“الشرق” للدراسات يكشف .. لغز حاجة إيران وتركيا المتزامنة للعرب

“الشرق” للدراسات يكشف .. لغز حاجة إيران وتركيا المتزامنة للعرب

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لا توجد حتى الآن معلومات واضحة عن حجم التقدم في المفاوضات النووية بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، مع هذا فإن مجال توقع السيناريوهات والاحتمالات المختلفة مفتوح، لا سيّما في ظل الحديث عن فكرة تعاون “إيران” مع “الإمارات والسعودية” في تخصيّب (اليورانيوم). بحسّب ما استهل “محمد علي دستمال”؛ باحث ضيف في مجموعة الدراسات المجتمعية والسياسية الخارجية التركية، تحليله المنشور على موقع “مركز الشرق للبحوث العلمية والدراسات الاستراتيجية” الإيراني.

وحتى لو شكّكت الجهات الرسمية والدبلوماسية في البلاد؛ في صحة تقديم هذا المقترح، لكن على أي حال، لا بُدّ من تقيّيم هذه الفكرة التي ربما خطرت ببال العديد من المسؤولين.

يُذكر أن السيد “حسين موسويان”؛ المفاوض الإيراني السابق، و”فرانك فون هيبل”؛ الفيزيائي من جامعة (برينستون)، كانا قد طرحا في العام 2023م فكرة هذا الاتحاد، آنذاك لم تكن هناك أرضية مناسبة لتقيّيم المقترح، لكن حاليًا وبالنظر إلى التغيَّيرات الكبيرة في “فلسطين، ولبنان، وسورية”، عقب 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، يتعيّن علينا النظر إلى هذا الموضوع بمنظور آخر.

والمتوقّع إذًا تتحول فكرة تحالف التخصّيب إلى مشروع واتفاق حقيقي، أن تتبعها موجة من التعاون الاقتصادي والسياسي الواسع. لكن من لا يعلم أن السيّر في مثل هذا الطريق يحمل تحديات وعقبات كبيرة، وهو يتجاوز اتفاقيات مالية إقليمية أخرى مثل (طريق التنمية).

أوضاع صعبة بالنسبة للجمهورية الإيرانية وتركيا..

“إيران” و”تركيا”؛ متنافسان قديمان في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث يختلفان في العديد من النواحي.

على سبيل المثال تتبع “تركيا” سياسة خارجية مختلفة عن “إيران”، وتمتلك إمكانيات وأدوات أكثر فعالية في بعض النواحي، لكن تُعاني اقتصادًا مريضًا، وقد وقعت في أزمة مالية كبيرة كشفت عن حجم الركود التضخمي، والعجز عن تمويل المشاريع الطموحة، وضعف مكانة “إردوغان” وحزبه الحاكم، مما يدَّل على أن “تركيا” أيضًا ليست في حالة جيدة.

وفي ضوء ما تقدم، دعونا نرى ما إذا كانت فكرة مثل ائتلاف “إيران-الإمارات-السعودية” لديها فرصة وقابلية للتحقيق والتطبيق أم لا ؟

وحتى إذا كانت هناك إمكانية للتنفيذ، فهل يمكن العثور على أطراف داعمة متحمسة لهذا الاقتراح الذهبي على أرض الواقع ؟

الحق مع “هيراقليطس”..

هذا الشرق الأوسط ليس ذاك الشرق الأوسط ! فلقد تغيّرت أمورٍ كثيرة، وفي وسط كل هذه التغيَّيرات، وطأت قدم “إردوغان”، الذي هدد “الرياض” بالانتقام لمقتل “خاشقجي”، أرضا “الرياض” وتراجع، ورفع تدريجيًا مستوى العلاقات مع “الإمارات” إلى ذروتها.

على الجانب الآخر؛ طوينا مسارًا بعيدًا ومسافة طويلة بالانتقال من الهجوم على السفارة والقنصلية السعودية في “طهران” و”مشهد”، إلى زيارة نجل العاهل السعودي مدينة “طهران” ولقاء المرشد الأعلى، حتى أننا نلاحظ تغيرًا في الخطاب السياسي لكلا الطرفين؛ حيث انتقلنا من ألفاظ مثل: “البقرة الحلوب” وما شابهها إلى مفاهيم أخرى.

ويبدو أن التعاون الإقليمي أصبح ضروريًا الآن أكثر من أي وقتٍ مضى. التحسَّن السريع في علاقات “تركيا” و”إيران” مع دول “الخليج العربي” هو حقيقة إقليمية مهمة، خاصة في فترة شهدت تحولًا في المشهد السوري، وتغيَّرات في “لبنان وفلسطين”، ولم يُعدّ مفهوم (محور المقاومة)؛ (على الأقل في الظروف الراهنة)، يتكرر في المقالات والخطابات.

وعليه دخلت أهمية التضامن والشراكة مع العرب مرحلة جديدة، ولم يُعدّ الاهتمام بخطاب الموالاة الشيعية ضرورة حيوية الآن.

التحركات  التركية..

وكانت “أنقرة” قد استأنفت؛ في العام 2024م، المفاوضات التجارية مع “مجلس التعاون الخليجي” بهدف تحقيق اتفاقية تجارة حرة كاملة بين المجلس و”تركيا”. وقد تحقق جزء من هذا البرنامج، حيث وقّعت “تركيا” اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع “الإمارات”، وتوقفت مقاطعة البضائع التركية في المتاجر السعودية الكبرى منذ سنوات، وبخلاف زيادة حجم الصادرات، بُذلت جهود كبيرة لجذب المستثمرين السعوديين إلى “بورصة إسطنبول” وسوق العقارات.

وخلال زيارة “إردوغان” إلى الخليج؛ في تموز/يوليو 2023، وقّعت “تركيا والإمارات” عددًا من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والبُنية التحتية والمالية والدفاع بنحو: (50) مليار دولار.

وتتنوع استثمارات العرب في “تركيا” من الصناعات الثقيلة والإسكان والسياحة إلى قطاعات أخرى، حيث وافقت شركة (ADQ) أبوظبي على شراء سنّدات زلزال تركيا بقيمة: (8.5) مليار دولار وتقديم (03) مليارات دولار كائتمان تجاري.

كما تطورت العلاقات مع “الكويت”، حيث بلغ التبادل التجاري بين “تركيا والكويت”؛ في 2023م، حوالي: (700) مليون دولار.

ولا تزال “دبي، وقطر، والبحرين” متحمسَّة للاستثمار والعمل في “تركيا”.

بدورها اتخذت “طهران” خطوات لاستعادة العلاقات الاقتصادية، حيث أعادت تشكيل اللجنة الاقتصادية المشتركة مع “الإمارات”؛ في نيسان/إبريل 2024م، وتُعتبّر “الإمارات” الشريك الرئيس لواردات “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة