خاص: كتبت- نشوى الحفني:
نظّم معارضون لسياسة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، مسّيرات في جميع أنحاء “الولايات المتحدة”، وذلك احتجاجًا على قرارات إدارته ومستشاره؛ “إيلون ماسك”، بشأن تقليص حجم الحكومة، وأخرى تمّس الاقتصاد، وحقوق الإنسان، وقضايا أخرى.
وتدفق الآلاف إلى وسط “واشنطن” مع انطلاق الاحتجاجات وسط أجواء غائمة وأمطار خفيفة.
وقال المنظمون إن من المتوقع مشاركة أكثر من (20) ألف شخص في احتجاج بمتنزه (ناشونال مول).
تظاهرات في أوروبا..
وفي “أوروبا”؛ تظاهر المئات في عدة مدن، ضد سياسة “ترمب”، ومستشاره “إيلون ماسك”.
وشهدت مدن ألمانية مختلفة احتجاجات عارمة؛ حيث تجمع المتظاهرون في “برلين”، أمام معرض لسيارات (تسلا)؛ المملوكة لـ”ماسك”، ورفعوا لافتات تدعوا الأميركيين المقيميّن في “ألمانيا” إلى الاحتجاج من أجل إنهاء ما وصفوها بالفوضى في “الولايات المتحدة”.
كما رفع محتجون في “فرانكفورت” شعارات تدعو إلى استقالة “ترمب”.
وفي العاصمة الفرنسية؛ “باريس”، أيضًا، تجمع عشرات الأشخاص، معظمهم أميركيون، في “ساحة الجمهورية”، وألقى محتجون خطابات تُندّد بقرار “ترمب” فرض رسوم جمركية عالمية شاملة، كما رفع المحتجون شعارات تدعو إلى إنقاذ الديمقراطية.
تطبيق الرسوم الجمركية..
وبدأت “الولايات المتحدة”، السبت، تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس “ترمب”، وذلك وسط تقلبات حادة في أسواق المال العالمية.
وتُعدّ الرسوم التي دخلت حيز التنفيذ في هذه المرحلة؛ نسبة عشرة في المئة والتي تسّري على الواردات من جميع الدول تقريبًا.
ومن المَّقرر أن تسّري؛ خلال أيام رسوم بشرائح أعلى على مجموعة من الدول اعتمادًا على العجز في الميزان التجاري بين “الولايات المتحدة” وهذه الدول.
وتسّري الرسوم الأعلى اعتبارًا من الأربعاء المقبل، وتشمل الواردات من “الاتحاد الأوروبي” بنسبة (20) في المئة، ومن “الصين” بنسبة (34) في المئة، لترتفع الرسوم المفروضة على السلع الصينية منذ بداية العام إلى (54) في المئة.
رد صيني انتقامي..
وأدى هذا إلى رد انتقامي واسع النطاق من “الصين”؛ يوم الجمعة، شمل فرض رسوم إضافية بنسبة: (34) بالمئة على جميع السلع الأميركية، وقيودًا على تصدير بعض المعادن النادرة، مما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وهوت أسواق الأسهم العالمية بقوة عقب رد “الصين” الانتقامي وتصريحات “ترمب”، الجمعة، بأنه لن يُغيّر مسّاره، مما أدى إلى استمرار الخسائر الحادة التي أعقبت إعلان “ترمب” الأولي عن الرسوم الجمركية في وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي، ما دفع الأسواق لتكبّد أكبر خسائرها منذ جائحة (كورونا).
وحذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي؛ “جيروم باول”، من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو في “الولايات المتحدة”.
وتوقع خبراء اقتصاديون أن تؤدي الرسوم الجمركية المتبادلة إلى زيادة كبيرة في الأسعار بالنسبة للمستهلك الأميركي، كما ستُلقي بأعباء على المستهلكين في “الاتحاد الأوروبي” ومناطق أخرى.
الصين لأميركا: الأسواق قالت كلمتها..
وقالت “الصين”، السبت، إن: “السوق قالت كلمتها” برفضها رسوم الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، الجمركية، ودعت “واشنطن” إلى: “مشاورات متكافئة” بعد هبوط الأسواق العالمية في رد فعل على الرسوم التجارية.
ونشرت وكالة (شينخوا)؛ التي تُديرها الدولة، أيضًا موقف الحكومة الصينية، التي قالت إن “الولايات المتحدة” يجب أن: “تتوقف عن استخدام الرسوم الجمركية سلاحًا لإعاقة اقتصاد الصين وتجارتها”.
وقال “قوه جيا كون”؛ المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الصينية، في منشور على (فيس بوك)، السبت: “السوق قالت كلمتها”.
ونشر صورة تُظهر انخفاضات الأسواق الأميركية، الجمعة.
وفي بيان منفصل نشرته (شينخوا)؛ حثّت حكومة “بكين”، “واشنطن”، على: “التوقف عن استخدام الرسوم الجمركية سلاحًا لإعاقة اقتصاد الصين وتجارتها، وعدم تقويض حقوق التنمية المشروعة للشعب الصيني”.
وأضافت الحكومة: “اتخذت الصين، وستواصل اتخاذ، إجراءات حازمة لحماية سيّادتها وأمنها ومصالحها التنموية”.
وفي وقتٍ سابق اليوم؛ أصدرت العديد من غرف التجارة الصينية في قطاعات متنوعة، من المعادن والمنسوجات إلى الإلكترونيات، بيانات تُندّد بالرسوم الجمركية.
ودعت غرفة التجارة الصينية، التي تُمثّل تُجار المنتجات الغذائية: “قطاع استيراد وتصدير المنتجات الغذائية والزراعية في الصين إلى الاتحاد وتعزيز التعاون لاستكشاف الأسواق المحلية والأجنبية بشكلٍ مشترك”.
مذبحة لـ”الحزب الجمهوري”..
وفي السيّاق؛ بينما تتجه أنظار الجمهوريين نحو انتخابات التجديد النصفي لعام 2026؛ بأمل الحفاظ على مكاسبهم في “الكونغرس”، انطلقت أصوات تُحذر من: “مذبحة سياسية” تلوح في الأفق، لا بفعل خصومهم الديمقراطيين، بل بسبب سياسات رئيسهم؛ “دونالد ترمب”.
تحذيرات جاءت على لسان السيناتور “تيد كروز”؛ تنبأ خلالها: بـ”مذبحة” محتملة لحزبه في انتخابات التجديد النصفي؛ إذا تسبّبت تعريفات “ترمب” في ركود الاقتصاد الأميركي.
وقد تنبأ السيناتور الجمهوري عن ولاية “تكساس” – أيضًا – بمصير: “مرّوع” لأكبر اقتصاد في العالم إذا اندلعت حرب تجارية شاملة وظلت تعريفات “ترمب”، بالإضافة إلى أي إجراءات انتقامية على السلع الأميركية، سّارية المفعول على المدى الطويل.
تحذيرات “قاسية”..
كانت تصريحات “كروز”؛ التي أدلى بها في بودكاست (Verdict)، يوم الجمعة، من أقسى التحذيرات التي تُصدّرها أحد أعضاء حزب الرئيس منذ بدء تعريفات: “يوم التحرير”، التي أطلقت موجة انهيار في الأسواق العالمية.
بدأ النواب الجمهوريون يشعرون بالقلق إزاء تأثير تعريفات “ترمب” على الاقتصاد وآفاق الحزب في الاحتفاظ بسيّطرته على كل من مجلسي “الكونغرس” في انتخابات التجديد النصفي عام 2026.
هذه المخاوف تفاقمت مع فقدان مؤشر (داو جونز) على مدى يومين نحو (5.4) تريليون دولار من قيمته السوقية خلال (48 ساعة)، ما أثار مخاوف من تراجع ثقة المستثمرين.
مبادرات تشريعية للحد من سلطة “ترمب”..
وسارع عدد من الجمهوريين إلى تقديم مبادرات تشريعية للحد من سلطة الرئيس في فرض الرسوم الجمركية دون موافقة “الكونغرس”، كجزء من مسّعى لاحتواء الأضرار السياسية المحتملة.
أبرز هذه المبادرات؛ كان مشروع قانون قدمه السيناتور “تشاك غراسلي”، بالشراكة مع نائب ديمقراطي، لإعادة السيّطرة البرلمانية على سياسة التعريفات الجمركية.
وينص مشروع القانون المقترح على أن تنتهي صلاحية الرسوم الجديدة خلال (60 يومًا)؛ ما لم يتم اعتمادها من قبل “الكونغرس”، مع وجود آلية لتمكين النواب من إلغاء التعريفات في أي وقت.
وحظي المشروع بدعم قادة جمهوريين بارزين، مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ؛ “ميتش ماكونيل”، في خطوة تعكس مخاوف من فقدان مقاعد ولايات زراعية وصناعية تعتمد على الصادرات، مثل “أيوا وتكساس”، حيث قد تُدفع تكاليف الحرب التجارية على عاتق الناخبين المحليين.
استياء الناخبين..
وظهرت دلائل سابقة على استياء الناخبين؛ هذا الأسبوع، حيث خسر مرشح محافظ مدعوم من “إيلون ماسك” مقعدًا في المحكمة العليا للولاية في “ويسكونسن”؛ لصالح مرشح ليبرالي. كما حقق الجمهوريون نتائج دون مستوى انتخابات عام 2024؛ في انتخابات “مجلس النواب” الخاصة في “فلوريدا”.
وأوضح “كروز” أنه إذا استمرت تعريفات “ترمب” – وأي تعريفات انتقامية – على المدى الطويل ودفعَت “الولايات المتحدة” إلى ركود، خصوصًا ركود شدّيد، فإن عام 2026 سيشهد على الأرجح: “مجزرة دموية سياسيًا. وستواجه مجلس نواب يُمثّل الديمقراطيين، وقد تواجه حتى مجلس شيوخ ديمقراطي”.
ورُغم الأغلبية الجمهوريّة؛ (53-47)، في “مجلس الشيوخ”، أضاف “كروز”: “إذا كنا في خضم ركود ويُعاني الناس بشدة، فإنهم يُعاقبون الحزب الحاكم”.
وأشار “كروز”؛ المولود في “كندا”، إلى أنه لا يؤمن بوجهة نظر الرئيس؛ “ترمب”، بأن التعريفات ستؤدي إلى: “اقتصاد مزدهر”، مؤكدًا أنه قد يكون هناك: “ازدهار اقتصادي هائل” فقط إذا قامت “الولايات المتحدة” وأي دول بتخفيض معدلات الجمارك الانتقامية.
لكن إذا قامت: “كل دولة أخرى على وجه الأرض” بفرض تعريفات انتقامية على “الولايات المتحدة”؛ وظلت “الرسوم المتبادلة” التي يُفرضها “ترمب” سّارية المفعول: فـ”إن ذلك سيتسبب في نتيجة كارثية”، كما حذر السيناتور.
وأكد “كروز” أنه إذا تصاعدت المواجهة بين “الولايات المتحدة” وشركائها التجاريين إلى حربٍ تجارية شاملة: فـ”سوف تدُمر الوظائف هنا في الوطن وتُلحق أضرارًا حقيقية بالاقتصاد الأميركي”، كما ستؤدي إلى: “ارتفاع حاد في معدلات التضخم”.