كشفت مصادر نجفية مطلعة عن نصيحة وجهها المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني للتحالف الوطني بتحديد ولاية السلطات الثلاث بفترتين تشريعيتين فقط، فيما تستعد اللجان المنظمة لتظاهرات الجمعة بعنوان «لا تخادع» بعد أن أمهل اجتماع القيادات السياسية حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي 3 أيام لإنجاز أغلب المطالب التي أعلنها المتظاهرون في الأنبار ونينوى وصلاح الدين، في وقت حذرت فيه القائمة العراقية من تصاعد حدة الاغتيالات السياسية، وتوقعت لجنة الأمن والدفاع النيابية تزايد الاغتيالات التي تستهدف المسؤولين والشخصيات البارزة مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المقبل.
ويعتزم المتظاهرون في الأنبار الإعداد لتظاهرات الجمعة بعنوان «لا تخادع»، وقالت اللجان في بيان لها إن «الاستعدادات جارية على قدم وساق لانطلاق تظاهرات الجمعة في المحافظات العراقية وذلك تأكيداً وإصراراً على المطالب المشروعة للشعب العراقي».
وأكد البيان ان «المتظاهرين يحشدون منذ الآن للخروج بمليونية أطلق عليها «جمعة لا تخادع» من اجل الاستمرار باحتجاجاتهم التي ترفض الحلول الترقيعية لمطالب المتظاهرين من قبل الحكومة».
وقالت المصادر النجفية في اتصال هاتفي مع «الوطن» أن اللقاء الذي جمع نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني والقيادي في حزب الدعوة عبدالحليم الزهيري، بنجل السيستاني في منزل آية الله الشيخ بشير النجفي وبحضور نجله انتهى الى توصيات ونصائح أبرزها عدم ترشح المالكي لدورة برلمانية ثالثة وأهمية حصر الرئاسات الثلاث بدورتين تشريعيتين فقط من اجل ضمان تداول سلمي للسلطة والحفاظ على قيادة الأغلبية الشيعية للدولة بمشاركة واضحة مع الأكراد والسنّة، ورفض مبدأ حكومة الأغلبية الشيعية بالتحالف مع الأكراد وتهميش السنّة، كما انتقد الاجتماع إجراءات التهميش التي اتخذتها رئاسة الوزراء لاسيما في المواقع الأمنية، وتكرر ما اشار اليه ممثل المرجعية أحمد الصافي في احدى خطب الجمعة عن عدم إسناد المناصب الأمنية الحساسة لضباط الدمج من المعارضين لنظام صدام.
وكانت مصادر عراقية نيابية أخرى كشفت عن عدم رضا وارتياح واستياء السيستاني من الطريقة التي تدار بها البلاد وخلق الأزمات مع المكونات الاجتماعية التي تثيرها الحكومة، وطالبت بإلحاح بتغيير نهج ادارة وحكم البلاد، وقالت إن الوفد التي أرسله المالكي الى النجف وضم الشهرستاني والزهيري سمع من المرجعية انتقادات صريحة لسياسة المالكي وتحذيراً شديداً من اي حرب داخلية يمكن أن تندلع بين المكونات الاجتماعية لأن اولى نتائجها سيكون انقسام الجيش العراقي كون ضباطه ومراتبه يخشون التورط في الدفاع عن المالكي.
وأشارت المصادر الى أن المرجعية تدعم حواراً إيجابياً وبناء وصريحاً يديره عقلاء الشيعة مع السنّة والأكراد للتوصل الى حلول للمشاكل والأزمات التي تواجهها البلاد ويعاني منها الشعب التي تزيد من مخاوفه من المستقبل المجهول»، واضافت «ان المرجعية بدعوتها الى تغيير السياسة التي تدار بها الحكومة تعني ضمنياً عدم ممانعتها لتبديل المالكي ورفضها ترشحه لولاية ثالثة».