26 أبريل، 2024 2:34 م
Search
Close this search box.

الصراع الديني على القدس .. إسرائيل تتوجس من “منظمة التعاون الإسلامي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

دائماً ما يتصيد المحللون السياسيون الإسرائيليون الأحداث المناوئة لإسرائيل ويضخمونها ويجعلون منها أخطاراً تواجه العالم بأسره، وفي هذا السياق نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والباحث السياسي الدكتور “إفرايم هرارا”, يتناول فيه تاريخ إنشاء منظمة التعاون الإسلامي وبعض أهدافها ونشاطاتها، كما يعلق على المؤتمر الطارئ للمنظمة بشأن القدس والمسجد الأقصى، ثم يدلف إلى توضيح أيديولوجية المنظمة وخطرها على إسرائيل والعالم.

تاريخ عريق من معاداة إسرائيل..

يوضح “هرارا” في بداية تحليله قائلاً: “تتألف منظمة التعاون الإسلامي من 57 دولة ذات أغلبية مسلمة من شتى أنحاء العالم، وتضع المنظمة بين أولوياتها: “دعم كفاح الشعب الفلسطيني الخاضع حالياً للاحتلال الأجنبي وتمكينه من الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مع المحافظة على طابعها التاريخي والإسلامي وعلى الأماكن المقدسة فيها”. وقد تأسست المنظمة في 25 أيلول/سبتمبر 1969؛ أي بعد قرابة شهر واحد من حادثة إحراق المسجد الأقصى على يد شخص مسيحي متطرف يعاني من خلل عقلي، والأكثر من ذلك أن المنظمة تتخذ من مدينة جدة السعودية مقراً مؤقتاً لها إلى أن يتم تحرير القدس لتصبح المقر الدائم للمنظمة. وبالنظر إلى ما سبق فليس مستغرباً أن تعقد المنظمة في 1 آب/أغسطس الجاري مؤتمراً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الأوضاع في الحرم القدسي بناءً على طلب من تركيا رئيسة المنظمة في دورتها الحالية”.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن البيان الختامي للمؤتمر خرج بجملة من الإدانات والتصريحات المعادية لإسرائيل، ومن ذلك أن وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” أعلن عن أمله في أن تؤدي مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي” ضد الشعب الفلسطيني إلى توحيد العالم الإسلامي، مذكراً أن أحد أهداف المنظمة هو العمل من أجل وحدة الأمة الإسلامية لمقاومة ما أسماه “التوسع الصهيوني”.

“تركيا أردوغان” تصيد في الماء العكر..

يؤكد “هرارا” على أن تركيا التي دعت إلى هذا المؤتمر تحاول منذ سنوات طويلة توسيع نفوذها في القدس، ومن أجل تحقيق هذا الغرض تنفق ملايين الدولارات؛ حيث تقوم بتحويل أموال لصالح السلطة الفلسطينية، كما تمول بعض الأئمة والمشايخ في البلدة القديمة، وتشجع الفلسطينيين على تعلم اللغة التركية. ويعتبر الجناح الشمالي للحركة الإسلامية هو ذراع “أردوغان” في إسرائيل، ويعتبر رئيس هذا الجناح, الشيخ “رائد صلاح”, المحرض الأساسي على العنف في القدس، حيث وصف مؤخراً قتلة الجنود الإسرائيليين بالشهداء. وقد نجحت تركيا في إضعاف مكانة الأردن لدى سكان البلدة القديمة من خلال رعاية أنقرة لمن يوصفون هناك بـ”المرابطين”.

ويذكر الكاتب الإسرائيلي أن “أردوغان” كان قد عبر عن إدانته الشديدة لموقف إسرائيل المعيق لدخول المسلمين إلى المسجد الأقصى خلال الأسابيع الأخيرة، وصرح أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو محاولة لاختطاف المسجد الأقصى من أيدي المسلمين.

رؤية إخوانية في نشر الإسلام..

يقول “هرارا”: “إن نشاط منظمة التعاون الإسلامي لا يقتصر على تقديم الدعم للفلسطينيين، وإنما يمتد ليشمل دعم المسلمين في كل مكان يتصارعون فيه مع غير المسلمين، كما فعلت في لبنان وكوسوفو والبوسنة وبورما وغيرها؛ وكان آخر ذلك إعلان المنظمة في أوائل شهر تموز/يوليو المنصرم عن دعمها لحق سكان كشمير في تقرير مصيرهم، بما يعني الانفصال عن الهند رغماً عنها. وتحرص المنظمة أيضاً على أن يحافظ مسلمو الغرب على هويتهم ولا يذوبوا في المجتمعات الغربية. وإيماناً منها بالتصورات الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين، تعمل المنظمة على نشر الإسلام في العالم كله من خلال ما سماه الزعيم الروحي للإخوان المسلمين الشيخ “يوسف القرضاوي” بـ”الفتح السلمي”، ففي مجلة “الإسلام اليوم”, الناطقة باسم منظمة التعاون الإسلامي، ورد ما نصه: “إن نجاح أية أقلية مسلمة هو أن تكون أغلبية يوما ماً، ويتحقق ذلك من خلال استيعاب الأقلية المسلمة للأغلبية غير المسلمة من أجل أن تتبنى الآداب الإسلامية شيئاً فشيئاً حتى ينتهي بها الأمر إلى تبني الدين الإسلامي”.

معركة القدس دينية بامتياز..

ختاماً يرى الدكتور “إفرايم هرارا” أنه بات واضحاً أن “منظمة التعاون الإسلامي” تمثل تهديداً وجودياً ليس لإسرائيل فحسب بل للغرب بأكمله، ولذلك فبدلاً من اختلاق المبررات والأعذار تجاه المطالب المستفزة للمنظمة بخصوص القدس، يجب على إسرائيل أن تؤكد على أن المعركة التي تخوضها المنظمة من أجل القدس ما هي إلا خطوة ضمن خطة شاملة لفرض الإسلام على العالم أجمع.

ويعتقد الكاتب الإسرائيلي أن كثيراً من الخبراء والمسؤولين يخشون من تسمية الأشياء بأسمائها والقول بأن المعركة على القدس هي معركة دينية بامتياز، لأنهم يعلمون أن الحروب الدينية تكون دامية، ولكن عزاءنا أننا نحن اليهود لم نكن البادئين بهذه الحرب أو الداعين إليها. وإن إنكار هذه الحقيقة لن يؤدي إلى تغيرها، بل من شأنه فقط أن يؤدي إلى تفاقمها وجعلها أسوأ، ولذلك فعرض القضية بواقعية وأمانة هو الضمانة الحقيقية لتحقيق النصر على المسلمين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب