صورتها على الصفحات الأولى تحت عنوان: “نيزهات أميري: لا الهث وراء المادة”، حسبما أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية.

ووفقاً للصحيفة البريطانية، كما حلّت ضيفاً في قناة (برس. تي. في)، وهي قناة إيرانية عالمية ناطقة باللغة الإنكليزية مقرها طهران، دشنها الرئيس الإيراني، “محمود أحمدي نجاد”، يوم 2 تموز/يوليو 2007.

تعيش إيران حالياً حالة من الإنفتاح على مختلف أنواع الأنماط الموسيقية والفنانين من مختلف أصقاع العالم، حيثُ اعترفت دولة إيران، لأول مرة، بـ”أميري” كعازفة موسيقية موهوبة، لكن فيما يبدو أن التليفزيون المحلي لازال يفرض قيوده ويرفض ذلك.

تغلبت على معوقات المجتمع المغلق بفضل إيمانها بموهبتها..

قالت “أميري”، الحاصلة على درجة الماجستير في التكوين الموسيقي من جامعة طهران للفنون، لصحيفة “الغارديان”: “درست تحت إشراف الموسيقي المشهور «بارفيز منصوري»، وهو شرف لأي عازف، كما أنني تعلمت منه الكثير وأضاف لي من خبراته الواسعة في مجال الموسيقى”.

وعن المعوقات التي واجهتها في موطنها إيران، ذات الحكم الإسلامي المتشدد، قالت: “لا شك أنني واجهت صعوبات كثيرة في حياتي عندما شرعت أن أعمل في مجال الموسيقى، خاصة لأنني انتمي لدولة قائمة على التمييز العنصري بين الجنيسين، ولكن اصراري وعزيمتي كانوا أقوى من تلك الصعوبات، وإيماني بموهبتي منحني القوة للمحاربة ومجابهة جميع التحديات”.

وتابعت: “المواطنات الإناث البارزات يحاربن من أجل الاعتراف بهن في جميع أنحاء العالم”.

وأعربت عن سعادتها بحصول قائدة الأوركسترا الأميركية، “مارين ألسوب”، على منصب القائد الأساس لأوركسترا “راديو فيينا السمفونية”، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب المرموق، لافتة إلى أن هذا يعتبر بارقة أمل لكل الإناث اللواتي يحلمن بالنجاح.

واعترفت “أميري” بالصعوبات التي واجهتها، كونها أنثى تنتمي إلى إيران وتعمل في المجال الموسيقي، قائلة: “الموسيقى في بلادي أشبه بالطفل اليتيم بلا أبوين”.

وأضافت: “بعد الثورة الإسلامية، بدأت إيران حملة على الموسيقى، فحظرت الموسيقى الفارسية التقليدية غير المثيرة للجدل، والقوانين التي تحكم الفنون غامضة، وفي بعض الأحيان تعسفية”.

موضحة: “بعد 38 عاماً، يتعين على السلطات أن توضح ما إذا كانت الموسيقى حراماً، «محظورة بموجب الشريعة الإسلامية»، أو حلالاً”.

مازالت الموسيقى مهملة رغم إجراءات “روحاني”..

في ظل الإدارة المعتدلة الحالية للرئيس “حسن روحاني”، تم إحياء “أوركسترا طهران السمفونية” – الذي سبق حله.

وتعلق “أميري”: “أنت تواجه الكثير من التحديات عندما تكون موسيقياً في إيران، على عكس الدول الأخرى التي تمنح مواطنيها مساحة كافية لإخراج ما بجعبتهم من أبداع، ورغم التعديلات التي حدثت في عهد روحاني، لكن مازالت الموسيقى تعاني في طهران من الإهمال إلى حد ما”.

وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها “أميري”، لكنها تأمل أن تكون “رمزاً للأمل والمثابرة”، وأن تكون قصتها ملهمة للعديد من النساء الإيرانيات والنساء بشكل عام، خاصة تلك التي تنتمي لدولة ذات حكم إسلامي متشدد.

ووجهت حديثها للإناث اللواتي يعانين من القمع والظلم والاضطهاد، قائلة: “أنت تعيش على أمل، في بعض الأحيان سوف تهزم وسوف تمر عليك لحظات إنكسار عديدة، ولكن بالجهد والصبر والمثابرة ستتغلبين على ذلك بسهولة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب