24 أبريل، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

الشعور بالظلم وازدراء المجتمع والحقد والعنصرية أبرزها .. عوامل “صنع” إرهابي محترف

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إذا دققت النظر في أسماء منفذي العمليات الإرهابية في عدة عواصم أوروبية, مثل باريس وبروكسيل, تجد أن أغلبهم يعودون إلى أصول عربية, وخاصة من دول المغرب العربي.

فلم يكن منفذي الهجوم على مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية, في كانون ثان/يناير عام 2015, سوى الأخوان “شريف وسعيد كواشي” وهما من أصول جزائرية ولدا وتربا في فرنسا، كما كان “صلاح عبد السلام” أحد المدبرين لتفجيرات باريس, التي حدثت في 13 تشرين ثان/نوفمبر من نفس العام، وهو أيضاً من أصل مغربي وولد في بروكسيل ببلجيكا.

ويعد “دريس أوبكير” أحد أبرز المتهمين في قضية عملية الدهس في برشلونة، وهو أيضاً من أصول مغربية.

في الحقيقة أن تنفيذ عملية إرهابية أصبح أمراً سهلاً حتى في دول تشهد تشديدات أمنية، الأمر الذي أثار موجة من الفزع في العالم كله، فلم يعد هناك دولة بمأمن عن الإرهاب، لذا من الضروري البحث عن أسباب تحول عدد كبير من الشباب, خاصة من أبناء المهاجرين, إلى الجماعات المتطرفة وعلى رأسها “داعش”, من المؤكد أن هناك الكثير من الأسباب الاجتماعية والنفسية.

وقامت الكثير من الدراسات للبحث حول هذه الأسباب، خاصة أن دائماً ما يؤكد المقربين من العناصر المتطرفة أنهم كانوا أشخاصاً عاديين ولم تظهر عليهم أية علامات تشير إلى اعتناقهم أفكار عنف وتشدد، ويعربون عن اندهاشهم مما وصلوا إليه.

شعور قوي بالحقد والازدراء للمجتمع..

اتفق الخبراء, الذين قاموا ببحث سير حياة هؤلاء الشباب منذ النشأة وحتى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية, على الإشارة إلى أنهم كان لديهم جميعاً شعوراً قوياً بالحقد والازدراء للمجتمع الذي ولدوا وتربوا فيه، وهي مسألة نفسية بحتة قد لا يكون لها علاقة بالواقع، وليس شرطاً أن يتعرض الإرهابي إلى العنف أو يعاني من الفقر.

جرثومة الإرهاب ليست فطرية..

قال الباحث في شؤون الإرهاب، “خابير خيمينيس”، إن جرثومة الإرهاب ليست فطرية, أي لا يولد المتطرف على التطرف، وإنما يعتنق الأشخاص الأفكار المتشددة بسبب ظروف يتعرضون لها خلال حياتهم، موضحاً أن الشعور بالتمييز السلبي قد ينبع نتيجة موقف أو تعليق ما, وأحياناً قد لا يكون حقيقياً.

وأضاف “خيمينيس” أن بعض الأطفال المسلمين, الذين يتلقون دروساً في المدارس بالدول الغربية, يشعرون بالتمييز ضدهم والتهميش والعنصرية بسبب أمور عدة, منها عدم توافر أطعمة “حلال” في المدارس الحكومية بينما تقوم الإدارات بتعديل الوجبات في فترات الصوم الكبير عند المسيحيين.

وبداية من هذا الضرر المزعوم والشعور بالإهانة ينضم الشخص إلى جماعات يمكنه من خلالها تلبية احتياجاته الاجتماعية، وأغلبهم يتشددون في جماعات وليس بشكل فردي، وأحياناً يتشدد الأب والابن معاً أو تنضم الأسرة بأكملها إلى الجماعة, وهو أمر يزيد من صعوبة ترك هذه الجماعات أو التخلي عن أفكارها ويجعلهم غير قادرين على فهم حقيقة ما تدعو إليه ويتولد لديهم شعوراً بعدم الانتماء إلى أي وطن.

العنف لمواجهة الظلم..

كثير ما ينمو لدى هؤلاء المتشددين إحساس بالغضب تجاه الظلم الذي يتوقعونه, ويرون أن الحل الوحيد لمواجهة هذا الظلم هو التعامل معه بالعنف.

وأحياناً يصلون إلى هذه النتيجة وحدهم، لكن في كثير من الأحوال يقوم قائد روحي أو إمام مقرب بإقناع فريسته بأن ضحايا العمليات التي يقومون بها يستحقون ما يحدث لهم ويعتبر هذا الاعتقاد من عوامل دفع الأشخاص الذين يتم تجنيدهم إلى تنفيذ عمليات للإيقاع بضحايا أبرياء.

وطالما ترسخت هذه الأفكار في عقولهم تكون الجماعة في مأمن, لأنها تضمن حينها أنهم قد فقدوا إحساسهم بالانتماء إلى المجتمع وأصبح ولاءهم لها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب