دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الى مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة لمنع وصول السراق والنفعيين ونشوء دكتاتورية جديدة .
وقال زعيم التيار الصدري في بيان اليوم تحت عنوان “أيها الناخب” إن هنالك “عزوفاً حسب علمي وما يصلني من معلومات وأخبار نتوخاها دوماً عازياً وذلك بسبب ما صدر من قصور وتقصير من بعض من انتخبوا سواء كان على صعيد مجالس المحافظات أم الانتخابات البرلمانية”. واشار الى ان “سوء تصرف بعض من وصلوا إلى سدة مجالس المحافظات أو البرلمان المتعمد أو غير المتعمد لا يجب أن يكون مفتتاً لعضد المؤمنين فأن الانتخابات بحسب القواعد الديمقراطية يجب أن تجرى ولا بد من أن تتم لاسيما إذا لم تتدخل الدكتاتورية فيها”.
وحذر الصدر من أن “الانتخابات إن جرت من دون الناخبين المؤمنين والوطنين والمخلصين والمحبين لوطنهم سيؤول الأمر إلى وصول من هو ليس أهلاً لذلك لا محالة” . وقال “إنني ما زلت أرى أنه على الرغم من أنني اظن نفسي عرفت بعض الشيء عن الانتخابات وليس تماماً إلا أنه من المؤكد أن تصويتي وتصويتكم ومشاركتي ومشاركتكم ودخولكم في الانتخابات كناخبين سيؤدي إلى وصول بعض المخلصين والمؤمنين بالقضية العراقية الوطنية وبالتالي فأن عدم تصويتكم والعزوف عن الانتخابات سيكون بمثابة ظلم للعراق والعراقيين لأنكم بذلك صرتم مقدمة لوصول السراق والمنتفعين والدنيويين”. وناشد انصاره الى “الحيلولة بينهم وبين وصول مثل هؤلاء إلى سدة الحكم والمجالس والبرلمان لعلنا ننتصر لدين الله والمظلومين والمعتقلين والمقاومين والثكالى والفقراء الذين لا يجدون لقمة عيشهم”.
واضاف الصدر قائلا “إنني وإياكم إذا شاء الله العلي القدير سنصوت من أجل إعلاء كلمة الحق ومن أجل العراق”.. مؤكدا على ضرورة ان تكون “حملتنا الانتخابية نحن الناخبين تحت عنوان: ناخبون سلاماً يا عراق .. ناخبون من أجل البناء.. ناخبون كلا يا سراق .. ناخبون كلا للطائفية.. ناخبون من أجل الرفاهية.. ناخبون كلا للفساد .. ناخبون لبيك ياعراق .. ناخبون من اجل كسر القيود .. ننتخب الصالحين”.
وشدد زعيم التيار الصدري على انه “يجب في المرحلة الراهنة ان نحمي العراق وان ندلي بدلونا وصوتنا كي لانقمع مرة أخرى ويتسلط علينا دكتاتور آخر”. وطالب انصاره بأنتخاب “من هو أهل لا من يتسلط على رقابنا ورقابكم ورقاب العراقيين” .. وقال “أنتخبوا المؤمنين الصالحين الوطنيين ممن لم تغرهم المناصب والدنيا وليسوا طالبين لمال او راتب او لقمة عيش او كرسي او مغنم دنيوي .. بل انتخبوا من يريد ان يخدم شعبه واخوته العراقيين ويوفر لهم الامن والخدمات بلاجوع ولا فقر”.
وخاطب انصاره قائلا “لابد ان يكون المرشح الذي تنتخبونه مضحيا ليس انانيا بل ليس محبا للذات ظالما متكبرا بل فانيا في العراق وأهله .. وأوصلوا من يخدمكم من ذوي الاخلاص والتخصص والعلم والثقافة فأن تسلط الجهال ووصلوا الى كرسي الحكم فهي الكارثة العظمى وأعلموا انه ليس كل فقير يصل الى منصب سيتذكر الفقراء .. فكم منهم وصلول وهم لايملكون قوت يومهم وهم الان في بيوت فارهة وسيارات مريحة وأنتم الفقراء”.
وكان الصدر عاد الى مدينة النجف في الرابع عشر من الشهر الحالي بعد ان كان غادرها الشهر الماضي الى العاصمة الايرانية اثر اعلان اعتزاله السياسة وقبيل انطلاق الحملة الدعائية لمرشحي الانتخابات في 25 من الشهر الحالي ما يثير اعتقادا برغبته بالوقوف الى جانبهم في الصراع الانتخابي خاصة بعد ان قادوا تظاهرات شارك فيها الالاف في مختلف المدن العراقية مؤخرا دعما لزعيمهم في مواجهة الاتهامات التي كالها له غريمه الشيعي رئيس الوزراء نوري المالكي ثم احيوا يوم المظلوم السبت الماضي برعاية الصدر.
وغادر الصدر الى طهران مطلع الشهر الماضي بعد اعلان اعتزاله العمل السياسي لاكمال دراسته الحوزوية في مدينة قم . وكان الصدر عاد الى النجف مطلع عام 2011 بعد اربعة اعوام قضاها في مدينة قم الايرانية لمتابعة دراسته الحوزوية هناك منذ اوائل عام 2007 . ويتمتع الصدر المولود مطلع السبعينات بشعبية واسعة في اوساط فقراء الشيعة وخصوصا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية في العاصمة بغداد. وقد ورث مقتدى الصدر هذه الشعبية عن والده المرجع محمد محمد صادق الصدر الذي اغتاله النظام السابق عام 1999 مع اثنين من ابنائه.
واكد مراقبون ان عودة الصدر الى العراق ستشكل صداعا لغريمه رئيس الوزراء نوري المالكي قبيل الانتخابات وبعد الهجومات التي تبادلها الاثنان خلال الايام القليلة الماضية .