26 مارس، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

الطائفية تأكل “بلوتشستان” الإيرانية .. اعتداءات جنسية في “إيرانشهر” واغتيالات ثأرية في “خاش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد الكشف عن تكرار عمليات الاعتداء الجنسي على الفتايات في مدينة “إيرانشهر”، واغتيال مولوي “عبدالشكور کُرد”، (ترشابي)، وهو شخصية عملية، (طبيب أسنان)، ودينية، (مولوي)، مشهورة؛ بالإضافة إلى كونه رياضي صاحب خلق، ومحاسب ومستشار بالحوزة العملية، (مخزن العلوم)، بمدينة “خاش”، ورئيس أمناء المسجد الجامع بالمدينة، أمام المسجد، (على مسافة 150 كيلومتر شمال إيرانشهر).

يكشف مجدداً هذه الحقيقة المرة؛ وهي أن “سيستان” و”بلوتشستان” لا تملك خبزاً ولا أماناً وأن لمواجهات العنف جذور في العوامل الداخلية والخارجية للمجتمع السُني في “سيستان” و”بلوشستان”.

تقاليد “بلوشية” غير طبيعية..

وكان مجهولون قد أطلقوا النار، صباح الخميس 5 تموز/يوليو 2018، على مولوي “عبدالشكور” أمام مسجد “التوحيدية”، على مقربة من “ساحة الشهداء” بمدينة “خاش”. وبعد إسكات صوت الدكتور “عبدالشكور”؛ اشتعل كالعادة فورًا تنور الشائعات والتخمينات بشأن هوية القتلة، ونسب كل شخص، بقصد أو بدون، الجريمة إلى طرف أجنبي أو أعداء “البلوتش”، غير مدركين أن أحد أكثر عوامل الضرر المميتة إنما يكمن في التقاليد غير الطبيعية للمجتمع السُني في “سيستان” و”بلوشستان”، وقد تتنتهي إلى مواجهات طائفية دامية؛ كما التنين ذي السبع روؤس والذي التقم فجأة سبع ضحايا أبرياء. بحسب تعليق المراسل الصحافي الإيراني، “عبدالستار دوشوكي”، على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

واستنادًا إلى تعليق عدد من المحللين المعنيين بالأقاليم، فالعنف أو العصبية على الأقل متجذرة في المجتمع. وخلال العقود الماضية ظهرت حالات كثيرة ما إن تنتهي مشاجرة بسيطة أو تلاسن مصحوب بالغضب والعصبية بين شخصين إلى سلسلة من الحوادث الانتقامية يُقتل خلالها عدد كبير من الأبرياء.

أبرياء !.. بالمعنى الحقيقي للكلمة لا علاقة لهم بالموضوع ولا حتى بشكل غير مباشر، لكنهم يتعرضون كونهم أعضاء، “الطائفة الخصم”، للهجوم كنوع من الانتقام المتعصب.

في ظل هذه الأجواء تتسع دائرة الدم وسفك الدم، وللآسف تبدو نيران هذا التعصب والانتقام القبلي غير منطقية؛ بحيث يصعب على الإنسان العاقل استيعابها. وفي معظم الحالات يختفي القاتل الأساس، ومن ثم يستحيل الوصول إليه للانتقام. وبالتالي يحدد الباحثون عن الانتقام عن نخبوي، ومثقف ومتعلم من بين أبناء “الطائفة الخصم” والحرص على استهداف شخص لا علاقة له بحادثة القتل الأساسية، بالشكل الذي يضيف المزيد من الحرارة على عملية الثأر.

الحرس الثوري وسياسة “فرق تسُد”..

وللاسف فإن سياسة توزيع “الحرس الثوري” للأسلحة دون ضوابط بين الطوائف المختلفة في “سيستان” و”بلوشستان” والمؤسسات الأمنية الأخرى، بدعوى “توفير الأمن”، انتهى عمليًا إلى ما يشبه سياسة “فرق تسُد”، وربما كانت وفرة السلاح أحد الأسباب الرئيسة وراء إستشراء العنف في المحافظة.

وكانت وكالة أنباء (فارس)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، قد عالجت قضية امتلاك غير المؤهلين للسلاح، بل وضلوع بعض أفراد المؤسسات العسكرية في قتل آخرين دون خوف، لأنهم يتهربون من العقوبة بسهولة.

وتطرق التقرير إلى تجاهل المسؤولين بالمحافظة لتلكم الظاهرية، وكيف يسهم سكوتهم في استمرار هذه العمليات. من ثم ورغم عدم إغلاق ملف الدكتور “عبدالشكور” أو حتى معرفة هوية القتلة، لكن واستنادًا للشواهد والشهادات المعتبرة، تضرب عملية الاغتيال تلك بجذورها في الصراعات الطائفية المنتشرة، والتي يروح ضحيتها بكل أسف نخبة طوائف “البلوتش” البريئة.

وبحسب تقرير وكالة أنباء (الإذاعة والتليفزيون) الرسمية، قبل عامين، فقد شهدت مدينة “خاش” اندلاع عدد 18 حالة مواجهات طائفية راح ضحيتها العشرات، وهذا التقرير إنما يقدم لمحة صغيرة جدًا عن الصورة المؤلمة.

وما لم تُجمع الأسلحة من بين العشائر والطوائف المختلفة، وما لم يشهد مجتمع “بلوشستان” تطورًا اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وطالما يعترف “البلوتش” بجور القوانين السارية، وعجز القانون والسلطة القضائية عن الحيلولة دون وقوع الجرائم وإقرار العدالة في المجتمع، فسوف يخرج للأسف الكثير من الأفراد الغاضبين على القانون، الذي لا يثقون به بما يؤدي إلى اندلاع الاضطرابات والعنف بين من يقولون لهم إذا كنتم لا تملكون الخبر فلديكم على الأقل الأمان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب