26 أبريل، 2024 5:02 م
Search
Close this search box.

الضغط الأميركي الأقصى .. يمنح المصداقية للنعرة القومية لدى الحرس الثوري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

يُعتبر انسحاب إدارة “ترامب”، من جانب واحد، من خطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة فرض “العقوبات” بالكامل على “إيران”، أداة جديدة لتغذية الإيديولوجية القومية والمناهضة للإمبريالية التي أصبحت أولى مهام “الحرس الثوري” الإيراني.

ومنذ احتجاجات الانتخابات الرئاسية، التي شابها الإحتيال عام 2009، في “إيران”، كان “الحرس الثوري” الإيراني يدرك أن الإيديولوجية الدينية لم تُعد قادرة على حشد الدعم بين الشباب الإيراني.

وأعترف أحد المنتجون الإعلاميون داخل مؤسسة “الحرس الثوري” الإيراني؛ قائلاً: “إن الجيل الأصغر في بلدنا لم يُعد يفهم لغتنا الدينية”. ولذلك يعدل “الحرس الثوري” أجندة جهوده الدعائية، وفقًا لما قاله عالم الإنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، “نرغس باغولي”.

تحديث الخطاب الدعائي للنظام..

استعرض (المركز الأطلسي) لأبحاث الشؤون الدولية، بمقره في “واشنطن”، الأمثلة البارزة على تجديد خطاب “الحرس الثوري” الإيراني؛ خلال مقطع فيديو مروج من قِبل النظام، تصدره، “أمير تاتالو”، مغني “الراب” الإيراني. قام “تاتالو”، وهو مطرب ذو وشم على جسده، بحملة في عام 2017 لصالح المرشح الرئاسي المتشدد الذي لم ينجح في الانتخابات السابقة، “إبراهيم رئيسي”، بالغناء عن أهمية القومية والعسكرة للدولة الإيرانية.

في العام الماضي، تراجعت إدارة “ترامب” عن “الاتفاق النووي” الإيراني؛ وأمرت بفرض أقسى “العقوبات” التي فرضتها “واشنطن” على “إيران”.

منذ إعادة فرض “العقوبات الأميركية”، في عام 2018، قفز التضخم الإيراني إلى 52%، في نيسان/أبريل الماضي. وأصبح من السهل على المتشددين الإيرانيين وصف “الولايات المتحدة” بأنها عدوانية إمبريالية غير جديرة بالثقة. لذا،استغل “الحرس الثوري” الإيراني الفرصة كي يقدم نفسه في صورة القوة التي تحمي الإيرانيين وتتحدى القوة العظمى لـ”الولايات المتحدة”.

سياسة “قوة العضلات مع الأعداء” !

أكد وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، مؤخرًا؛ أن الضغوط الأميركية ليست جديدة على البلاد. وفي الثالث من تموز/يوليو 2019، غرد “ظريف” على حسابه في موقع التدوينات المصغرة، (تويتر)، بمنشور عن إسقاط “الولايات المتحدة” لطائرة ركاب إيرانية قتلت 290 شخصًا كانوا على متنها في أواخر الثمانينيات، حيث وقع الحادث، أثناء دعم “الولايات المتحدة” لـ”بغداد”، أثناء الحرب “العراقية-الإيرانية”.

ووفقًا لتقرير المركز، لم يُعد العمل العسكري الأميركي ضد “إيران” جديدًا، إلا أن ردود الفعل الإيرانية على الوجود العسكري الأميركي الكبير في “الخليج العربي” أصبحت أكثر جرأة، كما يتضح من إسقاط “الحرس الثوري” الإيراني لطائرة أميركية بدون طيار، بقيمة 130 مليون دولار، في حزيران/يونيو الماضي.

ويتوافق هذا الهجوم مع مغزى أغاني مطرب “الراب”؛ الذي أعتمده “الحرس الثوري” الإيراني، حول ضرورة استخدام “قوة العضلات مع الأعداء”.

الجذور التاريخية لإيديولوجية الحرس الثوري..

منذ قديم الأزل؛ ترتبط الإيديولوجية القومية لـ”الحرس الثوري” الإيراني بتركيزها التاريخي على معاداة الإمبريالية، حيث كان ذلك هدفًا مهمًا لـ”الحرس الثوري” الإيراني، منذ تشكيله بعد “الثورة الإسلامية”، عام 1979.

ومن المعالم البارزة للنفوذ الإمبريالي، الذي أحتشد الثوريون الإيرانيون ضده، الانقلاب الذي حدث عام 1953؛ ضد رئيس الوزراء الإيراني، “محمد مصدق”، الذي نظمه جهاز الاستخبارات البريطاني ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وردًا على ذلك، دشن “مصدق” تحالفًا معاديًا للإمبريالية يقوم على أساس تأميم “صناعة النفط الإيرانية”.

كان استخراج “النفط” من “إيران” آلية مهمة للإمبراطورية البريطانية في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولهذا السبب كانت “بريطانيا” تعارض تأميم “النفط الإيراني” في الخمسينيات.

ومن مظاهر أستقواء السياسة الخارجية لـ”الحرس الثوري”، مؤخرًا، قيام قواته، خلال الشهر الماضي، بالإستيلاء على ناقلة “نفط” بريطانية ردًا على الإستيلاء البريطاني على ناقلة إيرانية؛ يُزعم أنها كانت تنقل “النفط” إلى “سوريا” قُبالة ساحل “جبل طارق”، في 4 تموز/يوليو 2019.

قام “الحرس الثوري” الإيراني برفع علم إيراني على الناقلة البريطانية، في علامة على إظهار قوة الجيش الإيراني وتحدي لقوة استعمارية سابقة؛ لم ينس الإيرانيون تاريخها في المنطقة.

رسالة الحرس الثوري..

قام “الحرس الثوري” الإيراني بتصوير هذا الإجراء، من خلال مقطع فيديو، في مشهد يظهر إنطلاق أفراد “الحرس الثوري” الإيراني إلى الناقلة من داخل طائرة هليكوبتر. ويظهر أيضًا، المقطع، ناقلة “النفط” الكبيرة والقوارب السريعة الضخمة، التابعة لقوات “الحرس الثوري” الإيراني، المحيطة بها في كل مكان.

بعد إسقاط “إيران” طائرة أميركية بدون طيار والإستيلاء على الناقلة البريطانية، فإن رسالة “الحرس الثوري” تصبح واضحة: قد تكون “إيران” في وضع غير مواتيٍ عسكريًا، لكنها ستستمر في الإستيلاء على مقدرات الدول.

قال (المركز الأطلسي)؛ أن من خلال إظهار القوة العسكرية، يسعى “الحرس الثوري” الإيراني إلى التقليل من أهمية الأسلحة التقليدية في البلاد مقارنة بالقوى العالمية؛ مثل “الولايات المتحدة” وشريكها الإقليمي، “السعودية”.

يعمل “الحرس الثوري” الإيراني على زيادة موارده المحدودة إلى أقصى حد؛ من خلال التكتيكات المختلفة، مثل استخدام القوارب السريعة لتشتيت الطائرات الكبيرة أو زرع الألغام البحرية.

من خلال استعراض عضلاته، يبرهن “الحرس الثوري”، للمجتمع الدولي، أن لديه قوة وأن قرار “الولايات المتحدة” لمحاولة منع “إيران” من تصدير “النفط”؛ سيكون له عواقب وخيمة.

والنتيجة أن حملة الضغط القصوى؛ التي قامت بها إدارة “ترامب” ضد “إيران”، أعادت تشكيل معنى القومية لـ”الحرس الثوري”.

وأختتم المركز؛ بتأكيده على أنه إذا استمرت “الولايات المتحدة” في هذه الاستراتيجية، فإنها تغذي الخطاب الاستعراضي لدى “الحرس الثوري” الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب