خاص : ترجمة – آية حسين علي :
أشار تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى أن عام 2019 شهد، للمرة الأولى، استهدافًا للصحافيين في مناطق من العالم لا تشهد حروبًا بحدة أكبر؛ مقارنة بمناطق أخرى تعيش حروبًا منذ سنوات، وكشف التقرير أنه خلال العام الذي أوشك على الإنتهاء سجلت 49 حالة اغتيال لصحافيين على مستوى العالم، بينما لم يظهر “العراق” في المراتب الأولى، رغم الاحتجاجات التي راح ضحيتها الآلاف.
وكشف التقرير أن من بين الصحافيين الذين تمت تصفيتهم؛ قُتل 10 منهم في “المكسيك”، التي لا تمر بحرب فعلية، و10 آخرين في “سوريا”، البلد العربي الذي يشهد حربًا أهلية منذ عام 2011.
وصرح مدير القسم الإسباني في المنظمة، “ألفونسو أرمادا”، بأن: “المكسيك بلد تُحاط فيه المعلومة بخطر الموت، ولا توجد عواقب لقتل الصحافي”، وأضاف أن المراسلين حول العالم هم “أبطال هذا العصر؛ إذ يقومون بكشف الحقيقة الأقرب إليهم، لكنهم الفئة الأكثر استهدافًا”.
وأوضح التقرير أن “أميركا اللاتينية”، التي سجلت بها 14 حالة استهداف الصحافيين خلال العام الجاري، لا تزال واحدة من المناطق الأكثر خطورة على العاملين في مجال الإعلام، وأشار إلى أن 10 حالات قتل لمراسلين أيضًا حدثت في القارة، خلال العام، لكنها لا تزال قيد المراجعة؛ لذا لم تُضاف إلى التقرير، ومن الأرقام المثيرة للدهشة أن 90% من الجرائم نُفذت لإسكات أولائك الذين انتقدوا السلطة التي تتمتع بالحصانة.
الحصيلة الأدنى منذ 16 عامًا..
يُعد العدد الإجمالي للصحافيين الذين تمت تصفيتهم، خلال العام الجاري، منخفض مقارنة ببيانات العقود الأخيرة، وتُعتبر حصيلة هذا العام هي الأدنى منذ 16 عامًا، أي منذ عام 2003، كما يُعتبر تراجعًا بنسبة 44% عن العام الماضي، لكن التقرير أشار أيضًا إلى أن السبب في ذلك من الممكن إرجاعه إلى قلة عدد المراسلين وتراجع الاهتمام بالصراعات الدولية، ومع ذلك قتل جميع الصحافيين المسجلة حالاتهم في بلدانهم، أي بينما كانوا يؤدون عملهم كمراسلين محليين.
وفي “سوريا”، شهد الصحافيون سنوات سوداء، ما بين عام 2012 و2013، إذ سجلت 64 و69 حالة، على الترتيب فيهما، وأرجعت المنظمة السبب في تراجع الأعداد إلى أنه بالتزامن مع فقدان تنظيم (داعش) الجهادي مساحات شاسعة من الأرض حتى أٌطيح به، استطاع الصحافيون رواية نهاية الخلافة دون تعريض حياتهم للخطر في أغلب الأحيان.
يأتي “اليمن” و”أفغانستان”، بعد “سوريا”، في القائمة، لكن الخطر الحقيقي في “اليمن” هو أن كثير من الصحافيين فضلوا التخلي عن مهنتهم ومحاولة كسب الرزق من أعمال أخرى، بينما في “أفغانستان”، التي تراجع فيها عدد المراسلين إلى النصف، منذ عام 2014، فٌقد الاهتمام بالإعلام ونشر المعلومة بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية منها.
الشرق الأوسط رائد الاختطاف..
خلال العام الجاري؛ سجلت 57 حالة اختطاف لصحافيين، وكان الشرق الأوسط رائدًا في قائمة الدول التي سجلت بها أكبر أعداد اختطاف صحافيين، وتضم 4 دول، منها 3 دول عربية؛ إذ جاءت “سوريا” في المقدمة؛ إذ أُبلغ بها عن اختطاف 30 صحافيًا، يليها “اليمن” بواقع 15 حالة، ثم “العراق” بواقع 11 حالة، إلى جانب “أوكرانيا” التي لم يسجل بها سوى حالة اختطاف واحدة.
389 صحافي محتجز..
رغم تراجع أعداد الصحافيين الذين تم اغتيالهم، إلا أن أعداد المسجونين تزايدت بشكل ملحوظ، إذ سجلت 389 حالة بارتفاع قدرته 12% عن العام الماضي، ولا يتضمن هذا الرقم الصحافيين الذين أحتجزوا لأيام أو لأسابيع، رغم أن المنظمة اعتبرت أن هذا الإجراء يشهد ارتفاعًا كبيرة.
وتأتي “الصين” في مقدمة الدول التي تحتجز ثلث عدد الصحافيين الذين ذكرتهم المنظمة؛ إذ يوجد بها 120 صحافي محتجز، أي ضعف الرقم المسجل في العام الماضي، وأشار التقرير إلى أن نصف المحتجزين تقريبًا مراسلين غير مهنيين، وأغلبهم ينتمون إلى أقلية “الإيغور” المسلمة.
وجاءت “الصين” في الترتيب 177، بين 180، ضمن التصنيف العالمي لحرية الصحافة، وتطبق رقابة صارمة على الإنترنت، وأشارت المنظمة إلى أن “بكين” تحاول إنشاء نظام عالمي جديد لوسائل الإعلام يستهدف السيطرة على الإعلام حتى خارج حدودها.