23 ديسمبر، 2024 6:41 م

“الشرق الأوسط” الإيراني يكشف .. لعبة الممرات الاستراتيجية !

“الشرق الأوسط” الإيراني يكشف .. لعبة الممرات الاستراتيجية !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

على هامش اجتماعات “مجموعة العشرين”؛ في العاصمة “نيودلهي”، كان مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط “الهند” بالشرق الأوسط و”أوروبا”، من الموضوعات الدولية الرئيسة المطروحة. ومن المحتمل؛ وفق الخريطة التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن يكون “ميناء حيفا” في مقدمة الجسّر اتصال الشرق الأوسط بـ”أوروبا”، بحسّب ما استهل تقرير “سيد حسين موسوي”؛ المنشور على موقع مركز (الشرق الأوسط) للبحوث العلمية والدراسات الاستراتيجية الإيراني.

رد فعل “هندي-غربي” على المشروع الصيني..

والدول التي وقّعت على مذكرة تفاهم هذا الممر؛ في “دلهي”، تحت رعاية الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، هي: “الولايات المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، ومبعوث الاتحاد الأوروبي، والهند والسعودية، والإمارات”.

وقد أعلن “بايدن” المشروع باعتباره خطوة تاريخية، دون الإشارة إلى المنافسة “الغربية-الصينية” على المشروع العظيم المعروف باسم: (الحزام والطريق).

ومن الواضح أن هذا الممر هو بمثابة رد فعل “هندي-غربي” على المشروع الصيني. وهذا الممر إنما يشمل بحسّب الخبراء؛ تطوير شبكة من الموانيء في الشرق الأوسط و”أوروبا”، وسّكك حديدية وطرق، وخطوط نقل الكهرباء، وكابلات نقل المعلومات الرقمية؛ وكذلك الهيدروجين.

وكان “ناريندرا مودي”؛ رئيس الوزراء الهندي، قد وجه خاطبه إلى؛ “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، على هامش اجتماعات “مجموعة العشرين”، وقال: “خططنا معًا بداية تاريخية بهذا الممر الاقتصادي”.

بدوره؛ وصف رئيس لجنة “الاتحاد الأوروبي”؛ الممر: بـ”الجسر الأخضر والرقمي بين القارات والحضارات”. ويبدو أن المشروع ينطوي على مخطط إنشاء شبكة لحمل الهيدروجين من “دبي” في “الإمارات”؛ و”جدة” في “السعودية”؛ إلى “ميناء حيفا” الإسرائيلي، تمهيدًا للنقل إلى الموانيء الأوروبية.

وقد أعرب الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، عن أمله في إمكانية أن يقع ميناء “مارسي”؛ بـ”فرنسا”، على مسّار هذا الجسّر في “أوروبا”.

جدير بالذكر أن “الهند” تُعتبر الشريك التجاري الأول لـ”الإمارات”، وهي كذلك أحد أهم شركاء “المملكة العربية السعودية”؛ حيث بلغ حجم المعاملات التجارية بين “دلهي” و”الرياض”؛ خلال العام الماضي: 8.42 مليار دولار.

على كل حال؛ يبدو أن “شبة الجزيرة السعودية” تحتل أهمية كبرى بالنسّبة للتجارة في “شرق آسيا” و”أوروبا”.

المنافس الصيني الشرس..

وقبل يومين من إعلان “بايدن” عن المشروع؛ أعلن المتحدث باسم “الخارجية الصينية” مشاركة حوالي: 90 دولة في المؤتمر الثالث لمبادرة (الحزام والطريق)، في “بكين”؛ تشرين أول/أكتوبر الجاري.

ويبدو أن عدم مشاركة “شي جين بينغ”؛ في مؤتمر “قادة العشرين” سببه المنافسة غير المعلنة. إذ تتنافس “الصين” و”الهند” باعتبارهما من أكبر القوى الإنتاجية الآسيوية، على الوصول إلى القارة الخضراء أسرع من الأخرى.

على سبيل المثال؛ تسّعى “الهند” للقضاء على التوتر في العلاقات “السعودية-الأميركية”، كما نجحت “بكين” في التقريب بين “السعودية” و”إيران”. ويبدو أن “السعودية” لم تتخذ قرارًا حاسمًا بشأن الاختيار بين الممرات الصينية والهندية.

وكان الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، الغائب الكبير عن اجتماع “قادة العشرين”، ورغم استياء “روسيا” من البيان الختامي للقمة بشأن “أوكرانيا”، لكن يعتبر الروس أنفسهم أساس الجسّر الآسيوي إلى “أوروبا”.

وكل الجهود الروسية الرامية إلى ضم (كريمة) الأوكرانية، تهدف إلى فتح الممر الذي يبدأ من “الصين “ويمر عبر “منغوليا وروسيا” إلى “أوروبا”. والطريف في سيناريو الممرات هو الوجود الأميركي.

ويتحدث بعض الخبراء عن تغييّر رؤى المسؤولين الأميركيين حيال قضايا الشرق الأوسط؛ لا سيما بعد التراجع عن ضماناتها الأمنية لحلفائها مثل: “السعودية” وغيرها من الدول العربية. ولذلك قررت “السعودية” الانفصال عن “أميركا” والتقارب مع “روسيا، والصين، وإيران”.

فرصة لدول المنطقة..

والظاهر أن بناء ممرات اقتصادية قد يمنح دول المنطقة حافز السلام والاستقرار، لا سيما مع قدرة الأطراف الفاعلة الطموحة والثرية مثل: “السعودية والإمارات وقطر”، على توفير الاستثمارات اللازمة للعمل.

والمقطوع به؛ أن تحقيق هكذا رؤى يتطلب طي طريق طويل. كذلك لايزال لدى الأطراف الفاعلة القوية كـ”الصين وروسيا” الكثير من الكلام. ناهيك عن خطط الأطراف الإقليمية مثل: “إيران وتركيا والعراق”.

وهذه اللعبة الاستراتيجية والمنافسة على الممرات؛ لن يُحقق النتائج المرجوة بسهولة، خاصة وأنه من المقرر أن تمر هذه الممرات عبر دول الشرق الأوسط، لذلك فإن أي اضطرابات قد تُهدد كل المشاريع وتسّبب في أضرار بالغة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة