أعرب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمعن أسفه لما تشهده محافظة ديالى من عمليات عنف راح ضحيتها المواطنون الأبرياء، مؤكدا أن ديالى وقعت بين “فكي الوهابية وجهّال الشيعة”.
وفيما اتهم “اتباع الدكتاتور من المليشيات الوقحة بزج اسم ال الصدر في تلك المعمعة والفتنة من خلال استغلال بعض السذج من محبيه”، اشار إلى أن من “سال لعابه على تسلم السلطة تعرض لمفوضية الانتخابات ويعمل على استغلال القضاء وإرجاع البعثيين وقصف المدن”.
يأتي هذا في وقت طالب ائتلاف متحدون، بزعامة أسامة النجيفي بفتح تحقيق برلماني في الاحداث والاشتباكات التي شهدتها ناحية بهرز في محافظة ديالى، وعد ما حصل فيها “جريمة” يجب ان لا تكرر مستقبلاً، وأكد أن استهداف اهل “السنة” يهدد وحدة البلاد.
وكانت شرطة محافظة ديالى اعلنت، يوم الاثنين الماضي، تحرير جميع مناطق ناحية بهرز خلال عملية عسكرية، واكدت مقتل 25 مسلحا ينتمون لتنظيم “داعش” بعد اشتباكات استمرت 48 ساعة، وفيما أشارت الى تشكيل سرية طوارئ من أهالي الناحية، أكدت المحافظة تشكيل لجنة لتعويض جميع العوائل المتضررة من الاشتباكات. وكان النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي، كشف الاسبوع الماضي عن تقديمه طلبا لرئاسة مجلس النواب لتشكيل لواء (حزام بغداد) لحماية مناطق أطراف العاصمة، وفيما اشترط “تزكية” شيوخ العشائر للانتساب للواء، أكد أن ذلك سيدعم المصالحة الوطنية في البلاد.
وفي هذا السياق، قال مقتدى الصدر، في بيان إن “محافظة ديالى وللأسف الشديد وقعت بين فكين فك الوهابية المتشددين الذين انتهجوا الذبح والتفخيخ وفك جهال الشيعة الذين ينتهكون حرمات المساجد وقتل النفس المحرمة ليزعزعوا الوحدة الإسلامية”. وأضاف الصدر ان “السني المعتدل والشيعي المنصف الان ضحية لتلك الأعمال الطفولية الهوجاء اللامسؤولة”، مشيرا الى ان “من نتائج هذه الأعمال هي ترك السنة المعتدلين اعتدالهم والشيعة إنصافهم ليلتحقوا بركب الظلام والإرهاب والتشدد وينتهجوا العنف تاركين أسس الإنسانية الإسلامية خلف ظهورهم ليكون المتضرر الوحيد هو العراق ووحدته وأمنه وسلامته بل واستقلاله لينتفع ذوو الكراسي والسلطة العمياء فيتسلط الدكتاتور”. وأكد زعيم التيار الصدري “أنا على يقين أن من يزج أسمنا آل الصدر في تلك المعمعة والفتنة هم أتباع الدكتاتور والمليشيات الوقحة مستغلين السذج والبسطاء من محبينا أو من دون ذلك”. ودعا الصدر “المراجع والعلماء والحكماء والعشائر الغيورة والمحبة لوحدة البلاد والعباد إلى تخليص تلك المحافظة من تلكم الافكاك ولا سيما أن الانتخابات على الأبواب وسيقوم كل من سال لعابه على استلام السلطة بكل ما يحلو له من تزوير وشراء ذمم والتعرض للمفوضية المستقلة للانتخابات واستغلال القضاء وإرجاع البعثيين وقصف المدن بل الأكثر من ذلك فهو يريد حرق العراق ليبقى على سلطته حتى بإراقة الدماء ونشر الفتنة”.
وخاطب الصدر العراقيين قائلا “فلتكن المرحلة القادمة مرحلة للصوت المعتدل أينما يكون ولا مكان للظلم والعنف والدكتاتورية الهوجاء”. الى ذلك، قال ظافر العاني، المتحدث باسم ائتلاف متحدون ، إن ائتلافه “يحمل القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية الحفاظ على امن المواطن في أية بقعة من العراق”، داعيا الكتل السياسية الى “تحمل مسؤولياتها الوطنية لتدارك ما يجري ضد اهل السنة كونه يهدد وحدة العراق”.
وطالب العاني، في مؤتمر صحافي عقده بمقر إقامة رئيس الائتلاف بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، بـ”فتح تحقيق برلماني بأحداث بهرز وما جرى في الناحية كونه يمثل جريمة يجب أن لا تكرر مستقبلا”، مضيفا إن “العرب السنة يتعرضون لسياسة اضطهاد طائفي في أماكن تواجدهم من دون استثناء”، مؤكدا أن “هذه السياسة تعتمد على القتل والتعذيب والتخوين والتهجير”.
ورأى المتحدث باسم ائتلاف متحدون ان “ما يجري في حزام بغداد من استهداف للسنة والاعتداءات الممنهجة في شمال بابل تقوم بها عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة أحيانا وعناصر من المليشيات في أحيان كثيرة”، مشيرا إلى ان “بغداد ليست بعيدة عن هذا الأمر فمناطق كثيرة مثل السيدية والعامرية والقاهرة والشعب والغزالية والراشدية تشكو من تعسف القوات الأمنية والتضييق المستمر على الأهالي إضافة إلى اعتقالات شبه يومية”.
واكد العاني أن “ما يحدث ليس حرب الشيعة ضد السنة بل هي حرب السلطة الطائفية الغاشمة المدعومة من المليشيات وهو امر لم يعد مقبولا”، متهما اياهم بـ”دفع المجتمع إلى طائلة التطرف والانقسام”.