6 أبريل، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

الصراع في “اليمن” .. فشل أممي واستهداف للمدنيين وضغط أطراف خارجية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

حتى الآن لم ينتهي الصراع في “اليمن” ولم يتمكن أي الطرفين من التغلب على الخصم، لكن من المؤكد أن المدنيين هم الضحايا، في معركة تدفعهم أطرافها المصالح والضغط الخارجي.

ومنذ بداية العملية، التي شنها “التحالف العربي” من أجل فرض السيطرة على “مدينة الحديدة”، في 13 حزيران/يونيو الجاري، لإنتزاعها من يد “جماعة الحوثي” المتمردة، هُجِر حوالي 43 ألف شخص من مناطقهم بسبب العنف، أغلبهم فروا من مدن الجنوب إلى مناطق أخرى، ولم يتمكن سوى عدد قليل من الوصول إلى “عدن” أو العاصمة “صنعاء” التي تقع تحت سيطرة “الحوثيين”، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

مؤتمر في باريس لم يسفر عن شيء..

عقد موتمرًا، الأربعاء، في العاصمة الفرنسية، “باريس”، بحضور ممثلين عن “السعودية” لبحث سبل تخفيف الأزمة الإنسانية في ظل غياب “الحوثيين” أو المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات لسكان المدينة، وسعى المؤتمر الدولي الذي تم تحويله من قمة وزارية إلى لقاء مصغر بين الخبراء، إلى إقناع الدول المشاركة في “التحالف العربي” بضرورة وقف القتال من أجل تخفيف معاناة اليمنيين.

وصرح أمين عام المجلس النرويجي للاجئين، “جان إنغلاند”، بأن “الدول المشاركة في مؤتمر باريس يجب أن يعملوا من أجل التوصل إلى إنهاء الصراع في اليمن، لأنه لم يعد هناك وقت لتجنب أن يتعرض ميناء الحديدة للتدمير بسبب المعارك”، وأضاف: “لن نسمح بتدمير العامل الرئيس لإنقاذ اليمن”.

وأشار “إنغلاند” إلى أن “باريس” ليست المناسبة المثالية لإعلان وقف إطلاق النار كخطوة أولى ناحية السلام، لكن “الاتحاد الأوروبي” و”بريطانيا” يمكنهما الضغط على “السعودية والإمارات” وإقناعهما بالجلوس على طاولة المفاوضات، كذلك يمكن استغلال تأثير “إيران” على “الحوثيين”؛ قبل أن تقضي المعارك على أي أمل في السلام.

الغارات تستهدف المدنيين أيضًا..

قالت اليمنية، “فاطمة الصغير”، المقيمة في “الحديدة” للصحيفة الإسبانية؛ إنه “توجد تفجيرات بلا نهاية وفي كل وقت سواء ليلاً أو نهارًا، ما دفع كثيرًا من المواطنين إلى النزوح وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية”.

وأشارت الأستاذة الجامعية المقيمة على بعد 150 كلم من جنوب شرقي العاصمة صنعاء، “أم عزمي”، إلى أن الوضع “بات خطيرًا للغاية، ويقترب دوي الغارات شيئًا فشيئًا، وأغلقت الكثير من المؤسسات حتى المستشفيات لم يعد بها أطباء، وتضاعفت الأسعار وبدأ المواطنون في إحاطة منازلهم بسياج ومغادرة المدينة”.

وتعد “صنعاء” ميناء دخول المساعدات الإنسانية إلى “اليمن”، وأضحى البلد العربي مهددًا بأكبر كارثة إنسانية في العالم وباتت “الحديدة” مدينة الأشباح.

وأضافت: “لم يعد الأطفال قادرون على اللعب في الشارع خوفًا من الإعتداءات، ويتاح للأغنياء استخدام مولدات لتعويض إنقطاع الكهرباء، لكن باقي الشعب لا يمتلك القدرة على شراءها، وأصبحنا نستخدم الطاقة الشمسية”.

وقال “عبده محمد”، الذي تمكن من الفرار إلى صنعاء: “فررت من الحديدة لأن الغارات عليها لا تتوقف وبعضها استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، وهرب الناس خوفًا من أن تصيبهم أحد القنابل”.

فشل أممي..

فشلت كل جهود الوساطة التي بذلتها “الأمم المتحدة” ما جعل الصراع أكثر سخونة وسط مخاوف من خطورة أن تتسبب المعارك في منع وصول المساعدات إلى بلد يعاني 29 مليونًا من سكانه من الجوع والأمراض مثل “الكوليرا” أو “الدفتاريا”، وفقد أكثر من 10 ألف شخص حياتهم منذ بداية غارات “التحالف العربي” في آذار/مارس عام 2015.

وصرحت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، “ريم إبراهيم الهاشمي”، الثلاثاء الماضي، بأن انسحاب “الحوثيين” من “الحديدة” وميناءها شرط أساس من أجل قبول استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام.

وعلى الجانب الآخر؛ نجح المبعوث الأممي الخاص لليمن، “مارتن غريفيث”، في إقناع “الحوثيون” المدعومون من “إيران” بالموافقة على وضع “الحديدة” تحت إشراف أممي، الأمر الذي ترفضه دول التحالف وسط ضغط حلفاءها الغربيين الذين وقعت معهم اتفاقيات مليونية لشراء أسلحة.

استهداف حافلة تقل نازحين..

وخلال الساعات الماضية؛ قتل 9 مدنيين على الأقل وأصيب 11 آخرين في قصف لحافلة كانت تقل نازحين في منطقة “زبيد” جنوبي شرق “الحديدة”.

وحاول “الحوثيون” الاستعداد لصد أي هجوم متوقع من خلال وضع قاذفات صواريخ على أسطح المباني الأعلى في المدينة ومضاعفة أماكن السيطرة، حتى باتت ضواحي المدينة ملغمة بالألغام الأرضية وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة الفرار.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب