20 أبريل، 2024 11:55 ص
Search
Close this search box.

الضربات الانتقامية بين إيران وإسرائيل .. ما بين الرسائل الإسرائيلية إلى طهران والضغوط الدولية لمنع التصعيد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

لا تزال تداعيات الضربات المتبادلة بين “إسرائيل” و”إيران” مستمرة، وسّط تخوفات دولية من اتسّاع نطاق الحرب لتشمل منطقة الشرق الأوسط بالكامل.

وكانت “إيران” قد وعّدت: “برد هائل وقاسٍ” على: “حتى أصغر غزو”؛ من جانب “إسرائيل”، لكنها ردت في البداية على التقارير عن هجوم على أراضيها بالتقليل من أهميته، وشّنه من الداخل الإيراني.

فتقول (سكاي نيوز عربية)؛ أن المعطيات تُشير إلى أن النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله يبُّين نجاح الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شّنته “إيران” بطائرات مُسيّرة وصواريخ على “إسرائيل”؛ يوم السبت الماضي.

وكان مسؤول إيراني كبير قد أكد لوكالة (رويترز)؛ أن “طهران” ليس لديها خطة للرد الفوري على “إسرائيل”، وقال: “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميّل أكثر نحو تسّلل وليس هجوم”.

وعلى الجانب الآخر؛ أكدت (رويترز) أن الجيش الإسرائيلي يرفض التعليق على هجوم “إيران”.

رسالة إلى “طهران”..

لذلك تقول (سكاي نيوز عربية) في تقريرٍ لها؛ إن هناك عددًا من الأسباب يقف وراء انتهاء الجولة التصّعيدية بين البلدين وهي محدودية الضربة، حيث شهد هجوم إسرائيلي على ما يبدو بطائرات بدون طيار على “إيران” قيام القوات بإطلاق الدفاعات الجوية في قاعدة جوية رئيسة وموقع نووي بالقرب من مدينة “أصفهان”؛ بوسط البلاد.

ووصفت تقارير إسرائيلية وأميركية أن الضربة كانت محدودة؛ وكان الهدف منها هو إرسال رسالة إلى “طهران” بقدرة “إسرائيل” على استهداف أي مكان في عمق البلاد.

إسرائيل” لا تتبّنى الهجوم !

وبينما لم تتهم “إيران”؛ “إسرائيل”، بالوقف وراء هجوم “أصفهان”، فإن “إسرائيل” لم تتبّنى الضربة التي اعتبرت بمثابة رد على الهجوم الإيراني على الدولة العبرية.

والتزمت القيادة والجيش في “إسرائيل” الصمت؛ لكنها قالت على مدار الأيام الماضية إنها تُخطط للانتقام من “طهران” بسبب الهجوم الإيراني، المباشر الأول على الإطلاق الذي شنّته “طهران” على “إسرائيل” بعد عقود من الحرب عبر وكلاء، والتي تصاعدت في المنطقة خلال الحرب علي “غزة” الدائرة منذ (06) أشهر.

أعطت مساحة للرواية الإيرانية..

كما لم تتبّنى “إسرائيل” للهجوم أعطى مساحة معقولة للجانب الإيراني لنشر روايته بشأن الهجوم، مما يجعله يحتوي أي رد فعل غاضب في الشارع.

وأشار التلفزيون الرسّمي الإيراني؛ أن: “متسّللين” أرسلوا طائرات مُسيّرة صغيرة من داخل البلاد أسقطتها الدفاعات الجوية في “أصفهان” أطلقها: “متسّللون من داخل إيران”.

وألقى الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، كلمة صباح الجمعة، لم يتطرق فيها إلى الانفجارات التي سُمع دويها في وسط البلاد ولم تربطها السلطات بالتوتر مع “إسرائيل”.

وتحدث “رئيسي” أمام مئات الأشخاص الذين تجمعوا في مدينة “دامغان”؛ (شمال شرق)، باقتضاب عن الوضع الدولي المتوتر في الشرق الأوسط بعد الهجمات غير المسّبوقة بمُسيّرات وصواريخ إيرانية على “إسرائيل”.

ضغوط عالمية لمنع التصّعيد..

بالتزامن مع ذلك؛ ضغطت “واشنطن” وقوى عالمية أخرى على “إسرائيل” لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقًا.

ودعت الدول في جميع أنحاء العالم؛ الجمعة، الجانبين إلى تجنب المزيد من التصّعيد.

وأكدت “الصين” معارضتها لكافة الأعمال التي: “تؤدي إلى تصّعيد التوترات” بعد انفجارات “إيران”، فيما قال (الكرملين) إنه يتابع التقارير حول الهجوم الإسرائيلي داعيًا جميع الأطراف إلى: “ضبط النفس” لمنع المزيد من التصّعيد.

كما نقلت وكالة (فرانس برس)؛ عن وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، قوله إن “روسيا” أبلغت “إسرائيل” أن: “إيران لا تُريد تصّعيدًا”.

وقال “لافروف”؛ في تصريحات لوسائل إعلام روسية أمس الجمعة، إنه خلال الاتصالات الأخيرة مع الممثلين الإسرائيليين نقلت “روسيا” إليهم موقف “إيران” ومفاده أن “طهران” لا تُريد مزيدًا من التصّعيد.

لحفظ ماء الوجه..      

كذلك؛ اعتبرت تقارير أن الضربة الإسرائيلية على “إيران”؛ “المحدودة”، والرد الإيراني: “الخافت” يُبرز سّعي البلدين: لـ”حفظ ماء الوجه”، وكذلك الاستجابة للدعوات الدولية بوقف التصّعيد.

واعتبرت صحيفة (جيروزاليم بوست) أن التعليق المحدود لـ”إيران” على الهجوم الإسرائيلي، يُشير إلى أن “طهران” لا تُخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن تقليل وسائل إعلام ومسؤولون إيرانيون من حجم الهجوم عندما أشاروا إلى أنه هجوم من قبل: “متسّللين”، وليس من قبل “إسرائيل”، مما يتجنب الحاجة إلى الانتقام، وهو ما بين رغبتهم في إيقاف: “دورة الردود الإنتقامية” بين “إيران” و”إسرائيل”.

وقالت (نيويورك تايمز) أن رد الفعل الخافت بعد الضربة الإسرائيلية من كلا البلدين؛ يُشير إلى أنهما يُريدان تخفيف التوترات.

استهداف التوازن والبرنامج النووي..

وتحت عنوان: “أسئلة وأجوبة.. كيف تم الهجوم في إيران وما هو الهدف ؟”، رصدت صحيفة (غلوبس) الإسرائيلية بعض الأجوبة على أسئلة هامة تتعلق بالهجمات على “إيران”؛ فجر أمس.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هدف الهجمات كان قاعدة (شيكاري) الجوية التي تقع بالقرب من “أصفهان”، وهي القاعدة التي أكد الإيرانيون ضربها، والتي أطلقوا منها الصواريخ باتجاه “إسرائيل”؛ يوم 14 نيسان/إبريل، مشيرة إلى أنه ليس من المسّتبعد أن يكون هذا الهجوم يهدف إلى توجيه رسالة مفادها أن هذا رد محدود يهدف إلى التوازن في مواجهة الهجوم الإيراني.

كما رأت الصحيفة العبرية أن اختيار استهداف قاعدة جوية في مدينة بها منشأة نووية يُعد رسالة أخرى فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، موضحة أن المنشأة النووية التي تقع بالقرب من “أصفهان” قد تعرضت في عام 2011 لانفجارٍ غامض.

استهداف الداخل الإيراني دون الدخول للمجال الجوي..

ورصدت (غلوبس) التصريحات حول الأسلحة التي تم استخدامها في الهجوم الإسرائيلي، قائلة إن الإيرانيين أعلنوا أنهم اعترضوا (03) طائرات بدون طيار، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول إيراني كبير لوكالة (رويترز)؛ أنه لم يتم تنفيذ أي هجوم صاروخي.

كما علق السيناتور الأميركي؛ “ماركو روبيو”، على منصة (إكس)، على التقارير المنشورة قائلاً: “إسرائيل لديها القدرة على مهاجمة أهداف داخل إيران دون دخول المجال الجوي الإيراني، من الطائرات الموجودة في سماء سورية والعراق”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “تل أبيب” تمتلك صواريخ بعيدة المدى يمكن استخدامها إذا لزم الأمر، حيث تستطيع الوصول إلى قلب “طهران”.

هجوم مُخططٍ له ودقيق..

وأضاف في مقال بموقع (ماكور ريشون) الإسرائيلي؛ أن “حسن نصر الله”، الأمين العام لـ (حزب الله) يُدرك الآن أن المساعدات الإيرانية لن تُساعده حقًا بحال اندلاع حرب في الجنوب اللبناني، موضحًا أن “إيران” قد تُجبر “إسرائيل” على تقسّيم جهودها، ولكنها لن تتدخل بشكلٍ حقيقي لأنها تعلم أن “إسرائيل” قادرة على الرد في أي وقتٍ وفي أي مكان يناسبها.

وتابع: “الهجوم الذي وقع هذا الصباح؛ كان مخططًا له ودقيقًا ومهمًا وعالي الجودة”..

بداية للأعمال الانتقامية..

كما قال تقرير لـ”سامر الأطرش”؛ في صحيفة (تايمز) البريطانية، إنه بعد دقائق من سّماع دوي انفجارات فوق “أصفهان”، المدينة المركزية التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة، سّارعت وسائل الإعلام الرسّمية الإيرانية إلى التقليل من أهمية الانفجارات باعتبارها حفنة من الطائرات بدون طيار الصغيرة، وقال مسؤول إنه لا توجد خطة للانتقام.

وليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الانتقام الإسرائيلي الكامل للهجوم المباشر الذي شنّته “إيران”؛ يوم السبت الماضي، أم أنه مجرد بداية للأعمال الانتقامية.

لكن إذا انتهى الأمر هنا؛ فإن “إسرائيل” تكون قد وفرت على المنطقة وحلفائها الغربيين الذين طالبوها بالانسّحاب من الحرب مع “إيران” التي لم يكن أحد يُريدها.

لقد نفذت ضربة كما وعدت؛ ولكن على نطاقٍ صغير جدًا بحيث يمكن لـ”إيران” أن تتظاهر بأن ذلك لم يحدث أبدًا.

ضربات متبادلة..

وأطلقت “إيران” على الوابل الذي استخدمته “إيران” أكثر من (300) طائرة بدون طيار وصواريخ (كروز) وصواريخ (باليستية)؛ يوم السبت الماضي، اسم: “عملية الوعد الحقيقي” من قبل “طهران”، فيما أطلق الإسرائيليون على دفاعهم الناجح ضد الهجوم اسم: “عملية الدرع الحديدي”.

ولم تعترف “إسرائيل” بالعملية الأخيرة، ناهيك عن اسمها الرمزي، لكن وزير الأمن القومي المتشّدد؛ “إيتمار بن غفير”، لخصّها في رسالة مقتضبة على موقع (إكس) بالقول: “مخيبة للآمال”.

وعلى الرُغم من التعهدات العلنية لوزراء الحرب؛ كانت هناك شكوك في أن “إسرائيل” ستمضي قدمًا في عملية انتقامية واسعة النطاق ضد “إيران”.

ولعدة أشهر؛ ظلت حكومة “بنيامين نتانياهو”، معزولة بشكلٍ متزايد بسبب سلوكها في “غزة”، حيث دعا عدد متزايد من السياسيين الأميركيين؛ إدارة “بايدن”، إلى جعل استمرار الإمدادات العسكرية مشروطًا بتخفيف المعاناة في القطاع.

وجاء الهجوم الإيراني؛ يوم السبت الماضي، ردًا على غارة جوية إسرائيلية في الأول من نيسان/إبريل؛ دمرت القنصلية في “دمشق” بالأرض وقتلت جنرالين كبيرين.

ارتياح في “واشنطن” و”لندن”..

وعلى حد تعبير أحد المسؤولين الإسرائيليين؛ الذي لم يذكر اسمه، فقد أمضت حكومة الحرب الإسرائيلية أيامًا في التفكير فيما إذا كان عليها الرد على الهجوم الإيراني بشكلٍ مماثل.

وفق التقرير؛ فإن القوة العسكرية الإسرائيلية هائلة بحيث يمكنها، إذا أرادت، أن تسّوي مدنًا في “إيران” بالأرض.

ومع ذلك؛ وكما نصّح وزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، أولئك الموجودين في “تل أبيب والقدس” هذا الأسبوع، فإن: “القوة والحكمة يجب أن تكونا وجهين مختلفين لنفس العُملة”.

وفي حين قد يشعر المتشّددون مثل “بن غفير”؛ بخيبة أمل بسبب انفجارات يوم الجمعة في “أصفهان”، إلا أنه سيكون هناك ارتياح في “واشنطن ولندن” إذا تبّين أن هذا هو مدى الانتقام.

كما تأمل دول في الشرق الأوسط أيضًا أن ينحسّر التهديد بالحرب بين “إسرائيل” و”إيران”، وقد يشتري ذلك لـ”نتانياهو” بعض حسُّن النية من جانب “الولايات المتحدة” للتركيز على جبهته الرئيسة، التي تُهاجم (حماس) في “غزة”.

توظيف الهجوم الإيراني..

وفيما يخص تداعيات الهجمات المتبادلة بين “إسرائيل” و”إيران”، قال الدكتور “هاني سليمان”، مدير المركز (العربي) للبحوث والدراسات بـ”القاهرة” والباحث في الشأن الإيراني، إن “واشنطن” تُريد توظيف الهجوم الإيراني وإثارة الدعوة لعودة تفتيش “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” على المنشآت النووية مجددًا.

وأوضح “سليمان” أن هناك توظيف آخر من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، لكسّب الدعم الدولي وتوحيد الصف داخل “إسرائيل” بعد الخلافات التي شهدتها بلاده خلال الفترة الماضية والخروج في تظاهرات ضد الحكومة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن والمطالبة باستقالة الحكومة.

كما أكد الباحث في الشأن الإيراني أن “إسرائيل”؛ في الوقت نفسه، تسُّاوم “الولايات المتحدة” في منحها الضوء لأخضر لاجتياح “رفح” لمنع توسّعة الصراع مع “إيران”، حيث يرغب “نتانياهو” في إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة حتى لا يتم محاكمته في الداخل.

إيران” خففت بعض ضغوط “نتتانياهو”..

وكانت “الولايات المتحدة” وآخرون يضغطون على “إسرائيل” لإنهاء الحرب المستمرة منذ (07) أشهر، والتي أسّفرت عن مقتل أكثر من (33) ألف فلسطيني، وفقًا لـ”وزارة الصحة”؛ التي تُديرها (حماس) هناك، وعارضوا الخطط الإسرائيلية لغزو مدينة “رفح” المزدحمة.

أما (حماس)؛ التي شّنت هجوم السابع من  تشرين أول/أكتوبر، على “إسرائيل” فقد أصبحت على نحوٍ متزايد عنيدة في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، مطالبة بالانسّحاب الإسرائيلي من “غزة”، وإنهاء دائم للحرب.

ومن خلال صرف انتباه العالم، ربما تكون “إيران” قد خففت بعض الضغوط عن “نتانياهو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب