21 مارس، 2024 9:58 ص
Search
Close this search box.

الصحافة الفرنسية تكشف .. الفساد والإهمال مجرمي كارثة غرق عبارة نهر “دجلة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – ابتهال علي :

أثارت حادثة غرق العبارة السياحية وسط نهر “دجلة”، بمدينة “الموصل” شمال “العراق”، اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، التي تبارت فيما بينها في نشر آخر تطورات الحادث والإرتفاع المستمر في عدد ضحاياه؛ والغضب العارم بين أبناء “الموصل” ضد منظومتْي الفساد والإهمال اللذين يخيمان، منذ سنوات، على الحياة في ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة، “بغداد”.

مدينة لم تتعافى بعد من دمار “داعش”..

إذ ذكرت صحيفة (لوموند)؛ أن الحادث المفجع وقع في ذروة احتفالات الأهالي بعيد “النوروز” – رأس السنة الكُردية – وعيد الأم؛ وبداية فصل الربيع، وهي احتفالات غابت عن أعين أهالي “الموصل”، منذ وقوعها في قبضة “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش)، منذ عام 2014.

ووصفت الصحيفة الفرنسية المأساة، بالحادث الأكثر دموية الذي يشهده “العراق” منذ بضع سنوات، مشيرًة إلى أن “الموصل” مدينة لم تتعافى بعد من آثار سنوات الحرب مع “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش)، الإرهابي.

وتعيش “الموصل”، التي استعادتها القوات العراقية في معارك خلفت دمارًا كبيرًا في المدينة، خلال شهر تموز/يوليو 2017، من سيطرة تنظيم (داعش)، وسط حزن عميق جراء الكارثة، حيث غرق مئة شخص، إثر انقلاب عبارة سياحية، كانت في طريقها لجزيرة “أم الربيعين” السياحية، وسط نهر “دجلة” في منطقة الغابات، بـ”الموصل”.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه رغم الحروب المتكررة التي عانى من ويلاتها “العراق”، وآخرها الحرب ضد تنظيم (داعش)، التي أودت بحياة مئات الآلاف من العراقيين خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذ الحادث يُعد من الكوارث النادرة؛ حيث كان آخر واقعة غرق سفن في “بغداد”، منذ ست سنوات عندما تعرض قارب للغرق في مياه نهر “دجلة”، أيضًا مما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص.

حمولة زائدة وفتح بوابات سد “الموصل”..

وأعربت صحيفة (لاكروا) عن أسفها لما كابده أهالي مدينة “الموصل”، طوال ثلاث سنوات منذ إستيلاء تنظيم (داعش) على المدينة، في شهر حزيران/يونيو 2014، حتى تم تحريرها، في عام 2017، وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الموصليين لم يتنفسوا الصعداء بعد؛ ولم يتمكنوا من العودة لسابق عهدهم في الخروج في نزهات على ضفاف نهر “دجلة”، في احتفالات عيد “النوروز” وبداية فصل الربيع، إلى أن عاجلتهم كارثة غرق السفينة.

وفي البحث عن أسباب الحادث، نقلت (لاكروا)؛ عن مسؤول أمني في المدينة، أن حمولة السفينة الزائدة وارتفاع منسوب المياه لنهر “دجلة” تضافرا معًا في وقوع الكارثة، إذ أن حمولة العبارة يجب ألا تتجاوز 100 شخص، بينما كان على متنها ضعف العدد.

وأوضحت أن السلطات العراقية اضطرت إلى فتح الحواجز المبنية على النهر لتخفيف الضغط على “سد الموصل” الناجم عن ارتفاع منسوب المياه بعد هطول أمطار غزيرة الأيام الأخيرة.

احتفالات “النوروز” تتحول لموكب عزاء..

وتحت عنوان: (غرق باخرة في نهر “دجلة” يحول يوم النوروز لموكب عزاء)، أشار موقع (فرانس 24)؛ إلى أن غالبية ضحايا غرق العبارة السياحية من النساء والأطفال ولا يجيدون السباحة، واستشهد الموقع بالأرقام التي أعلنتها “وزارة الداخلية العراقية”، أن أكثر من 94 شخصًا لقوا حتفهم من بينهم 61 امرأة و19 طفلًا.

وأبرزت مجلة (لوفيغارو) إتهام أهالي “الموصل”، إدارة الجزيرة السياحية، بالمسؤولية عن غرق العبارة بسبب تجاهل تحذيرات “وزارة الموارد المائية”، للمواطنين، إثر فتح بوابات “سد الموصل”، في شمال المدينة، لتخفيف ضغط المياه التي ارتفع منسوبها جراء هطول الأمطار مؤخرًا.

ويكشف الحادث أن الشركة المالكة للعبارة لم تلتزم بشروط الأمان والإنقاذ والإسعافات الأولية؛ ولم تلتزم بحمولتها الفعلية، كما يسلط الضوء على معاناة أهالي “الموصل” من تدهور البنية التحتية في المدينة، التي يمكن أن تجعلهم يتمتعون بالنزهات البحرية عبر “نهر دجلة”، علاوة على تدهور حالة المستشفى العام بالمدينة، خلال سيطرة تنظيم (داعش) على “الموصل”.

كما شاب التقصير كفاءة الشرطة النهرية في إنقاذ الغرقى؛ بسبب سرعة تيار المياه وإفتقارها للتقنيات الملائمة.

ووصفت صحيفة (لانوفال أوبزرفاتيور)، مشهد تحول مظاهر الفرحة بأعياد الربيع ويوم “النوروز” إلى مشاهد مأساوية، وبدلًا من وصول العبارة إلى منطقة الغابات على نهر “دجلة”، التي أنشئت عام 1954، لتصبح المتنفس الوحيد لأهالي “الموصل”، لقي المحتفلون حتفهم غرقًا في أعماق النهر.

وعيد “نوروز”، أو رأس السنة الكُردية لدى الأكراد ورأس السنة الفارسية لدى الإيرانيين ،هو يوم إجازة رسمية في “العراق”، الذي يصادف في يوم الإعتدال الربيعي، أي 21 آذار/مارس؛ بحسب التقويم الميلادي.

وتقدر “منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم”، (اليونسكو)، اأن نحو 300 مليون شخص في العالم يحتفلون بيوم “النوروز”، غالبيتهم في “إيران” و”العراق” ودول آسيا الوسطى؛ ولذ أدرجته منذ عشر سنوات في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

مظاهرات غاضبة ضد الفساد والإهمال..

ولفتت مجلة (باري ماتش) إلى أن هذه الفاجعة تضاعف من حالة الغضب التي تسري بالفعل بين العراقيين، حيث يشهد “العراق”، في السنوات الأخيرة، مظاهرات واحتجاجات منتظمة احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية ونقص الخدمات، لا سيما في “الموصل”، إذ يحتج أهالي المدينة منذ عدة شهور في مظاهرات مناهضة للحكومة المركزية في “بغداد”، بسبب الفساد ونقص الخدمات.

وتربط التغطية الصحافية في وسائل الإعلام والمواقع الفرنسية لمأساة “الموصل”، بين الحادث والأمراض المزمنة التي تعاني منها البلاد، وأهمها الفساد والإهمال، ويوضح موقع (أورانغ) الإخباري؛ أن “العراق” يحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة البلدان الأكثر فسادًا في العالم، وبلغت خسائر البلاد نتيجة لتفشي الفساد بها، 194 مليار يورو، خلال الأعوام الخمس عشر الأخيرة، وهو ما يمثل ضعف ميزانية الدولة.

بلا شك؛ تدق كارثة “الموصل” ناقوس الإنذار من خطر الفساد وحالة الإهمال التي يعاني منها المواطنون في عالمنا العربي، فهل من مجيب ؟!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب