11 أبريل، 2024 4:47 ص
Search
Close this search box.

العائدون من سوريا .. هل يتكرر سيناريو “العائدون من أفغانستان” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

واجه العالم، خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي، تحديًا خطيرًا سببه العائدون من الحرب في “أفغانستان”، ووضعت كل دولة نظام تعاقبهم به إما بالسجن أو بتضييق الخناق عليهم، لكن من انسلوا منهم وتمسكوا بالأفكار المتطرفة كانوا النواة الأساسية لتنظيمات نشأت فيما بعد؛ وأبرزها تنظيم (القاعدة)، فتحول التهديد إلى واقع والمخاوف إلى حقيقة، ويواجه العالم اليوم تهديدًا مماثلًا؛ مع اختلاف المسمى، فصحيح هم عائدون لكن هذه المرة جُندوا وتدربوا على يد تنظيم (داعش) الإرهابي في “سوريا” و”العراق”، ورغم السعادة بقرب نهاية (داعش)؛ إلا أن كثير من الدول تخشى من عودة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم في ذروة تمدده، بعدما وجدوا الخلاص في العودة إلى بلدانهم مع قرب النهاية الوشيكة للتنظيم والخسائر المتتالية التي مُني بها، والتي قضت على وهم الخلافة والسيطرة الأبدية والتمدد والانتشار.

واليوم، بعد مرور 8 أعوام على بداية الحرب في “سوريا”، تواجه الدول الأوروبية معضلة عودة المقاتلين من مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم (داعش) الإرهابي في “العراق” و”سوريا”، ووضعت كل دولة إستراتيجية تتعامل بها معهم، فبعض الدول لجأت إلى خيار نزع الجنسية، بينما تعتمد دول أخرى على إجراءات أمنية مشددة وإعادة تأهيل ومتابعة أو سجن.

بعضهم لا يشعر بالندم..

المعضلة تكمن في أن بعض الراغبين في العودة لم يشعروا حتى بالندم على الجرائم التي إرتكبوها مع التنظيم الجهادي؛ ومن بين هؤلاء الإرهابي، “هشام العربي ملوك”، المعروف باسم “أبومريم المغربي”، وصرح في مقابلة مع (هيئة الإذاعة الإسبانية)، بأنه لا يشعر بالندم لأنه لا يوجد ما يدعو إلى الندم فيما فعله مع التنظيم.

وقام “العربي”، الذي ولد في “المغرب”، بتسليم نفسه إلى الأكراد الذين يسيطرون على الأجزاء الشمالية في الأراضي السورية، في كانون ثان/يناير الماضي، أمام تقدم القوات الكُردية في منطقة “باغوز” آخر معاقل التنظيم.

وعند سؤاله عن الجرائم التي إرتكبها التنظيم من قتل وتعذيب وأسر؛ وصف كل هذه الأمور بـ”الأخطاء”، وقال إنها هي ما دفعته إلى ترك السلاح وتسليم نفسه، وسافر “العربي” إلى “سوريا”، عام 2013، لكنه أعرب للمراسلة، “كريستينا سانتشيز”، عن رغبته في العودة إلى بلاده والاستقرار في “إسبانيا”.

44 متشدد عادوا إلى إسبانيا..

وبحسب بيانات “مركز الاستخبارات الإسباني لمواجهة العنف والجريمة المنظمة”، فإن هناك 234 جهادي سافروا إلى “سوريا” للإنضمام إلى تنظيم (داعش)، وعاد منهم 44 فقط، وهم يخضعون إلى المتابعة المستمرة حتى التأكد من انفصالهم التام عن الجماعة الإرهابية؛ إذ يخشى من قيامهم بتجنيد أشخاص آخرين، بينما تتبع دول أخرى منها “فرنسا” و”بريطانيا” و”ألمانيا” إستراتيجيات مختلفة لإدارة ملف عودة الجهاديين.

بريطانيا اختارت نزع الجنسية من المتطرفين..

وأفاد مراسل هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسباني في لندن، “غوردي بارسيا”، بأن “سكوتلاند يارد” قدر عدد الجهاديين الذين انضموا إلى (داعش) ولا يزالون على قيد الحياة، بـ 200 متطرف، وتتضمن الإستراتيجية البريطانية حرمان المتشددين من الجنسية، وبحسب قانون مكافحة الإرهاب يعتبر السفر والعيش في منطقة يسيطر عليها الجهاديين أمرًا كافيًا لإرسالهم إلى السجن.

فرنسا تتعامل مع كل حالة على حدة..

أما “فرنسا”، التي تُعد أكثر دولة صدرت جهاديين لـ”سوريا”، فتحاول الحكومة التعامل مع كل عائد على حدة، وقال مراسل الهيئة في فرنسا، “باكو فورخاس”، إن الحكومة تتولى حاليًا مهمة متابعة 150 شخص عائدين من “سوريا”، حوالي 50 منهم رجال ونساء والباقي أطفال ومراهقين.

ألمانيا تقبل العائد طالما أنه لا يهدد المجتمع..

كما تعتبر “ألمانيا” دولة حساسة فيما يتعلق بالعائدين، إذ لا يزال هناك 50 جهادي ألماني معتقلين في منطقة الصراع بـ”سوريا”، وقررت الحكومة إعادتهم بعد التأكد من أنهم لا يمثلون تهديدًا خطيرًا على المجتمع، وأفاد مراسل الهيئة في برلين، “غابريل هيريرو”، بأنه حتى الآن عاد 300 فقط من ألف مواطن ألماني انضموا إلى (داعش).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب