خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
الأربعاء الماضي؛ زار “فؤاد حسين”، وزير الخارجية العراقي، العاصمة، “طهران”، والتقى عدد من المسؤولين الإيرانيين لمناقشة أحدث التطورات الثنائية والموضوعات الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من إنتهاء زيارة، “جينين بلاسخارت”، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة في العراق، إلى “إيران”.
يُذكر أن وزير الخارجية العراقي كان قد زار “طهران”، في أيلول/سبتمبر الماضي، ونقل رسالة “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء العراقي، الشفوية إلى الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بخصوص التطورات في المنطقة. بحسب صحيفة (قدس) الإيرانية.
الانتقام لـ”سليماني” أهم مطالب طهران إلى بغداد..
شدد “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني، خلال لقاء نظيره العراقي؛ على ضرورة إنهاء وجود القوات الأميركية في المنطقة؛ باعتباره أفضل رد على اغتيال الجنرال “قاسم سليماني”، و”أبومهدي المهندس”.
وأثنى “ظريف” على مسار الحكومة العراقية القضائي للتعامل مع هذا الملف، معربًا عن أمله في توقيع العقوبة القضائية على الجناة.
كما التقى وزير الخارجية العراقي، “علي شمخاني”، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والذي شدد بدوره على ضرورة تفعيل قرار “البرلمان العراقي”، بخصوص طرد القوات الأميركية من المنطقة، وأكد كذلك على ضرورة توقيع أقصى العقوبة على العناصر المتورطة في عملية اغتيال “سليماني” و”المهندس”.
ضرورة التناغم مع الأخذ في الاعتبار للأوضاع الجديدة..
تأتي زيارة “فؤاد حسين”؛ بعد يوم من إنتهاء زيارة، “جينين بلاسخارت”، المبعوثة الخاصة للأممية في العراق إلى “طهران”، والتقت المسؤولين الإيرانيين وناقشت معهم، على مدى يومين، عددًا من القضايا الإقليمية في إطار المساعي الرامية إلى دعم الاستقرار العراقي.
وللتعليق على أهداف زيارة وزير الخارجية العراقي إلى “إيران”، يقول “مصيب نعيمي”، المحلل البارز في القضايا الإقليمية: “عمق العلاقات بين البلدين يستدعي النقاش الدائم بخصوص التطورات الداخلية والأحداث العراقية الأخيرة، وكذلك مسألة انتقال السلطة في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “لطالما استمرت مثل هذه المناقشات، طوال العام الماضي، سواءً عبر زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى العراق أو العكس. وكان الهدف من هذه الزيارات توثيق التعاون بين البلدين”.
وعن تأثير التغييرات في “الولايات المتحدة الأميركية”، على العلاقات “الإيرانية-العراقية”، أردف: “يأمل العراقيون أن يتمكن، جو بايدن، بعد الوصول إلى السلطة، من القضاء على حالة التوتر الراهنة في المشهد العراقي، ومن ثم تحييد العراق في مسألة المنافسة بين إيران والولايات المتحدة”.
“فؤاد حسين” لا يسعى للوساطة..
أكد “أمير مسروري”، محلل الشأن الإقليمي، أن تكرار الزيارة، في أقل من 6 أشهر، إنما يعكس عمق العلاقات الإستراتيجية بين “طهران” و”بغداد”، وقال: “شملت زيارة وزير الخارجية العراقي السابقة، إلى طهران، التوقيع على عدد لا بأس به من الاتفاقيات في مجالات التعاون (الدفاعي-العسكري) والاقتصادي. مع هذا يمكن مناقشة أهداف الزيارة الحالية من أبعاد متنوعة”.
وأضاف: “هذه الزيارة، في ظل تصاعد وتيرة تحركات تنظيم (داعش) الإرهابي على الأراضي العراقية، إنما يضاعف من أهمية تبادل وجهات النظر (الإيرانية-العراقية). من جهة أخرى، يتزامن توقيت الزيارة مع تغيير الأوضاع الأميركية. كما أن إيران لن تتخلى مطلقًا عن مسألة الانتقام للجنرال، قاسم سليماني، وعليه تطلب إنهاء وجود المحتل الأميركي في العراق، وتضغط بقوة على المسؤولين العراقيين. كذلك من المحتمل أن العراقيون يعملون، في الوقت الحالي، على تهدية الأجواء المضطربة التي سادت في الماضي”.
وأردف “مسروري”: “سلط بعض المحللين الضوء على ملاحظة مهمة تتعلق بزيارة، فؤاد حسين، الأخيرة إلى طهران، وهي احتمالية وساطة بغداد في الأزمة بين طهران والرياض، لكن في رأيي هذا التحليل تعوزه الدقة، لأن إيران لا ترى حاجة للوساطة فيما يخص هذه المسألة. وربما يحمل وزير الخارجية العراقي رسالة، لكنها لن تكون رسالة وساطة بين طهران والرياض”.