كتبت – آية حسين علي :
أعلنت مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الإثنين 17 نيسان/ابريل 2017، بدء الإضراب عن الطعام احتجاجاً على الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية، في الذكرى الخمسين للاحتلال.
ودعا إلى الإضراب القيادي بحركة فتح، “مروان البرغوثي”، الذي قاد الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 – 2005) ويقبع في السجون الإسرائيلية لقضاء خمسة أحكام بالسجن المؤبد بتهمة القتل والشروع به.
تضارب البيانات حول عدد المضربين..
وأفادت مصادر رسمية فلسطينية بأن عدد المضربين قد يصل إلى 1500 أسير، بينما ذكرت مصلحة السجون الإسرائيلية أن العدد لا يتعدى الـ1100 سجين في 8 سجون. هدف الإضراب: إنهاء الانتهاكات..
يؤكد البرغوثي (57 عاماً) من داخل مكان اعتقاله في سجن “حيدريم” في وسط إسرائيل، عبر مقال نشر بصحيفة “ذي نيويورك تايمز” الأميركية، أن هدف الإضراب هو “إنهاء الانتهاكات التي يتعرض لها المحبوسون في السجون”.
موضحاً أن “إسرائيل أسست لمبدأ الفصل العنصري القضائي الذي يضمن حصانة الإسرائليين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين في حين يجرم المقاومة الفلسطينية”.
واحتل “البرغوثي” المركز الأول في الإحصاءات الفلسطينية حول من سيأتي بعد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (82 عاماً) في الحكم.
وتابع البرغوثي: “يتعرض السجناء إلى التعذيب والمعاملة غير الآدمية في ظل غياب الرعاية الصحية، وكثيرون انتهت حياتهم داخل السجون”.
6 آلاف و500 أسير فلسطيني..
يقبع داخل السجون في إسرائيل ومراكز الاعتقال بالضفة الغربية، الأرض المحتلة عسكرياً منذ 1967، حوالي 6 آلاف و500 فلسطيني منهم 300 قاصر، و62 سيدة و13 نائباً بالمجلس التشريعي.
وبين السجناء يوجد 23 مريضاً في حالات سيئة، وفقاً لما أعلنته مؤسسات دعم الأسرى.
وطالب الرئيس “عباس”، في بيان له، المجتمع الدولي بالتحرك “لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
وتم اعتقال 500 شخصاً إدارياً دون توجيه أية تهم رسمية لهم، ويمكن تجديد مدة حبسهم إلى أجل غير مسمى.
وزاد عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية بشكل ملحوظ منذ تشرين أول/أكتوبر 2015، مع بدء ظهور موجة من العنف تسببت في اعتقال 10 آلاف فيما سمي بـ”انتفاضة السكاكين” أو “الذئاب المنفردة”.
ويعد “البرغوثي” هو أكثر السياسيين المفضلين لدى الشعب الفلسطيني، ويعتبرونه مثل “نيسلون مانديلا” في الدفاع عن الفلسطينيين، ويدعمهم باعتبار أنه سيكون القائد المستقبلي لدولة مستقلة.
بينما تراه إسرائيل، مديراً للتنظيم المسلح لفتح، وتم الحكم عليه بأكثر من 40 عاماً من السجن.
إجراءات تأديبية للمضربين..
من جانبها، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية في اتخاذ إجراءات تأديبية للسجناء الذي أعلنوا مشاركتهم في الإضراب.
وأصدرت بياناً أكدت خلاله: “سوف يكون عقاب المضريبين عن الطعام عسيراً لمشاركتهم في أنشطة غير قانونية”. وأمر وزير الأمن العام الإسرائيلي، “جلعاد إردان”، قوات مكافة الشغب بأن تبقى في حالة تأهب أمام مقرات السجون.
ومن جانب آخر، طالب المسؤول عن الشرطة، الجيش بعمل مستشفى ميداني قريب من سجن “كتسيعوت” بصحراء النقب، لإسعاف المضربين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية.
وتحاول سلطات الاحتلال تجنب دخول الأسرى أي من المراكز الصحية العامة، لأن الأطباء في هذه المراكز يرفضون تطبيق التشريع الذي يجبر المضربين الذين تتعرض حياتهم للخطر على تناول الأغذية.
إضراب غير منطقي له دوافع سياسية..
يعتقد وزير الأمن العام الإسرائيلي أن الإضراب جاء بدوافع سياسية وأن “البرغوثي” يريد أن يظهر بطولته أمام الشعب.
ومن جانبه، حذر المحلل الأمني بجريدة “هارتيز آموس” الإسرائيلية، من تصاعد وتيرة العنف مثلما حدث في حرب غزة عام 2014، التي بدأت أيضاً بإضراب عن الطعام.
وأوضح جلعاد أن “الإضراب الذي يقوده البرغوثي يهدف إلى رصد دعوات غير منطقية على الأوضاع في السجون”.
وتتضمن قائمة المطالبات، وقف الاعتقالات الإدارية والحبس الانفرادي، وعمل كابينة تليفون وتوفير تلفاز يبث بالعربية بالإضافة إلى زيادة عدد الزيارات العائلية للمحبوسين.
معاناة أهالي الأسرى..
ذكرت “منظمة العفو الدولية” إسرائيل، بأن نقل السجون إلى خارج الأراضي المحتلة يعد انتهاكاً لاتفاقية “جينيف 4” بشأن قوانين الحرب.
وتتسبب التعقيدات التي يعاني منها الأهالي للانتقال من غزة أو الضفة إلى إسرائيل في منع التواصل العائلي مع الأسرى.
إحياء يوم الأسير..
احتشد آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة بمناسبة يوم الأسير، لإحياء ذكرى 850 ألف فلسطيني تم احتجازهم في سجون إسرائيلية خلال نصف قرن من الاحتلال، وتبلغ نسبتهم 40% من الرجال البالغين، أي خمس السكان في فلسطين.