قال زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم انه يتمنى بقاء مصر المعروفة باعتدالها ووسيطها سنية ولا تتحول وهابية او داعشية ودعاها الى اغلاق سفارة اسرائيل على اراضيها بدلا من اغلاق المساجد.
وردا على هجوم واسع تعرض له من قبل علماء دين مصريين لانتقاده اغلاق السلطات المصرية لمقام الامام الحسين في القاهرة في يوم عاشوراء الذي صادف امس السبت قال الصدر في بيان الاحد اطلعت على نصه “أيلاف” إن “مصر الفاطمية هي سنية ولله الحمد الا إنني تمنياتي ان تبقى سنية ولا تتحول الى وهابية داعشية فمصر مصر الاعتدال والتسنن المنصف”. واشار الى ان الأمر يستدعي أن يكون السنة أبا لجميع طوائف مصر المسيحية والشيعية “وان كان الشيعة ثلاثا حسب مدعاكم” في اشارة الى تقارير مصرية عن وجود ثلاثة اشخاص شيعة فقط في مصر.
ورفض الصدر هذا الكلام ووصفه بالاستهزائي مؤكدا انه لا ينبغي صدور مثل هذا الكلام “ضد أبناء مصر الحبيبة فليس الشيعة ثلاثا ولا المسيح ثلاثة وعلى الرغم من ان الأغلبية سنية فالاستصغار لا يصدر من الأغلبية لأخوتهم الأقلية”. وشدد على وقوفه مع “الشعوب المظلومة أيا كانت وأخذت عهدا على نفسي ان لا أتدخل في شؤون الدول الا ان نصرة المظلوم واجب علينا وما غلق (المقام) الا ظلم محض ومنع لشعائر لائقة وعقلانية”.
ووجه الصدر كلامه الى السلطات المصرية قائلا “اذا كانت الشيعة في مصر ثلاثا فلم أغلقتم المسجد أمام الثلاثة فهل يستدعي كل هذه الإجراءات الأمنية او تشكيل لجان شعبية تحت غطاء حكومي لمنع الشعائر ام ان الثلاثة يعدلون الآلاف”. وقال ان “التشييع العلوي المحمدي العربي يجب ان يعلو صوته وان لا يكون كالدواعش الذين اخذوا على عاتقهم قتل أتباع الأئمة من ولد فاطمة (عليها السلام)”.
وحذر الصدر من اجراءات السلطات المصرية هذه “ستكون باعثا للتشتت ونحن بوقت أحوج ما فيه لصوت الوحدة والاعتدال وهذا ما ندعو له وتدعوا له كل الجهات الدينية بما فيها الأزهر الشريف”.. داعيا الى اغلاق “السفارة الإسرائيلية (في القاهرة) بدلا من غلق المساجد أمام العباد وانا لله وانا اليه راجعون”.
وكان الصدر قال الجمعة الماضي إن قرار وزارة الاوقاف المصرية بغلق ضريح الامام الحسينفي القاهرة يعد بمثابة بداية النهاية للنظام المصري كما حصل لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين و بداية لإعادة الإرهاب إلى مصر. ووصف قرار غلق الضريح بأنه يشبه غلق بيت المقدس أمام المسلمين وقال ان غلق مقام الحسين ديكتاتوري .
الاوقاف المصرية توضح ورجال دين مصريون يهاجمون الصدر
لكن وزراة الأوقاف المصرية عزت قرارها بإغلاق ضريح مسجد الحسين لمنع الاحتفال بذكرى عاشوراء، في خطوة لمنع المحاولات الإيرانية لتأجيج الصراع الطائفي في مصر.
وقد اثار تصريح الصدر حفيظة رجال دين مصريين فشنوا ضده هجوماً حاداً معتبرين تصريحاته بشأن غلق ضريح الحسين في يوم عاشوراء تدخلاً في شؤون الدولة المصرية.
وقال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم أحد أشهر المساجد في مصر على حسابع بشبكة التواصل الاجتماعي تعليقاً على تصريحات الصدر ان تعقيب مقتدى الصدر على قرارات الأوقاف بغلق ضريح الإمام الحسين مرفوض وتهديداته لمصر لا مكان لها سوى مقالب القمامة وأحذره من أن يسرح بخياله فيما هو أكبر من حقيقته.. مصر وحدها هي من تقرر ومن تحافظ على ما يليق بها وبهويتها السنية الوسطية”.
كما انتقد الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، تصريح الصدر موضحا أن هذا القرار شأن داخلي يهدف لعدم استغلال المقام بشكل خاطئ مؤكدا إعادة فتح الضريح . وشدد على رفض الأزهر ووزارة الأوقاف لأي مد شيعي في مصر أو استغلال المساجد لأي توجهات دينية أو مذهبية حفاظا على قدسيتها وكذلك الأضرحة بداخل تلك المساجد.
ومن جهته اعتبر أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر تصريحات مقتدى الصدر تدخلا سافرا فى شؤون الدول .. وقال ان لمصر الحق في وضع الإجراءات التي تراها ضرورة لحماية أمنها.
معروف ان الشيعة في مصر يشكلون اقلية صغيرة من الشعب وكانوا قد تعرضوا في السنوات الماضية الى هجمات من قبل سلفيين متشددين وتم قتل زعيمهم حسن شحاتة في حزيران (يونيو) عام 2013 اضافة الى اربعة أشخاص بعد أن هاجمت مجموعة وصفت بأنها سلفية منزله بإحدى قرى محافظة الجيزة جنوب القاهرة كان يقام فيه احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد الامام المهدي وهو الامام الثاني عشر الغائب للشيعة.