الصراع السعودي الإيراني .. أقرب طرق تقارب الرياض مع تل أبيب !

الصراع السعودي الإيراني .. أقرب طرق تقارب الرياض مع تل أبيب !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي، “دفير مور”، متسائلاً عن مصلحة السعودية في علاقاتها مع الغرب بشكل عام، وعلاقاتها غير المباشرة مع إسرائيل بشكل خاص، وكيف يمكن أن يخدم ذلك الأغلبية السنية في الشرق الأوسط في مواجهة المحور الشيعي ؟

شيعة السعودية.. صداع في رأس النظام..

يقول “مور”: إن الأمير “محمد بن سلمان” يدرك أن المملكة السعودية مُستهدفة من قبل النظام الإيراني, وأن إيران تريد الوصول لقبلة المسلمين في مكة، ولكن “بن سلمان” أكد على أن بلاده لن تنتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل ستعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران.

وكانت السلطات السعودية قد أعدمت، في كانون ثان/يناير 2016، 46 شخصاً، منهم المدعو “نمر النمر”؛ وهو شيخ شيعي من محافظة “القطيف” في المنطقة الشرقية. وبالإضافة إلى كونه يُعد مرجعية دينية، فهو يُعد أيضاً أكثر رجال الدين شعبية بين الأقلية الشيعية في المملكة. وهو زعيم معروف بمعارضته الشديدة وتصريحاته النارية ضد النظام السعودي. حيث دعا الشيخ “نمر” في بعض تصريحاته إلى الإطاحة بعائلة “آل سعود” التي تحكم المملكة منذ إنشائها وإلى استقلال المحافظة ذات الأغلبية الشيعية في شرق البلاد وإعلان الولاء للنظام الديني في إيران. وفي تشرين أول/أكتوبر 2014؛ بعدما “تجاوز الخطوط الحمراء”، أصدرت محكمة خاصة حُكماً بإعدامه وذلك بتهمة محاولة الانقلاب، وإدخال قوات أجنبية في شؤون المملكة والعصيان وحيازة أسلحة ضد النظام.

أزمة بين الدول العربية بقيادة السعودية وإيران..

بعد عام من صدور حكم إعدام الشيخ “نمر” رفضت المحكمة العليا السعودية استئنافه. وأثار تنفيذ الحُكم موجة صاخبة من الاحتجاجات داخل التجمعات الشيعية في بلدان الشرق الأوسط. أما في إيران فقد أضرم المحتجون النار في مبنى السفارة السعودية بالعاصمة طهران واندلعت أعمال شغب عند المفوضية السعودية في مدينة “مشهد” بشمال البلاد، وفي أعقاب تلك التطورات قررت المملكة السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين.

وفي أعقاب قطع العلاقة مع إيران، حذا حلفاء السعودية حذوها، فقامت دول مثل “البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت”، بقطع العلاقات مع النظام الإيراني وأعادت السفراء من طهران. وهكذا – بالإضافة إلى التوتر بين السنة والشيعة – نشأت أزمة عامة في العلاقات بين الدول العربية، بقيادة السعودية، وإيران.

صراع السُنة والشيعة..

يرى “مور” أنه بعد إبرام الاتفاق النووي, أصبح لدى إيران فُرص جديدة لبسط نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، لكن في المقابل، تفاقمت الأزمة بين الشيعة والسنة وزادت شكوك الدول العربية حيال النظام الإيراني.

ومن المعروف أن السعودية، السُنية، تخوض صراعاً مع إيران الشيعية على بسط النفوذ في الشرق الأوسط. وهناك خلافات واضحة بين الدولتين – مثل التوتر العرقي بين العرب والفرس والإختلافات الثقافية, بالإضافة إلى التحول الجذري في انتقال المملكة السعودية من السياسة السلبية إلى السياسة الفعالة المناوئة للمحور الإيراني الشيعي.

المبادرة السعودية ورياح التغيير..

بحسب “مور”: هناك، ضمن المعسكر المناوئ للمحور الإيراني، دولة أخرى في الشرق الأوسط لا توجد للسعودية فيها أي مفوضية دبلوماسية – وهي “إسرائيل”. ويُذكر أن السعودية، التى تصفها إسرائيل بأنها دولة معادية، قد تقدمت عام 2002 بإقتراح لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ وهو ما يُسمى بـ”المبادرة السعودية”, وينص الإقتراح على أن تنسحب إسرائيل إلى حدود عام 1967.

وفي المقابل تقود السعودية الدول العربية للاعتراف الكامل بإسرائيل. لكن إسرائيل رفضت حق عودة اللاجئين الذي نص عليه المقترح السعودي. ومع حلول عام 2010، ترددت أقاويل عن وجود تعاون غير رسمي بين السعودية وإسرائيل، وذلك بهدف إحباط البرنامج النووي الإيراني. وبعد الربيع العربي، الذي اندلعت أحداثه في عام 2011، وصفت إسرائيل المملكة العربية السعودية بأنها “جزيرة الاستقرار” في الشرق الأوسط.

“أنور عشقي”.. لا يمثل المملكة..

يُضيف الكاتب الإسرائيلي أنه في عام 2015، نُشرت تقارير بشأن ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وذلك بسبب تعارض المصالح مع إيران وخطر البرنامج النووي. وفي عام 2016، قام الجنرال السعودي السابق، “أنور عشقي”، بزيارة إسرائيل بصحبة وفد ضم رجال أعمال وأكاديميين سعوديين, وأثارت الزيارة ردود فعل قاسية من جانب إيران، (على الرغم من أن وزارة الخارجية السعودية أصدرت بياناً أكدت فيه أن “عشقي” لا يمثل المملكة). وفي إسرائيل أدانت “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” – الممثلة في الكنيست – زيارة الوفد السعودي بزعم أن التحالف بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية معادٍ للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. وفي نفس العام نشرت الصحافة السعودية مقالات ضد معاداة السامية ومؤيدة للعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وفي عام 2017، أفادت وسائل الإعلام الفلسطينية واللبنانية والسورية والأردنية أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية بصدد إبرام اتفاقات للمصالحة وتطبيع العلاقات. ورداً على ذلك، أعرب الأمين العام لحزب الله، “حسن نصر الله”، عن قلقه من أن تحرض السعودية إسرائيل على مهاجمة لبنان. وجاء في آخر بيان رسمي صادر عن المملكة العربية السعودية أن الرياض ليس لها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب وأن مبادرة السلام العربية هي السبيل الوحيد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وبعبارة أخرى، طالما هناك عدو مشترك ستبقى المصلحة مشتركة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة