20 أبريل، 2024 8:03 ص
Search
Close this search box.

الصراع “الإيراني-الإسرائيلي” الصامت .. حرب باردة على مستقبل الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

لا يجب أن ننظر للأحداث المتعلقة بالمواجهات الإيرانية غير المباشرة مع “الكيان الصهيوني”؛ في إطار الأجواء السابقة، لأن الوضع الراهن أفرز أجواء وأحداث جديدة.

وبعد تغيير الإستراتيجية الأميركية، القائمة على تقليص التواجد في غرب آسيا؛ وكذلك الحد من قدرة “واشنطن” في السيطرة على دول هذه المنطقة، والإستراتيجية الإيرانية القائمة على طرد العسكريين الأميركيين من القواعد في الشرق الأوسط، يضع هذه المنطقة في مواجهة فراغ السلطة والصراع بشأن رسم حدود العمل. بحسب “مصطفى منتظر”، في صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

تحديد مجالات القوة المستقبلية..

وقد إزدادت هذه الأوضاع حدة؛ إبان إدارة “دونالد ترامب”، الذي كان يتبنى نوعًا عجيبًا من الحماقة في السياسة الخارجية، بشكل انعكس على تحول دول المنطقة للسلوكيات العدائية.

لذلك فالحرب، غير المباشرة، عبر مهاجمة السفن؛ هي مسألة لا ترتبط بقضايا سابقة، وإنما تتجاوزها بقليل.

بعبارة أخرى، يسعى الصهاينة بتلكم التحركات، إلى رسم دورهم في المنطقة، وللسبب ذاته؛ فسوف ترد “إيران”، في الوقت المناسب. ورغم ما يبدو من حرص الطرفين على تجنب الحرب المباشرة، لكن هذه المواجهات، غير المباشرة، تحدد مجالات القوة مستقبلًا.

تبنت سياسة “ترامب” الخارجية مبدأ تصفية الحسابات، وتقوم على مشاعر بعض المتطرفين الأميركيين المعادية لـ”إيران”، وسعت إلى طرح “طهران” خارج موازنة القوى في الشرق الأوسط.

ووفق مشروع “ضغوط الحد الأقصى”؛ كان على “إيران” الخضوع للمطالب الأميركية وبيع استقلالها بشكل عملي، أو التعرض للضعف الداخلي بسبب الضغوط الاقتصادية.

وبحسب هذا المخطط؛ فسوف يُفضي الضعف الداخلي إلى إنهيار اقتصادي، يتبعه إنهيار سياسي وسقوط “الجمهورية الإيرانية”، أو خروج “إيران” من أجواء التأثير في المنطقة، وتفقد قدرتها على الرد الخارجي. وقد مُني هذا المشروع بالفشل تحت وطأة المقاومة الإيرانية، لكن وكنتيجة لتلكم السياسيات، ورغم فشل هذه المخططات، إلا أنها أسفرت بالطبع عن بعض الضعف، ما تسبب في اندلاع بعض الأحداث الداخلية، وتحركات “ترامب”، وجرائمه الخارجية، من مثل اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”.

فشل التحالف “العبري-العربي”..

وفي هذا الصدد؛ كان التحالف “العبري-العربي”؛ بحيث يتحول، بعد خروج “الولايات المتحدة الأميركية”، إلى كتلة قوية في مواجهة “إيران” و”محور المقاومة”، لكن وبعد خروج “ترامب”، من السلطة، وفشل بعض السياسات، لاسيما للبلاط السعودي، لم تنتهي الأجواء على النحو الذي كان مرغوبًا.

فقد أجرت هذه الدول العدائية، تعديلًا على سياساتها الخارجية، حتى قبل صعود “جو بايدن” إلى السلطة، وتنتشر حاليًا أخبار متناقضة عن خطوات سعودية للتفاوض مع “إيران”، على خلفية القضايا الإقليمية، وبخاصة الحرب اليمنية.

تحول الإدارة الأميركية تجاه “الصين”..

بدوره؛ لم يفي “بايدن”، بعد الوصول إلى السلطة، بوعوده الانتخابية بخصوص مواجهة ولي العهد السعودي المتوحش، مكتفيًا ببعض التحذيرات، لكنه على الأقل أعلن إستراتيجيته بخصوص اهتمام السياسة الأميركية الخارجية؛ وتحدث عن إحتواء “الصين”، بدلًا من الشرق الأوسط، وإن لم يعني إدارج الخروج من هذه المنطقة على رأس أولويات سياسات “البيت الأبيض” الخارجية، وإنما يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تهتم بشكل أكبر للخطر الصيني.

وحالة اختبار القوة، بين “إيران” و”الكيان الصهيوني”، يجب التعامل مع الأمر من منطلق التناقض الذاتي بين “إيران” ودولة الاحتلال.

والبديهي أن “إيران” لا تسعى مطلقًا، في إثر الصراعات، ومع إنها تواجه حاليًا مشكلات اقتصادية وأجواء انتخابية مهمة، لكن مؤكد أنها لن تسكت في مواجهة التحركات التي تهدد بشكل فعلي مصالحها القومية.

في غضون ذلك، فشل “الكيان الصهيوني”، بعد أربع دورات انتخابية، في تشكيل حكومة مستقلة، وسوف يفقد بالقطع، في أي مواجهة عسكرية، كل بنيته التحتية، لأنه ببساطة لا يمتلك عمقًا أرضيًا؛ وكذلك يتواجد أصدقاء “إيران” في المنطقة بالكامل.

وهو تجدر الإشارة إلى أن العدو الأساس للصهاينة هو “إيران”، بينما “إسرائيل”، بالنسبة لـ”إيران”، واحد من الأعداء والمنافسين بالمنطقة؛ لأن العدو الرئيس هو: “الولايات المتحدة”.

مع الأخذ في الاعتبار إلى أن مستوى وعمق القوة الإيرانية يفوق “الكيان الصهيوني”، الذي فشل رغم دعم كل الدول الغربية، والتعاون العلني مع دولة المنطقة، من تحقيق الحد الأدنى من القدارات الأمنية، في المقابل تمكنت “إيران” من الرد على الأعداء في مختلف الجبهات، ومواجهة الهجمات الأميركية والغربية الشديدة وعداء بعض دول المنطقة. وشكل الإجابة على مختلف المستويات يرسم مستقبل القوة في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب