يحتفل الصابئة المندائيون هذه الأيام بأول أعيادهم أو ما يعرف بعيد البرونايا أو الخليقة (الأيام الخمسة البيضاء)، حيث تجري خلاله طقوسهم على ضفاف الأنهار وقرب الماء بوصفه ركنا أساسيا في ديانتهم. ولكن تأتي احتفالات الصابئة بأعيادهم بينما لا يزال هذا المكون الأصيل من الشعب العراقي مهددا على أكثر من صعيد للدرجة التي دفعت معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي للتحذير من أن مجتمع الصابئة المندائيين في العراق مهدد بالانقراض.
وأشار تقرير أخير صادر عن المعهد إلى أن هذا التهديد بالانقراض بسبب استمرار ما يتعرض لها مجتمع الصابئة المندائيون من عمليات عنف تشمل جرائم الخطف والسطو والقتل، وهى جرائم مستمرة بالرغم من القضاء بشكل كبير نسبيا على نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن استمرار الشعور بهذه المخاطر دفع الكثير من الصابئة المندائيون للنزوح من بغداد ومناطق في الجنوب العراقي إلى اقليم كوردستان وكركوك هربا من التهديدات الأمنية المستمرة الموجودة في مناطقهم الأصلية.
وفي نفس الوقت ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن مجتمع الصابئة المندائيين يواجه أساليب التمييز والترهيب المصممة للضغط على أفراد المجتمع لمغادرة منازلهم وأن عمليات الاختطاف والسرقة تعتبر من أكثر الجرائم شيوعًا ضدهم، خاصة وأن مناخ الإفلات من العقاب الحالي في العراق يجعل الصابئة المندائيين عرضة للخطر بشكل خاص بسبب
وفي نفس الوقت أشار تقرير صادر عن مجموعة حقوق الأقليات الدولية إلى أن حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها مجتمع الصابئة المندائيون مستمرة منذ عهد صدام حسين الذي أمر بتجفيف الأهوار الجنوبية ، مما اضطر الصابئة المندائيون على التخلي عن أسلوب حياتهم ودفع الكثيرين إلى إيجاد طرق لمغادرة البلاد، واستمرت دوافع الهجرة في مجتمع الصابئة المندائيون خلال فترة الحظر الدولي على العراق في التسعينات، وحتى بعد سقوط صدام وظهور النفوذ الكبير للميلشيات الموالية لإيران ثم تنظيم داعش الإرهابي كل هذا دفع الصابئة المندائيون للتناقص نتيجة الهجرة، ووفقا لتقديرات مجموعة حقوق الأقليات فإن أعدد الصابئة المندائيون في العراق تناقصت من نحو 70000 قبل عام 2003 إلى ما يقرب من 6000 فقط، والأخطر في كل هذا أن هذه المجموعة مبعثرة ومشتتة لدرجة أنها لن تكون قادرة على الحفاظ على ثقافتها وتقاليدها لفترة طويلة.
،
