كشفت وزارة العدل العراقية، اليوم الثلاثاء، عن حدوث 200 حالة وفاة في السجون التابعة لها منذ سنة 2010 الماضي وحتى الآن، مؤكدة أن غالبيتها من جراء حالات مرضية.
وقال وزير العدل حسن الشمري، خلال مشاركته في مؤتمر صحافي عقدته اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مطالب المتظاهرين، في بعقوبة (55كم شمال شرق العاصمة بغداد)، اليوم، إن “بداية العام 2013 الحالي شهدت تحويل ستمئة معتقل إلى سجون بغداد لعدم وجود سجن مركزي في ديالى”، مضيفاً أن “عدد المتبقين في سجون ديالى الآن هو أقل من 100 شخص سيتم نقلهم إلى بغداد خلال المدة المقبلة”.
وأوضح الشمري، أن “عدد النساء الموقوفات من أهالي ديالى في سجون بغداد هو عشر معتقلات أغلبهن بتهم جنائية”، مؤكداً أن “اللجنة الوزارية اتخذت قراراً، اليوم، بنقل 150 معتقل من سجون بغداد إلى ديالى لحسم قضاياهم”.
وكشف وزير العدل، عن “حدوث 200 حالة وفاة في السجون طيلة مدة استيزاري”، مستدركا بالقول ”لكن أغلبها بسبب أمراض مزمنة وليس التعذيب”.
ويشكل موضوع إعادة المعتقلين من أهالي المحافظة إلى سجونها، كغيرها من المناطق، أحد مطالب المتظاهرين الذين يواصلون احتجاجاتهم واعتصاماتهم في المناطق والمحافظات ذات الغالبية السنية، منذ الـ21 من كانون الأول 2012 المنصرم، للمطالبة بتعديل مسار العملية السياسية وإعادة التوازن لمؤسسات الدولة وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء، قبل أن تتصاعد تلك المطالب خصوصاً الجمعة الماضية الأول من شباط 2013 الحالي، إلى إسقاط الحكومة ومحاسبتها.
يذكر أن محافظة ديالى أعلنت، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، عن وصول اللجنة الوزارية الخماسية المعنية بملف الاستجابة لمطالب المتظاهرين، برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، إلى مقر قيادة عمليات دجلة في بعقوبة، للتفاوض مع ممثلي المتظاهرين، مبينة أنها تضم في عضويتها وزيري العدل حسن الشمري وحقوق الإنسان محمد شياع السوداني.
وتأتي تصريحات وزير العدل حسن الشمري، منسجمة مع ما سبق للأجهزة الأمنية أن أعلنته بشأن أسباب الوفيات داخل المعتقلات، لكن الحكومة المحلية سواء في ديالى أم نينوى خصوصاً، فضلاً عن القوى الشعبية وعدد من البرلمانين، يعزون ذلك إلى التعذيب الذي تمارسه الأجهزة الأمنية، لاسيما ان تقارير الطب العدلي غالباً ما تؤكد ذلك.
وكان نواب القائمة العراقية في ديالى، دعوا مراراً خلال المدة الماضية، إلى محاسبة العناصر الأمنية التي تسببت بمقتل عدد من معتقلي المحافظة داخل السجون، معتبرين إلى أن الوقت حان للوقوف على هذه التصرفات ونصر المظلومين في المحافظة.