هاجم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتصدره الاحتجاجات ضد تركيا على ضوء دخول قواتها الى الاراضي العراقية وقال ان وراء ذلك اهداف مشبوهة مضيفا انه اذاق العراق ويلات افكاره المنحرفة .
جاء موقف الصدر هذا في اجابة على سؤال وجهه له احد اتباعه قال فيه “خرجت بعض فصائل الحشد الشعبي عند دخول القوات التركية لمناطق في شمال العراق مهددة الجانب التركي بكل اشكال التهديد والوعيد .. ذكرتنا نفس هذه الفصائل بتهديداتها للاكراد في احداث منطقة الطوز الا انه تبين لاحقا ان كل تلك التصريحات هي للاستهلاك الدعائي وكسب مشاعر الطائفيين ممن كانوا يصفقون للطائفي نوري المالكي يوما ما.. هل تظن ان مثل هذه التصريحات ستفقد مصداقية الناس بالحشد الشعبي بسبب المتسلقين على هذا العنوان الجهادي؟.
وفي رده الذي حصلت “أيلاف” على نسخة منه الاثنين قال الصدر ان تهديدات بعض فصائل الحشد الشعبي لدخول القوات التركية الى مناطق شمال العراق ماهي الا لكسب اصوات شاذة وستتحول تصرفاتهم الى مكاسب سياسية.
واضاف الصدر في نص رده :
بسمه تعالى
هم لازالوا يصفقون للقائد الضرورة الذي اذاق العراق ويلات افكاره المنحرفة .. وما تصريحاتهم الا لكسب أصوات شاذة من هنا أو هناك .. بيد أنني لازلت انتظر نتائج تصرفاتهم التي سرعان ما تتحول الى مكاسب سياسية وفي حينها سنتصرف بما يليق.
مقتدى الصدر
ربيع الاول 1437
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وعدد من قادة فصائل الحشد الشعبي للمليشيات الشيعية قد نظموا تظاهرة احتجاج في بغداد قبل ايام ضد دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية.
وحذر المالكي وهو رئيس ائتلاف دولة القانون مما وصفها بمخططات الاعداء لفصل الانبار وادخال قوات تركية الى الموصل. ودعا المالكي في كلمة خلال زيارة مؤخرا الى معسكرات للحشد الشعبي للمتطوعين الشيعة لمواجهة تنظيم “داعش” حيث التقى مع عناصر في تشكيلات روح لله التابعة للجناح العسكري لمنظمة بدر التي يتزعمها قائد الحشد هادي .. دعا تشكيلات الحشد الى “الاستعداد والانتباه لمخططات الأعداء الذين يحاولون من جديد تنفيذ مشاريعهم التقسيمية على ارض العراق عبر محاولة فصل الانبار من جهة وادخال قوات تركية في الموصل من جهة أخرى” في اشارة الى تركيا التي اتهمها ايضا بممارسة “النفاق في محاربة الاٍرهاب و داعش لانها تدعي تصديها للجماعات الارهابية في حين انها تدعم تلك الجماعات سرا عبر تجهيزها بكل ما تحتاجه من اسلحة ومعدات وامكانيات” بحسب قوله.
وشدد على رفض اي تواجد للقوات التركية على الأراضي العراقية “لانها قوات غازية وعليها المغادرة فوراً وإلا ستكون خيارات المواجهة على الأرض كثيرة ومتعددة لأن الشعب العراقي بجميع مكوناته يرفض تواجد القوات الأجنبية على أراضيه”.
وطالب المالكي الشعب العراقي بالخروج والمشاركة في التظاهرات الرافضة للتواجد التركي على الأراضي العراقية لتكون الرد على من يحاول إنتهاك أرض وسيادة العراق .
يذكر ان العلاقات العراقية التركية شهدت خلال فترة ولاية المالكي الثانية بين 2010 و2014 توترا شديدا حيث كان نظيره التركي انذاك رجب طيب اردوغان يكيل له اتهامات بالمسؤولية عن الاقتتال الطائفي في العراق وممارسة تمييز مذهبي بين العراقيين.
وتتناقض مواقف المسؤولين العراقيين من قضية انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية ففيما اشار وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الى ان هذا الانسحاب خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز العلاقات بين بغداد وأنقرة فقد اكد سعد الحديثي المتحدث الرسمي بأسم رئيس الوزراء حيدر العبادي عدم حدوث أي انسحاب على عكس ما اعلنته وزارة الخارجية التركية.
ونشرت أنقرة مئات الجنود في ناحية بعشيقة بمحافظة نينوى الشمالية في الر ابع من الشهر الحالي قائلة إن القوة تأتي في إطار بعثة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية لقتال تنظيم “داعش” فيما نددت بغداد بالتحرك قائلة إنها لم توجه الدعوة قط لمثل هذه القوة.