18 أبريل، 2024 4:39 م
Search
Close this search box.

الصندوق الإيراني الأسود .. مفاوضات وصفقات “طهران” خلال أربعين عامًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأنا المفاوضات السرية مع أحد المسؤولين العراقيين المقربين من “صدام حسين” بعد الحرب؛ وفي “جنيف”. الشعب لا يعلم شيئًا عن هذا الأمر، وربما لا يعلم الكثيرون شيئًا عن موضوع المفاوضات..

جرت المفاوضات برعاية “المجلس الأعلى للأمن القومي”. لقد وجهنا دفة هذه المفاوضات ونوقشت النتائج داخل أروقة “المجلس الأعلى للأمن القومي”. تابعنا المفاوضات السرية حتى بدأ “صدام” في مخاطبة “إيران”. استلمنا رسالة “صدام” الأولى، ولم يكن أحد في “إيران” يصدق أن الرسالة من “صدام”.

حملت الرسالة إلى “مجلس الأمن القومي” وشرحت أدلتي وقلت الرسالة وتوقيع “صدام” صحيح تمامًا. وكتبنا الرد على الرسالة في مدة قصيرة. ثم تبادلنا الرسائل والردود حتى الرسالة الأخيرة التي أعلن فيها “صدام” الموافقة على القرار رقم (1975)، وكتب إلى السيد هاشمي: “أنا وافقت على ما طلبته مني”.

تلك كانت تصريحات، “حسن روحاني”، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالأمس. والشعب يعرف بموضوع رسالة “صدام” الخيرة، لكن لا أحد يعرف بشأن المفاوضات السرية التي انتهت إلى هذه الرسالة.. وحتى الآن مازال البعض، رغم تصريحات “روحاني”، لا يعرف كواليس المفاوضات..

من ثم قررت صحيفة (شمس يزد) الإيرانية؛ المحسوبة على التيار الإصلاحي، إلقاء نظرة على هذه المفاوضات على النحو التالي:

1 – إفشاء ملابسات الحوار مع “صدام” بعد مرور 35 عامًا..

بطلب من الرئيس الجزائري التقى “إبراهيم يزدي”، وزير الخارجية بالحكومة الإيرانية المؤقتة، على هامش اجتماع دول عدم الإنحياز، “صدام حسين”، بتاريخ الأول من أيلول/سبتمبر 1979، بمحل إقامته في “هافانا”.

وتناول الجانبان المباحثات بشأن مشكلات “خوزستان”، و”كردستان” وغيرها. وظلت هذه المباحثات قيد الغموض حتى سلم “إبراهيم يزدي”، بعد 35 عامًا، فحوى المباحثات مع “صدام حسين” إلى مجموعة “التاريخ الإيراني”؛ والتي إشتملت على بعض مذكرات “يزيدي” غير المنشورة.

2 – بيان الجزائر..

اشتعلت أزمة الرهائن الأميركيين، وحدثت الكثير من المناوشات في هذا الصدد، لكن ما أنهى أزمة الرهائن بعد 444 يومًا في “إيران”، هو تبادل وجهات النظر والحوارات غير المباشرة بين الجانبين. تلك المفاوضات التي انتهت بتاريخ 20 كانون ثان/يناير 1981 بـ”اتفاقية الجزائر” وتحرير الرهائن. وقيل إن التصديق الإيراني على القرار جاء قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، لكن رأت مجموعة من نواب البرلمان الإيراني عدم تنفيذ الاتفاق قبيل الانتخابات الأميركية حتى لا يستغل “غيمي كارتر” هذا الأمر. ومن ثم أُرجيء التصديق على القرار.

لكن المقطوع به أن الطرفين وقعا على “اتفاقية الجزائر” واُعلنت بتاريخ 19 كانون ثان/يناير 1981، لتسدل فصول النهاية على قصة “الرهائن الأميركيين”.

3 – “روبرت ماك فارين” الشهير..

أجرى “ماك فارين” مباحثات سرية أخرى، (وإن باءت بالفشل)، مع “إيران”، لكن في عهد الرئيس الأميركي، “دونالد ريغان”. والبعض اعتبره “عراب” العلاقات “الأميركية-الإيرانية”.

فقد كان “ريغان” يأمل في وساطة “إيران” للإفراج عن المعتلقين الأميركيين في “لبنان” !؛ مقابل تسليم “إيران” آلاف الصواريخ. وأوفد “روبرت ماك فارين”، (لتقاربه الشديد مع إيران)، إلى “هاشمي رفسنغاني”، لكن الموضوع باء بالفشل بسبب تسريبات صحافي لبناني.

4 – المفاوضات السرية بعد 11 أيلول..

بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001؛ اُثيرت الإدعاءات بشأن مفاوضات سرية بين “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”. وهي الإدعاءات التي نشرها الموقع الأصولي (جهان نيوز)، نقلاً عن مذكرات “رايان كراكر”، السفير الأميركي السابق في “العراق” و”أفغانستان”.

وكان “كراكر” قد كتب في مذاكراته: “بعد أسبوع من هجمات 11 أيلول/سبتمبر؛ وفي إطار مفاوضات جنيف القيت عددًا من الدبوماسيين الإيرانيين وناقشنا موضوع الهجوم على أفغانستان.. وتعجبت لهوية الدبلوماسيين الإيرانيين، فإثنان أو ثلاثة منهم أكملوا دراساتهم في الولايات المتحدة، حتى أننا تحدثنا خلال فترات الراحة عن مباراة جامعة (يو. سي. إل. آي)”. وأضاف: “جلسنا أوائل تشرين أول/أكتوبر على مائدة مباحثات في إحدى قاعات الأمم المتحدة وتحدثنا عن شكل البرلماني الأفغاني بعد سقوط طالبان. وفجاة صرح أحدهم وقال لا يجب أن نناقش “ماذا سيحدث مستقبلاً” طالما لم يسقط النظام الحالي في أفغانستان. وترك الغرفة وذهب”.

5 – مفاوضات سرية أعقبت سقوط “صدام”..

نقلت وكالة أنباء (إيكنا)، عن “حسين أمير عبداللهيان”، مساعد الشؤون العربية والإفريقية بوزارة الخارجية الإيرانية وعضو وفد المفاوضات “الإيرانية-الأميركية”؛ قوله: “فيما يخص المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” بشأن العراق، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية، لقد سمحنا بشكل استثنائي ونظرًا للوضع العراقي بالتفاوض مع أميركا. وأوصى فريق المفاوضات بإتباع الحكمة والمنطق، والإلتزام بالمباديء الإيرانية. وقد تناولت هذه المباحثات مستقبل العراق فقط دون أي شيء آخر. وأظن أن المفاوضات كانت نموذجًا جيدًا لأخوتنا العراقيين اللذين رأوا دولتهم تحت الدبابات الأميركية”.

6 – عمان عام 2011..

المفاوضات السرية مع “الولايات المتحدة الأميركية”، في “عمان” عام 2011، واحدة من المباحثات الخاصة في عهد “أحمدي نجاد”، والذي أعلن مؤخرًا أنه لم يكن موافق على هذه المفاوضات، لأن “إيران” حينها كانت في موقف ضعف. الأمر الذي أكده “علي أكبر صالحي”، رئيس منظمة الطاقة الذرية، وقال: “أخبرني نجاد أن هذا العمل خطير”. وكشف “صالحي”، في كتابه (جولة في التاريخ) للمرة الأولى، عن مقترح “علي لاريجاني”، رئيس البرلمان، بشأن الإنضمام إلى فريق المفاوضات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب