18 أبريل، 2024 5:37 م
Search
Close this search box.

الصراع على “إيران” : تغيير سياسة أم تغيير حكومة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أعلنت “إيران”، تعليقًا على مجموعة الحوادث الأخيرة على حدودها الغربية والجنوبية الشرقية، تفكيك مجموعة معادية للشيعة تستقر في “باكستان”. ويلف الغموض تلك المواجهات كما نظيراتها خلال الأسابيع الماضية في محافظات “سيستان” و”بلوشستان”، وكذلك مناطق الأكراد غربي البلاد، وتوقيتها يتزامن مع التكهنات عن تكثيف حكومة “ترامب” مساعيها الرامية للإطاحة بالنظام الإيراني بالتعاون مع “إسرائيل” و”السعودية”. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ نقلاً عن (لوبلاغ).

مواجهات غامضة وبيانات متناقضة..

ونشرت “إيران” و”جيش العدل”، المتهم بالنفاق والعداء للشيعة والحصول على الدعم السعودي، عدداً من البيانات المتناقضة بشأن هذه المواجهات، حيث أعلنت الحكومة الإيرانية مقتل ثلاثة من المعارضين وإثنان من جنود “الحرس الثوري” خلال المواجهات، بينما ادعى “جيش العدل” مقتل أحد عشر جنديًا بـ”الحرس الثوري” الإيراني دون أي خسائر مادية أو بشرية في صفوف “جيش العدل”.

في المقابل يصر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون على طبيعة إجراءاتهم المعادية لإيران؛ والتي تستهدف زيادة الضغوط الداخلية بغرض تغيير السياسات، لأن الدول شهدت الكثير من الاحتجاجات بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وأزمات المياه دون مساعي لتغيير النظام.

وقد استغل المسؤولون الأميركيون مثل؛ “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركية، والإسرائيليون مثل؛ “بنيامين نتانياهو”، رئيس الوزراء، وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن التضامن مع الاحتجاجات الإيرانية.

الضغط على الوضع الداخلي غير كاف..

في الوقت نفسه دفعت المشاورات داخل حكومة “ترامب” أنصار تغيير النظام الإيراني، مثل “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي، والمدعوم من رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، إلى معارضة من يتصورون أن دعم الضغوط الداخلية قد يدفع بإتجاه تغيير رؤية المسؤولين الإيرانيين.

وفي آخر تغرايدته كتب “بومبيو”: “الحكومة الإيرانية بصدد إهدار مواردها على الأسد، وحزب الله، وحماس، وميليشيات الحوثي، بينما الشعب الإيراني في حاجة إلى هذه المصادر”.

ويمكن ملاحظة مواقف “بومبيو” في عدد من فيديوهات “نتانياهو” المصورة، والتي يمتدح خلالها مواهب الإيرانيين ومنجزاتهم التكنولوجية، وقال “نتانياهو”: “لماذا تعاني إيران هذا القدر من الفقر.. ولماذا تنتشر البطالة بهذا القدر ؟.. الجواب في كلمتين: إنها الحكومة. ذلك أن طغاة إيران يستولون على ثروات البلاد.. والمتضرر هم أبناء الشعب الإيراني”.

خطة عمل “أميركية-إسرائيلية”..

ويبدو، بحسب رؤية “جیمس إم دورسي”، أن هذا النوع من الرسائل هو نتاج خطة عمل “أميركية-إسرائيلية” مشتركة، تستهدف مواجهة “إيران” بإجراءات غير معلنة، وكذلك الإجراءات الدبلوماسية.

كان “بولتون”، (قبل الانضمام إلى حكومة ترامب)، يشارك في الاجتماع السنوي لـ”مجاهدي خلق” في “فرنسا”. وهذه الحركة معروفة بالعداء لـ”إيران”، وتحظى، منذ حذفها عن قائمة التنظيمات الإرهابية في دول مثل “أميركا وكندا وأوربا”، بدعم المحافل السياسية والعسكرية والأمنية الغربية. وثمة شكوك كثيرة حول شعبية حركة “مجاهدي خلق”، (التي تدعم الإطاحة المسلحة بالحكومة الإيرانية)، بين أبناء الشعب الإيراني.

وقد وقعت المواجهات الأخيرة مع المعارضين أو المتظاهرين بالتوازي مع جولة الرئيس، “حسن روحاني”، في أوروبا للحصول على دعم للاتفاق النووي. وكانت “أوروبا وروسيا والصين” قد تعاهدت على الإلتزام بالاتفاق النووي.

وفي إجراء غامض، ألقت الأجهزة الأمنية الألمانية والبلجيكية والفرنسية القبض على دبلوماسي إيراني، وزوجين إيرانيين، وثلاثة يشتبه في تورطهم بالتخطيط لتفجير اجتماع “مجاهدي خلق” في “فرنسا”. ومن غير المعلوم لماذا تريد “إيران” تهديد زيارة “روحاني” والدعم الدولي للاتفاق النووي من خلال اغتيال مجموعة لا تحظى بالشعبية في الداخل الإيراني، ما لم يرى المتشددون الإيرانيون أن هذا العمل من شأنه إضعاف مكانة رئيس الجمهورية الإصلاحي.

وكان الباحث والناشط والمدافع عن حقوق “البلوش” والمقيم بواشنطن، “محمد حسن حسین بور”، قد تطرق إلى اتساع حجم محافظة “سيستان” و”بلوشستان”، وقال: “المحافظة على مثل هذه الأراضي الشاسعة شديد الصعوبة بالنسبة للحكومة الإيرانية إن لم يكن مستحيلاً… وبخاصة مع الأخذ في الاعتبار لمعارضة البلوش الكبيرة، لا سيما إذا ما حظيت هذه المعارضة بدعم الأعداء في المنطقة والقوى العالمية”.

وقد أدعى المتشددون الباكستانيون أن “الممكة العربية السعودية” كانت قد ضاعفت، خلال العام الماضي، التمويل المالي للمدارس العسكرية والسينمارات المذهبية في “بلوشستان”.

كما يقول “أحمد مجيديار”، الباحث الإيراني: “شهدت المناطق في الجنوب الشرقي والشمال الغربي الإيراني، (موطن الأقليات القومية والمذهبية المهمشة)، زيادة في معدلات العنف من جانب الجماعات الانفصالية والمتشددة… وقد توفر سيستان وبلوشستان بيئة لتشكيل حركات انفصالية داخلية وكذلك عمليات التنظيمات الإرهابية الإقليمية والدولية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب