13 يناير، 2025 12:59 ص

الطَرِيق إِلى العَرش بمذبحة الأمراء .. الملك تأكد مِن رَفضهم مبايعة ولده فقرر إزاحتهم و”تِرامب” يَصمُت مُقَابِل “أَرامكو” !

الطَرِيق إِلى العَرش بمذبحة الأمراء .. الملك تأكد مِن رَفضهم مبايعة ولده فقرر إزاحتهم و”تِرامب” يَصمُت مُقَابِل “أَرامكو” !

خاص – كتابات :

يُصر الرجل على أن يسير في درب الأشواك وإن رأى عكس ذلك.. طموحه لا حدود له.. يدرك أن الوقت ليس في صالحه وأن عليه أن يتوج على عرش المملكة في حياة والده الملك “سلمان بن عبد العزيز”، الذي يعاني أمراض الشيخوخة.

كانت أهم العقبات في وجهه هو ولي العهد الأمير “محمد بن نايف” وزير الداخلية السابق.. تجاوزها بغموض اكتنفها، لكنها مرت كغيرها من تحضيرات وتجهيزات للسيطرة على الحكم وإخضاعه لعائلته حصراً عن بقية أفراد العائلة الحاكمة من سلسال “آل سعود”.

قطار قراراته لا يتوقف..

“محمد بن سلمان”.. ذاك الأمير الطامح في الحكم والطامع في كل سلطة في بلده قبلة المسلمين.. قطار قراراته لا يتوقف وإن بذل ما بذل من أموال وتحالفات ظناً منه أنها في صالحه بالأخير.

أقسى قراراته تلك التي اتخذها قبل منتصف ليل الأحد، الخامس من تشرين ثان/نوفمبر عام 2017، بساعة أو يزيد.. أبى الرجل أن ينتهي ذاك “السبت” دون أن يتخد أقصى ما يتصوره السعوديون أنفسهم من قرارات.. “مذبحة الأمراء” إن شئت قل.. 11 أميراً من أكثر الأمراء النافذين ذوي السلطة والمال ذبحهم الأمير سياسياً واقتصادياً، وأمنياً أزاحهم من طريقه إلى العرش والمعلن تهم تتعلق بالفساد والرشى.

خطة أعدت مسبقاً وكلمة السر “اجتماع طاريء” !

“مذبحة الأمراء”، جرى الإعداد لها والتخطيط سراً إلى حين انتظار ساعة الصفر.. إذ دعي الأمراء إلى اجتماع في أحد الفنادق الشهيرة وتقرر إخلاؤه من زائريه وإبقاء الأمراء فيه حصراً.. وتنتزع منهم هواتفهم ووسائل اتصالهم بالعالم الخارجي وتتخذ قرارات بإيقاف أي رحلات أو إقلاع لطائرات خاصة من أي من مطارات المملكة.

حصار محكم طبقه الأمير الشاب على منافسيه وكل من لم يقدم فروض الولاء والطاعة أو يذعن لتنصيب “محمد بن سلمان” على عرش السعودية.

السيطرة على مليارات الدولارات والريالات..

يقول قائل إن أكثر من عصفور ضربها الأمير بحجر واحد، فهو من ناحية يُخضع أموالاً طائلة ملك هؤلاء تحت إمرتهن، ومن ناحية ثانية لا يريد أن يعلوا أحداً عليه في السلطة أو المال كي يتسلم الحكم ولا كبير بينهم عليه.. لا في مال أو سلطة.

فباعتقالات غير مسبوقة في المملكة شملت 11 أميراً من العائلة الحاكمة؛ بينهم أباطرة المال والأعمال في السعودية وكثير من البلدان، كالملياردير الأمير “الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود”، ووزراء سابقون وحاليون ورجال أعمال بينهم رجل الأعمال “صالح كامل” مالك مجموعة محطات (A R T) ونجليه و”وليد البراهيم” مالك مجموعة قنوات (MBC).

اكتمال الصورة بتشكيل لجنة مكافحة الفساد..

لتكتمل الصورة، جاءت الحملة تزامناً مع مرسوم ملكي بتشكيل “لجنة مكافحة الفساد” برئاسة ولي العهد “محمد بن سلمان”، الذي خرج على شاشات التلفاز ليقول نصاً لمحاوره: “أؤكد لك أنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أياً من كان.. لن ينجو.. سواء وزير أو أمير أو أياً كان” !

وسائل إعلام دولية ترى أن حملة الاعتقالات تلك تزيد من قوة ولي العهد، إذ قالت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية إن الملك “سلمان” يبعد أحد أبرز أمراء العائلة المالكة – والمقصود هنا الأمير “متعب” بن الملك السابق “عبد الله بن عبد العزيز” – ويقبض على أمراء ومسؤولين في خطوة تزيل أي عقبات متبقية في طريق تنصيب ابنه على العرش.

الإطاحة بآخر الرجالات الأقوياء..

الاعتقالات طالت أيضاً وزراء وأمراء وشخصيات بعد عزلهم عن مناصبهم، شملت وزير الحرس الوطني، آخر الرجالات الأقوياء في السلطة الأمير “متعب بن عبدالله”، ليطبق “بن سلمان” على المربع الأمني بالكامل، فضلاً عن اعتقال رئيس الديوان الملكي السابق “خالد التويجري” ووزير الاقتصاد والتخطيط “عادل فقيه”، وقبلها بنحو شهرين جرت حملة اعتقالات شبيهة لكنها شملت رجال دين وشخصيات ثقافية وأكاديمية.

كما طالت اعتقالات، مساء السبت، رجل الأعمال السعودي الإثيوپي “محمد العمودي” والمقيم ما بين إثيوپيا والرياض، وهو أغنى شخص في إثيوپيا، وقدرت ثروته في عام 2011 بـ(12) مليار دولار، مما جعله ثاني أغنى شخص في السعودية بعد الأمير “الوليد بن طلال”.. ويلعب دوراً محورياً في إثيوبيا في مشاريع النهضة الزراعية (عبر شركة النجمة الزراعية)، وفي بناء شبكة السدود الإثيوبية عبر احتكاره إنتاج الأسمنت في إثيوبيا وعبر مشاركة شركاته كمقاولي إنشاءات في “سد النهضة” وباقي السدود، التي تشتكي مصر منها ومن تأثيرها المتوقع على حصتها من المياه.

مستمر إذاً مسلسل تصفية الحرس القديم في المملكة من أجل تولي “بن سلمان” مقاليد الحكم خلفاً لوالده متخطياً كبارات رجال العائلة المالكة.

تسريبات تتحدث عن مطالبة “الوليد” بمعرفة مصير “بن نايف”..

تشير أغلب التسريبات التي تناقلها أفراد من عائلات الموقوفين في السعودية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن أحد أسباب اعتقال “الوليد بن طلال” وآخرين هو مطالبتهم لـ”بن سلمان” شخصياً بمعرفة مصير الأمير “محمد بن نايف”، ولي العهد السابق، وتركه يمارس حياته الطبيعية دون أن يكون مقيد الحرية في أحد القصور، ممنوع من اتصالاته، ممنوع من لقاءاته، وإلا سحبوا استثماراتهم من المملكة وخرجوا بأموالهم.

وهو الأمر الذي شعر معه “بن سلمان” بأن هناك ما يحاك ضد توليه عرش المملكة؛ فقرر التخلص من هذا الجناح بالكامل والتحفظ على أموالهم تحت سلطته، بعد أن تأكد الملك “سلمان” بنفسه أن الأمراء الـ 11 رفضوا تقديم البيعة لولده “محمد” ملكاً لهم، فصدر قرار التوقيف ومن يعلن منهم بيعته تحت الضغط لاحقاً ستسقط عنه جميع التهم !

تداعيات اقتصادية في مصر وتركيا!

اقتصادياً ووفق المعطيات المتاحة، فإن مثل هكذا خطوة ربما يكون لها تداعيات تطال “مصر وتركيا” تحديداً، إذ قد تتعطل مشروعات ضخمة كان قد جرى الاتفاق عليها بين أمراء ورجال أعمال مع البلدين.. فضلاً عن أصوات قد تتعالى من منظمات وكيانات اقتصادية عالمية تطالب بتحرير رجال الأعمال والأمراء من أصحاب المشروعات الضخمة حول العالم.

“ترامب” يصطاد في الماء العكر.. نمررها لكم مقابل حصتنا في “أرامكو” !

الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” نفسه، كعادته، رفض تفويت الفرصة من دون الإفصاح عن نيته وإيصال رسائله، وخرج بتصريحات تدعو السعودية لطرح أسهم عملاق النفط السعودي “أرامكو” في بورصة نيويورك حصراً دون غيرها من البورصات العالمية، ولسان حاله يقول سندعم إجراءاتكم ونغض الطرف عنها طالما دفعتم من أموال واختصتونا بنصيب مستمر منها، وكأنه اتفاق قد أبرم بينهم مسبقاً !

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة