قالت صحيفة “الواشنطن تايمز” إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، بات يلعب دوراً حاسماً في تقويض إرادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتشكيل حكومة أكثر شمولية، الأمر الذي دفع بمسؤولين أمريكيين وعراقيين إلى التحذير من أنه لا يزال يمسك بخيوط اللعبة وراء الكواليس، وأنه يحاول العودة إلى السلطة خلال السنوات المقبلة.
البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية وضعا ثقلهما خلف رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي ينظر إليه على أنه سياسي شيعي معتدل مقارنة بالمالكي، الذي تصفه الدوائر الأمريكية بانه طائفي وغير متعاون.
العبادي وصل إلى السلطة العام الماضي، ضمن صفقة تنحى خلالها المالكي لشخصية أخرى ضمن حزب الدعوة الإسلامي، لكن يبدو أنه لم يحرز تقدماً كبيراً نحو الهدف الذي جاء من أجله، الذي كان يركز على اشراك أكبر للعرب السنة في اتخاذ القرار.
وعلى الرغم من تنحية المالكي إلا أنه بقي جزءا من السلطة بعد تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، كجزء من صفقة تنحيه عن منصب رئاسة الحكومة بسبب ضغوط سنية وأخرى أمريكية.
الإدارة الأمريكية كانت قد اتهمته وقتها بالإسهام في صعود تنظيم “داعش” بسبب سياساته التي نفرت السنة وخلقت أرضاً خصبة للمتطرفين.
وعلى الرغم من ان واشنطن كانت تتمنى أن يتلاشى دور المالكي عقب تنحيه عن منصبه، إلا أن خالد المفرجي السياسي السني الذي يرأس لجنة المحافظات في مجلس النواب العراقي، قال أنه لا يزال يسيطر على الكثير من مفاصل السلطة.
وأضاف ان السنة حريصون على العمل مع السيد العبادي، ولكن نعتقد أن هناك من يسعى لتقييد يده من خلال التحالف الشيعي، الذي يسيطر على الحكومة بشكل كبير. ويؤكد المفرجي في مقابلة مع الصحيفة الأمريكية، إن العبادي لا يمكن له الخروج من الدائرة التي يقررها الائتلاف الشيعي.
ورغم كل ذلك لاتزال الإدارة الأمريكية مصرة على دعمها للعبادي، رغم إن مسؤولين أمريكيين في دوائر رفيعة، من بينها أجهزة الإستخبارات يرددون في الدوائر المغلقة مخاوف المفرجي، معربين عن إحباطهم من المالكي ودوره الذي يصفونه بالتخريبي.
ونقلت الواشنطن تايمز عن مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن المالكي وليس العبادي هو من يقود الميلشيات الشيعية التي تقود القتال ضد تنظيم “داعش”. وبرزت هذه التشكيلات المسماة الحشد الشعبي خلال فترة رئاسة نوري المالكي، الأمر الذي يؤكد طبيعة علاقته بتلك الميلشيات، بحسب مسؤول أمريكي.
ويضيف: “المالكي لديه علاقات أوسع وأوثق بإيران من العبادي، حيث أمضى سنوات من منفاه في إيران، ويشير المسؤول إلى أنه صاحب إرث في السياسات الطائفية التي يفضلها متطرفو الشيعة، الأمر الذي يمنحه مصداقية أكبر عندهم وليس لدى الشعب العراقي”.