24 أبريل، 2024 1:58 ص
Search
Close this search box.

الصين تقدم تنازلات للمرة الأولى .. هل يطفيء لقاء “ترامب” و”شي” في الأرجنتين الحرب بينهما ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها تهدئة “الحرب الباردة” بين “الصين” و”الولايات المتحدة الأميركية”، استأنفا الطرفان محادثات تجارية رفيعة المستوى، بعد أيام من محادثة هاتفية بين الرئيسين الصيني، “شي جين بينغ”، والأميركي، “دونالد ترامب”، حيث أعرب “ترامب” عن اعتقاده أن “واشنطن” ستُبرم اتفاقًا مع “بكين” بشأن التجارة.

وأستأنف البلدان المحادثات بعد الاتصال؛ عقب جمود استمر ثلاثة أشهر تدهورت خلاله العلاقات، حيث اتهمت “الولايات المتحدة”، الصين، بالتدخل في السياسات المحلية والسعي لتقويض “ترامب”.

ووفقًا لمصادر حكومية أميركية، فإن “الصين” سلمت ردًا مكتوبًا على طلبات “الولايات المتحدة” لإجراء إصلاحات تجارية واسعة النطاق، في خطوة يمكن أن تؤدي إلى إجراء مفاوضات لوضع نهاية حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي ونظيره الصيني حين تجتمع “مجموعة العشرين” في “الأرجنتين”، في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وكان “ترامب” قد فرض رسومًا جمركية بقيمة 250 مليار دولار على الواردات الصينية، لإجبار “بكين” على تقديم تنازلات تتصل بقائمة طلبات تغير شروط التجارة بين البلدين، وقال “دونالد ترامب” إن هذه الإجراءات تأتي ردًا على الممارسات التجارية الصينية “غير العادلة، بما في ذلك الرسوم الضريبية على الواردات، واشتراط دخول شريك أجنبي في مؤسسات الأعمال الأجنبية التي تريد العمل داخل الصين في عدد من القطاعات”.

وأضاف: “لقد كنا واضحين جدًا بشأن التغييرات التي نريدها، وبالفعل أعطينا الصين جميع الفرص الممكنة لتعاملنا على أسس عادلة. لكنها لم تبد استعدادًا لتغيير هذه الممارسات”.

وردت “الصين” على “واشنطن” بالإعلان عن فرض رسومًا جمركية على 16 مليار دولار من المنتجات الأميركية.

الصين تقدم تنازلات للمرة الأولى..

وتكررت انتقادات الرئيس الأميركي لـ”بكين” بشأن سرقة الملكية الفكرية ودعم الشركات الصناعية، والقيود التي تفرضها “الصين” على عمل الشركات الأميركية في السوق الصينية، والعجز التجاري الأميركي مع “الصين”، وقالت 3 مصادر حكومية أميركية، إن “الصين” بعثت ردًا مكتوبًا على الطلبات الأميركية الخاصة بهذه القضايا وغيرها.

ونقلت شبكة (بلومبرغ) قولهم؛ إن المسؤولين الصينيين حددوا سلسلة من التنازلات المحتملة لإدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للمرة الأولى منذ بداية الحرب التجارية، في محاولة لحل الأزمة.

وقال أثنان من المصادر، إن هذه التنازلات لا ترقى إلى مستوى الإصلاحات الهيكلية الرئيسة التي طالب بها “ترامب”، مؤكدين على أن هناك طريقًا طويلاً أمام المفاوضات، فيما ذكر أحدهم أن المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم مستمرة وبناءة.

وهو ما دفع أحد المصادر إلى التشكيك في مدى واقعية الاتفاق الذي يمكن أن يتوصل إليه “ترامب” مع نظيره الصيني، “شي جين بينغ”، عندما يجتمع الزعيمان في وقت لاحق من هذا الشهر على هامش “قمة مجموعة العشرين” في “بوينس آيرس”.

وذكر شخص مطلع على المناقشات، أنه يبدو أن معظم هذه التنازلات كانت بمثابة إعادة صياغة للتغييرات السابقة التي قامت بها “بكين” بالفعل، مثل رفع سقف ملكية الأسهم للمستثمرين الأجانب في بعض الصناعات، إلا أنها لم تتضمن تغيير السياسات الصناعية مثل إستراتيجية “صنع في الصين 2025″، التي دشنها “شي”.

في حين ردت “الصين” بفرض رسوم جمركية على واردات السلع الأميركية. مشيرة إلى أنها ستقدم شكوى بهذا الصدد إلى آليّة فض النزاعات في “منظمة التجارة العالمية”.

ترامب” يتوقع توقيع اتفاق تجاري مع الصين..

تزامنًا مع المحادثات؛ قال “ترامب”، أمس، إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع “الصين”، مع إمكانية تجنب فرض جولة جديدة من العقوبات الأميركية على السلع الصينية والتي قد تؤثر وبصورة كبيرة على العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ونقلت وكالة (بلومبرغ) للأنباء، عن “ترامب”؛ قوله في “البيت الأبيض”: إن “الصين تريد عقد اتفاق.. أعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق، سنصل إليه قريبًا جدًا”.

كما أكد “ترامب” على تلقي “الولايات المتحدة” قائمة تنازلات محتملة من “الصين”.

وقال “ترامب” إنه كان هناك 142 بندًا في القائمة، وفي حين يشعر “ترامب” أنه مازالت هناك أربع أو خمس نقاط غير موجودة في القائمة فإنها “قائمة شبه كاملة”.

وأضاف “ترامب”: “أتمنى أن نتوصل إلى اتفاق. وإذا لم يحدث، فنحن حتى الآن نتصرف بصورة جيدة”، مشيرًا إلى أن الرغبة في الوصول إلى اتفاقيات تجارية يجب أن تكون “متبادلة”.

وقال “ترامب” إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فلن تكون هناك حاجة لفرض رسوم على المزيد من السلع الصينية، حيث كان “ترامب” قد حذر، في وقت سابق، من احتمال فرض رسوم على باقي الواردات الأميركية من “الصين”.

يمكنها تجنب الحرب الباردة..

وقبل يومين؛ أعلن نائب الرئيس الأميركي، “مايك بنس”، أن “الصين” يمكنها تجنب حرب باردة شاملة مع “الولايات المتحدة” وشركائها، إذا غيرت من سلوكها بشكل جوهري.

ونقلت صحيفة (واشنطن بوست)، عن “بنس”، قوله إن أفضل فرصة لـ”الصين” لتفادي سيناريو الحرب الباردة مع “الولايات المتحدة”؛ هي القيام “بتغييرات واسعة النطاق في أنشطتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية”.

وقال “بنس”، في إشارة إلى الاجتماع المقرر للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مع الرئيس الصيني، “شي جين بينغ”، في “بوينس أيرس”: “أعتقد أن هذا سيعتمد بدرجة كبيرة على الأرجنتين”.

تطبيق التوافق والسعي لإيجاد حلول مقبولة..

ردًا على تصريحات “بينس”، حثت “الصين” أمس، نظيرتها “الولايات المتحدة الأميركية” على تطبيق التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين والسعي لإيجاد حلول مقبولة للطرفين حول القضايا محل الاهتمام المشترك من خلال المفاوضات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، “هوا تشون يانغ”، في تصريحاتها التي نقلتها وكالة أنباء (شينخوا) المحلية: “العلاقات الصينية الأميركية تمر بمرحلة مهمة”، مؤكدة أنه يتعين على الجانبين إتخاذ اختيارات صحيحة؛ وبذل جهود عملية لضمان تنمية صحية ومطردة للعلاقات الثنائية في الإتجاه الصحيح.

وأضافت: أن “هذا الفعل يتفق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين والعالم وهو أيضًا أمل مشترك للمجتمع الدولي”، واستطردت أن “الصين” تحترم سيادة “الولايات المتحدة” وأمنها ومصالحها التنموية، مؤكدة أنه يتعين على “واشنطن” أيضًا معاملة “الصين” بنفس الطريقة واحترام طريق التنمية الذي اختاره الشعب الصيني.

وأكدت أن إجراء مفاوضات على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل والتعاون متبادل النفع هو الطريق الوحيد الصحيح لحل المشكلات الاقتصادية والتجارية.

وحثت “هوا”، الولايات المتحدة، على تطبيق التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين، الصيني، “شي جين بينغ”، والأميركي، “دونالد ترامب”، والتركيز على التعاون واستبعاد عدم التدخل وإجراء مشاورات نزيهة وجادة ترتكز على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة من أجل إيجاد حل يقبله الجانبان.

التوصل لهدنة أو اتفاق لتجنب أي تصعيد آخر..

وعن المتوقع من اللقاء المرتقب بين “ترامب” ونظيره الصيني، قال “ديريك سيزرس”، الخبير في شؤون الصين في معهد “أميركان إنتربرايز” المحافظ: “أن النتيجة الأكثر ترجيحًا لاجتماع ترامب و”شي” في قمة العشرين هي التوصل إلى “هدنة”، أو اتفاق لتجنب أي تصعيد آخر عن طريق الرسوم الجمركية”.

لكنه أكد أن الخلاف بين الجانبين حول قضايا مثل سياسة “الصين” الصناعية، وسرقة الملكية الفكرية، ما زالت واسعة، وأن أي مفاوضات بعد “قمة العشرين”، قد تكون صعبة بسبب ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب