26 أبريل، 2024 8:41 ص
Search
Close this search box.

الضرائب سلاح “ترامب” .. والشركات تبحث عن الأرباح .. والعمال ضائعون !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تشهد “الولايات المتحدة” إحدى أطول حقب التمدد الاقتصادي في تاريخها، إذ تنمو مؤشرات الاقتصاد بصلابة وتحظى منتجاتها بثقة المستهلك، ومع ذلك، تسبب وصول شخصية مثل الرئيس، “دونالد ترامب”، إلى “البيت الأبيض”، في حالة من الإحباط العام، إذ أعطى وعودًا غير منطقية بالعودة إلى زمن سحيق من المستحيل استعادته.

ومن تجليات هذا؛ قررت عملاق تصنيع السيارات، “غنرال موتورز”، غلق 5 مصانع تابعة لها ما يترتب عليه تسريح 14 ألف موظف، ويعتبر إعلان الشركة متعددة الجنسيات، ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم، صفعة لخطاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ووعوده بإعادة الصناعة التي ذهبت منذ عقود عديدة إلى دول أخرى؛ بعدما جذبتها الأيدي العاملة الأقل تكلفة ما سمح لأصحاب رؤوس المال بتحقيق أرباح أكبر في ظل ضغوط خفيفة من رواتب الموظفين، لهذا يمكن القول بأن العولمة أخطر من سياسات الحماية والوعود الشعبوية والحروب التجارية.

وكشف إقدام الشركة على غلق 5 مصانع؛ أطراف اللعبة الذين أعاقوا سيطرة الحكومات على الشركات الكبرى، وأوضحت الشركة أن المصانع التي تعتزم إغلاقها تنتج سيارات من طراز متميز، لكنها ليست لها شعبية كبيرة في “الولايات المتحدة” مثل؛ السيارات الرياضية متعددة الأغراض، “كروس أوفر”، المعروفة بـ (إس. يو. في)، وأشارت إلى أن الرسوم الإضافية التي يفرضها الرئيس “ترامب” على الألومنيوم والصلب تضعف نسب الأرباح.

وعلى الجانب الآخر؛ أعلنت الشركة أنها تعتزم توجيه المزيد من الاستثمارات لإنتاج السيارات الكهربائية أو ذاتية القيادة، بينما بدأ “ترامب” يضغط في هذا الجانب إذ لوح بإمكانية خفض دعم السيارات الكهربائية خلال الفترة المقبلة.

“ترامب” لا ينشغل بأمر العمال..

تعكس قضية “غنرال موتورز”؛ ولعبة القط والفأر مع “ترامب”، الاختلافات في الاقتصاد وأن مصائب قوم قد تكون مصدرًا للرخاء بالنسبة إلى قوم آخرين، فينما يخشى آلاف العمال من المستقبل الذي ينتظرهم شهدت أسهم شركات السيارات في “وول ستريت” ارتفاعات ملحوظةً، ويبدو أن سوق الأوراق المالية، “بورصة”، لم يعد يعكس الأوضاع المالية التي يعيشها أغلبية الأميركيين.

وبعيدًا عن القلق بشأن أوضاع الموظفين، يقلق “ترامب” فقط على هيبته، وبدلاً من التفكير في حلول بديلة للعمال يتمادى في تنفيذ خطته التي ثبت فشلها؛ إذ يقدم حلولاً ضارة مثل خفض دعم السيارات الكهربائية، بينما يخشى العمال الذي فقدوا أعمالهم من المستقبل غير معلوم الملامح، ويبدو أنهم أطراف غير نشطة في التعامل مع الأزمة.

العولمة استغلت لزيادة الأرباح بأقل التكاليف..

فتحت العولمة بابًا أصبح من المستحيل إغلاقه، إذ سمحت لمجموعة من الشركات، منذ عدة سنوات، بتوظيف عمال وموظفين من الدول الأشد فقرًا بمرتبات أقل، وهو ما اعتبر مكافأة مؤقتة لهم، بينما على الجانب الآخر، يعاني الموظفين في الدول الأغنى من تراجع رواتبهم، ولا أحد يهتم بأمرهم.

والواقع أن الشركات الكبرى التي عززت أرباحها من خلال اللجوء إلى عمال من الخارج وزعت أجزاء كبيرة منها على المساهمين أو كمكافآت لحكومات الدول الفقيرة، ومعارضة هذا التوجه لا يعني عدم تخصيص نسبة لإعادة تدريب وتطوير المهاجرين، لكن الحكومات لا تفكر أيضًا في هذا الأمر.

كيف تعامل “ترامب” مع الصين ؟

يبدو أن “الضرائب” و”الرسوم” هما سلاح “ترامب” الأقوى، ولا يستخدمه داخل “الولايات المتحدة” فقط بل مع الدول الأخرى، ومثال على ذلك تعامله مع “الصين”، التي يعتبرها منذ وصوله إلى السلطة، عدوه التجاري الأول، لذا عمد إلى عرقلة إنتاجها من خلال فرض رسوم إضافية على المنتجات الصينية وعلى واردات بلاده من “الألومنيوم” و”الصلب” اللذان يعتبران جوهر العديد من الصناعات، والواقع يشير إلى أن “بكين” تتجنب الدخول في صراع اقتصادي، لكنها فعليًا تأثرت بقرارات “ترامب” التي تراها تسلطًا تجاريًا قد يضر الأسواق العالمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب