17 أبريل، 2024 4:32 م
Search
Close this search box.

الضغط على زناد الردع .. “كيهان” الإيرانية تدعو للانتقام ومهاجمة “ميناء حيفا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

العملية الإرهابية التي أودت بحياة العالم الإيراني، “محسن فخري زاده”، تمثل صدمة كبيرة للمجتمع والنظام السياسي الإيراني، لا بسبب إنضمام خادم للأمة أفنى حياته في الجهاد الخالص، إلى سلسة الشهداء، بحسب تعبير الإمام “زين العابدين” عليه السلام في مواجهة “يزيد”: “القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة”، ولكن يؤشر إلى “قوة” نظام مقتدر تعتبره الدنيا بأسرها سبب توجيه ضربة للنظام السلطوي وإحباط مخططاته المتعددة على نحو لم تعرف الدنيا مثيلاً له خلال 200 عامًا الأخيرة على الأقل. بحسب “سعدالله زراعي”، في مقاله التحليلي المنشور يصحيفة (كيهان) الإيرانية الأصولية المتشددة والمقربة من المرشد آية الله “علي خامنئي”.

قوة إيران..

ويعزو العالم اضطراب نظام القطبية الثنائية الظالم للثورة الدينية الإيرانية، وتعرفت الدنيا عن طريق “إيران” على تعطيل عشرات بل مئات المؤامرات المعقدة ضد “فلسطين”، وسجل العالم هزيمة “أميركا” و”إسرائيل” وغيرهم في 9 حروب كبرى، في الفترة (2000 – 2017م)، في المنطقة (من أفغانستان واليمن حتى فلسطين ولبنان)، وأطلع العالم على تداعي الثقل الكيان الصهيوني “العسكري-الأمني” والمخابراتي عبر إيران، وكذلك عرفت الدنيا بهزيمة كل أنواع التحالفات الغربية والعربية ضد سوريا والعراق واليمن عن طريق إيران، وعلمت الدنيا عن هزيمة مؤامرة التكفيريين المعقدة، والتي اقترنت بالهجوم على عدد من المناطق بالدولة بواسطة إيران، وكذلك هزيمة الثورات المخملية، وفشل مشروع (الشرق الأوسط الجديد)، وهزيمة “دونالد ترامب” في أميركا، وطرد الجيش الأميركي من العراق وأفغانستان… وغيرها.

إنها إيران.. وقد دفعت إيران تكلفة هذا الطريق وتأهبت لتقديم المزيد. إذ لا تتأتى مثل هذه القوة وتلكم النتائج الكبيرة دون تضحيات.

الاختراق الأمني..

والواقع أن اختراق “الجمهورية الإيرانية” أمنيًا ليس شيئًا مقبولاً في ظل نظام قوي يحظى بالآلاف من القوى الخبيرة.

الاختراق المعلوماتي في “إيران” والاستفادة من بعض العناصر في هذا البلد؛ ليس بالمسألة البسيطة، وقلمي ينفي قبول الوضع الراهن، والذي تسبب في خسارة استثمارات كبيرة بالدولة، دون إنكار مشقة القوى الوطنية المعلوماتية الخادمة بالدولة ودون المبالغة وتصوير إمكانية الاختراق بالمحال عمومًا.

إن تربية شخصية مثل، “فخري زاده” يتطلب، بحسب حجة الإسلام “خسروبناه”، خمسين عامًا على الأقل.

كما أن الحوادث الأخيرة على بعض المراكز الأمنية الحساسة بالدولة تحوز الأهمية، ولا يمكن تعويض الكثير من هذه الخسائر بمرور الوقت. وعليه لا يمكن مطلقًا التغاضي عن القصور فيما يتعلق بمسألة الاختراق.

لجنة أممية بديلاً عن محكمة “لاهاي”..

حاليًا نحن بإزاء حادث، الجمعة، في “آبسرد-دوماند”. وستكون أول خطوة بالطبع دراسة الحادث بدقة ومعرفة العناصر المتورطة وسُبل الاختراق والدوافع.

ويجب متابعة هذا الموضوع بدقة تامة والأخذ في الاعتبار لكل التفاصيل والمتطلبات؛ وفي مقدمتها تقديم معلومات دقيقة ومفصلة للرأي العام طوال الوقت.

وحجم خسارة “الجمهورية الإيرانية” يستدعي تشكيل لجنة قضائية دولية لمتابعة موضوع اغتيال، “فخري زاده”، وسائر شهداء العلوم النووية. ويمكن تشكيل هذه اللجنة بمشاركة قضاة معروفين من بعض الدول الصديقة في آسيا وأميركا وإفريقيا وأوروبا، وتسجيل هذه اللجنة في “الأمم المتحدة”.

وهذه اللجنة قد تكون بمثابة الحكم في التحقيقات ومليء فراغ محكمة “لاهاي”. وهذا القرار لا يتطلب بالنظر للوثائق الموجودة وقتًا طويلاً وقد يحتاج إلى ثلاثة أشهر فقط.

“الردع” الإيراني..

لكن الملاحظة الأهم تتعلق برد الفعل الإيراني؛ والذي لابد أن يكون “رادعًا”، بعبارة أخرى يحظى بالحسم والذكاء، بحيث لا يسمح بتكرار إعتداءات العدو في المحيط الأمني الإيراني، حتى لو كانت هذه الإعتداءات ضئيلة جدًا.

والحديث حاليًا عن تورط عناصر “الكيان الصهيوني” في التخطيط للعملية، وهذا ينطبق وخصوصيات هذا الكيان الشرير. فإذا وصلت مخابراتنا إلى قناعة بأن العملية من تخطيط الصهاينة، فإن مهمتنا واضحة على مستويين، الأول: معرفة العناصر المتورطة في تنفيذ العملية، والثاني: مستوى خبراتنا.

فقد اختبرنا هذا الكيان، في المباحثات الأمنية في السنوات الأخيرة، (منذ هجوم “الكيان الصهيوني” على قاعدة (T_4) بتاريخ 9 نيسان/أبريل 2018م)، حيث تجاوز “الكيان الصهيوني” كل الخطوط الحمراء وهاجم قاعدة يعلم بوجود عناصر فيها.

ذلك الهجوم الذي راح ضحيته 7 من جنود (الحرس الثوري). آنذاك؛ طلب رئيس وزراء إسرائيل إلى روسيا وألمانيا وأميركا إقناع “إيران” بعدم الرد.

في المقابل قامت “إيران” بعمليات ثقيلة في مرتفعات “الجولان” الحساسة، في غضون شهر واحد، رغم حشد العدو كل إمكانياته وعلمه بتوقيت وحجم رد الفعل الإيراني، ما أجبر “بنيامين نتانياهو”، على إعلان وقف العمليات ضد “إيران”. والحقيقة أن انتقام إيران في “الجولان” لم ينجح في الردع، لأنه استهدف المنشآت لا القوات، وبالتالي لم يتوقف هذا الكيان عن هذه الممارسات وهاجم أحيانًا المناطق المحيطة بالمقرات الإيرانية.

فإذا تثبت لـ”المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني” تورط “إسرائيل” في اغتيال، “فخري زاده”، فإن علينا توجيه ضربة لـ”الكيان الصهيوني”، بحيث يتوقف عن ضرب القوات أو المواقع الإيرانية في أي مكان، من “آبسرد” وحتى “كاراكاس”.

لقد هددت إيران مرارًا، في آتون المواجهة ضد إسرائيل، باستهداف “حيفا”. فإذا ثبت إلينا تورط “إسرائيل” في هذه العملية الإرهابية، فإن بمقدورنا تنفيذ هذا التهديد أي عملية بنفس مستوى القصف الصاروخي لقاعدة (عين الأسد)، أي استهداف ميناء “حيفا” بشكل واقعي، بحيث يقترن هدم المنشآت بإيقاع خسائر بشرية فادحة حتى تصل عملية الردع إلى (نقطة الطمأنينة).

فإذا اتسم رد الفعل الإيراني بالذكاء والدقة، فسوف يحقق قطعًا الردع المطلوب، لأن أميركا غير مستعدة، وكذلك إسرائيل وعملائهما، لإعلان الحرب والدخول في مواجهات عسكرية، وهذا معناه وضع نهاية بالمعنى الواقعي لكلمة ملف الحرب والاغتيال في منطقتنا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب