الصدريون يستعدون للانتخابات باصلاحات توصلهم لرئاسة الحكومة

الصدريون يستعدون للانتخابات باصلاحات توصلهم لرئاسة الحكومة

بغداد/نينا/ .. يدخل التيار الصدري المعترك الانتخابي البرلماني المقبل يحذوه الامل في الوصول الى ‏اعلى سلطة في البلد وهي رئاسة الوزراء التي كان هو بيضة القبان لها خلال الدورتين السابقتين.

فالتيار الصدري الذي لايختلف اثنان على شعبيته يخوض الانتخابات وهو ينتشي بالنتائج التي حققها ‏في انتخابات مجالس المحافظات وحصوله على منصب المحافظ في اكبر المعاقل الانتخابية وهي ‏العاصمة بغداد بالاضافة الى حفاظه على منصب المحافظ في ميسان وحصوله على رئاسة مجلس ‏ديالى ومجلس واسط ومنصب نائب المحافظ الاول في محافظات اخرى.
ويراهن التيار الصدري بدخوله هذه الانتخابات على نجاح تجربته في محافظة ميسان وفي بعض ‏المناصب التي تسلمها بالاضافة الى انخفاض شعبية احد منافسيه وهو ائتلاف دولة القانون الا ان ما ‏يقلق التيار الصدري هو قرار زعيمهم السيد مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي والاجتماعي اذ ان ‏التيار الصدري يعتمد كليا في ادامة زخمه الجماهيري على اسم الصدر.
فالصدر خرج مؤخرا وكان غير راض على بعض انصاره اذ خاطبهم بعتب وبلوم شديد معتبرا ان ‏سمعة ال الصدر على المحك بسبب تصرفات بعض اتباعه الا ان المراقب للشأن العراقي يرى ان ‏التيار الصدري لا يتـاثر بالانشقاقات وعمليات التغيير التي تطال بعض المراكز القيادية فيه اذ ان احد ‏الفصائل خرجت منه وهم عصائب اهل الحق الا انه حقق اصوات في مجالس المحافظات تفوق ‏الاصوات التي حققها في الانتخابات المحلية والبرلمانية السابقة فالصدريون حققوا في مجالس ‏المحافظات والانتخابات البرلمانية السابقة مايقارب 700 الف صوت الا انهم في الانتخابات الاخيرة ‏حققوا مايقارب من 850 الف صوت بزيادة تصل الى 20 بالمائة وهو ما يحسب للصدريين.
وبحسب ما يتردد في اوساط التيار الصدري فان تغيرات عديدة قد تطال المرشحين للتيار وفي قياداته ‏اذ يقول النائب عن كتلة الاحرار محمد رضا الخفاجي ان المرحلة المقبلة ستشهد أمورا تبهر العالم ‏على صعيد ما سيعمله التيار الصدري كتيار شبابي عريض، إذ إن هناك تغييرات جذرية تطال ‏مؤسسات وقيادات داخل التيار وسوف يتم الزج بدماء جديدة من أجل النهوض بالتيار وتعزيز مكانته ‏الجماهيرية والسياسية، بينما تتولى القيادات القديمة مهمة الاستشارات بما تمتلكه من خبرات وهو ‏فحوى البيان الذي أصدره الصدر ودعا فيه إلى كتابة نظام داخلي للتيار الصدري، وهو ما يعني والكلام ‏للخفاجي أن التغيير سوف يكون جذريا تماما ولن تفلح الأصوات التي انشقت عن التيار ممن أغراهم ‏المالكي بالانشقاق عنا في النيل من قوة الصدريين ووحدتهم والأهم أن المستقبل لنا”.
ويبدو ان الهدف المقبل للتيار هو ازاحة المالكي عن رئاسة الوزراء اذ ان التيار يخوض حاليا حرب ‏اعلامية شرسة جدا مع فريق المالكي فصقور التيار الصدري لا يدعون مناسبة والا بينوا اخفاقات ‏الحكومة وتحميل المالكي وائتلافه المسؤولية وهم يتصدون في مناظرات تلفزيونية لصقور دولة ‏القانون.
ويراهن التيار الصدري في ازاحة المالكي على حليفه المجلس الاعلى الاسلامي الذي ارتفعت شعبيته ‏بشكل كبير وعاد من اقوى المنافسين في الساحة الشيعية بفضل القيادة المتميزة للزعيم الشاب عمار ‏الحكيم الذي اعاد للمجلس الاعلى زهوه.
التيار الصدري والمجلس الاعلى قد يسحبان البساط من المنافس العنيد المالكي بفضل علاقاتهم ‏المتميزة بالكتل السياسية وتحالفهما الاستراتيجي كما عبر عنه السيد مقتدى الصدر وهذا ما حصل ‏خلال انتخابات مجالس المحافظات.
ويقول جواد الحسناوي احد نواب كتلة الاحرار إن “التيار الصدري يملك علاقات جيدة مع جميع ‏الاطراف السياسية ولا يمكنه تكرار سيناريو الانتخابات الاخيرة والخضوع للضغوطات من اجل ‏ترشيح نوري المالكي مجددا”. وعن الاطراف التي سيتحالف معها الصدريون، قال الحسناوي “نحن ‏على استعداد للتحالف مع كل الجهات الوطنية التي لا تؤيد ترشيح المالكي مجددا”.
ويبدو ان التيار الصدري سيعتمد على بعض الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة والتي لديها خبرة في ‏قيادة مفاصل الدولة وهي قصي السهيل النائب الاول لرئيس مجلس النواب والذي يحظى بقبول كبير ‏من قبل الاوساط السياسية وبدا هذا واضحا عندما اعلن استقالته التي قوبلت برفض كبير من جميع ‏الكتل ، وضياء الاسدي الامين العام لكتلة الاحرار والذي شغل منصب وزير في الدولة في الحكومة ‏الحالية وبهاء الاعرجي ونصار الربيعي ومحمد الدراجي وزير الاعمار والاسكان ووزير البلديات ‏عادل مهودر بالاضافة الى رئيس الهيئة السياسية كرار الخفاجي فيما قد يطرح احد الاسماء المفاجئة ‏لتولي هذا المنصب كما قد يطرح اسم جعفر الصدر ابن السيد محمد باقر الصدر الذي تربطه صلة ‏قرابة مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر اذ ان جعفر كان احد الاسماء التي طرحت سابقا ‏وكان اول نائب يستقيل من البرلمان .
ويخشى حلفاء التيار الصدري من تكرار سيناريو الانتخابات السابقة اذ ان التيار الصدري كان طوق ‏النجاة في تبوء رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية وكان من اشد المعارضين لتولي المالكي ‏رئاسة الحكومة الا ان تغيرا دراماتيكيا حصل في اللحظات الاخيرة جعلت المالكي على كرسي رئاسة ‏الحكومة لولاية ثانية.
ويرى محللون سياسيون ان التيار الصدري اصبح اكثر نضجا خلال هذه المرحلة وبامكانه مسك زمام ‏امور السلطة خلال المرحلة المقبلة وبالاخص وان لديه اسماء مقبولة جدا في الاوساط السياسية لشغل ‏منصب رئيس الوزراء وبالاخص قصي السهيل وضياء الاسدي.‏‎ ‎

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة