ثمن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اليوم السبت، مواقف المرجعية الدينية التي تحرم الدم السني وتدعو إلى الوحدة الوطنية، وجدد هجومه على رئيس الحكومة وحزبه واتهمه بانه “تخلى عن السنة بعدما جاء في الانتخابات السابقة بأصواتهم”، وأكد انه يحاول كسب الانتخابات الحالية بـ”تجميع أصوات الطائفيين”، وفي حين أشاد ببعض من خطباء ساحات الاعتصام دعا رجال الدين وطلاب الحوزة الشيعة إلى عدم الانجرار وراء “رجال القانون الذين يريدون أن يكونوا منارا للطائفيين”.
وفي رده على سؤال وجه اليه من قبل عدد من طلاب الحوزة العلمية في النجف من اتباع الذين طالبوه بتعليقه على مواقف المراجع الدينية المشابه لمواقفه التي تضمنت رفض الطائفية وعدم تهميش واقصاء الاخرين، قال الصدر “لا يجب ان نشك بموقف المرجعية ابدا حتى في زمننا هذا فهي لابد أن تكون وطنية تحرم الدم السني وتريد وحدة الصف العراقي الوطني ..فلهم منا فائق الشكر والتقدير والاحترام والاجلال”.
وكانت بعض وسائل الاعلام تناقلت يوم امس خبر مفاده بان المرجع الديني السيد علي السيستاني، أفتى بحرمة الدم العراقي بشكل عام والدم السني بشكل خاص، داعياً الشيعة الى درء الخطر عن السنة في العراق.
وتابع زعيم التيار الصدري في جوابه لطلاب الحوزة “موقفي الوطني مستنبط ومستوحى من مرجعيتنا الناطقة التي نسير على نهجها وخطاها فهذا ما علمتني ألا أحد عنه وان حافظ على وحدة الصف الإسلامي والوطني بلا فرق بين طائفة أو عرق أو جهة وألا أميل لاحد ينتمي لي بغير حق”. واضاف الصدر أن “هذه المواقف التي انتهجها يجب ان ترضي الله وان لم ترض بعض السياسيين او حتى القواعد الشعبية او المجتمعات عامة” ، مستدركا “لله الحمد الذي نصرنا على محبي الطائفية واتباع الدكتاتورية والانحياز الى الطائفية”.
وكان مقتدى الصدر في (الـ 19 من اذار 2013) اكد ان قرار تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار “اقصاء للسنة”، و”ظلم للتشيع”، وعدًّ “تهميش سنة العراق كارثة لا تغتفر”، وشدد على أن وعد تأجيل الانتخابات بصورة عامة “تكريس للطاغوت والدكتاتورية”، مبينا أن البقاء في الحكومة الحالية “أمر ضار”.
وشدد الصدر بالقول “انا لا اتبع الشهوات أو أريد الأصوات في الانتخابات وإنما أطبق ما يمليه علي ربي وضميريه وحب الآخرين لتخليصهم من الافكار الجهنمية التي باتت تتعشق بعقول وقلوب الكثيرين مع شديد الاسف”.
واكد الصدر ان “رجال القانون والدولة (في إشارة منه إلى ائتلاف دولة القانون ورئيسه نوري المالكي) لا يحتاجون الان للأصوات السنية كما عبروا بها في المرحلة السابقة من الانتخابات بل يريدون جمع الاصوات الطائفية ليكونوا منارا للطائفيين”، محذرا “من هذا التوجه”.
ودعا طلاب الحوزة الدينية في النجف الى “عدم الانجراف خلف آراء السياسيين وبعض المجتمعات التي تنجرف مع الطائفية فانتم القادة والسادة وليسوا هم”، وطالبهم بـ”تثقيف الناس لوحدة إسلامية بدون شيعة او سنة ولكن تحت راية الرسول الاكرم (ص)”، وحذرهم من “الانخراط بمنصب حكومية او الخضوع لها وحثهم على ان “يكونو امة وسطا يدعون الى الخير”.
وفي شأن آخر، قدم الصدر شكره ايضا الى قادة التظاهرات في الانبار، وذكر “هنا أشكر بعض ممثلي المنصة في المظاهرات الغربية حينما رفعوا صوتهم عاليا ان مظاهراتنا سلمية ولن تمتد ايدينا على اي عراقي”، متابعا “وذلك على الرغم من ان بعض السذج من المتظاهرين يصرخون حربية فتبا لتلك الاصوات الشاذة التي طردت من المظاهرات”.
وعبر الصدر عن أمله بأن “تكون جميع الاديان تحت ظل الاعتدال والانصاف وعدم التشدد”، متمنيا ان “يكون بابا الجديد للفاتيكان بابا مفتوحا امام التعاون الاسلامي المسيحي لعالم لا تشدد فيه ولا احتلال ولا صهيونية متشددة ولا ارهابية ولا ميليشيات”.