السيستاني يدعو للاسراع بالاصلاح ومنع الفاسدين من سرقة 5 مليارات دولار وتطبيق التعليم الالزامي

السيستاني يدعو للاسراع بالاصلاح ومنع الفاسدين من سرقة 5 مليارات دولار وتطبيق التعليم الالزامي

اكد ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة عبدالمهدي الكربلائي دعوته للحكومة الى ملاحقة ومحاسبة الفاسدين واسترجاع ما استولوا عليه من الاموال ، داعيا الى شمول قطاع التربية والتعليم بالاصلاحات وتطبيق التعليم الإلزامي للقضاء على الأمية .
وقال في خطبة الجمعة اليوم في الصحن الحسيني :” ان قرار مجلس الوزراء الاخير بتخفيض رواتب بعض المسؤولين في الدولة خطوة في الاتجاه الصحيح في سياق الاصلاح الذي يطالب به الشعب ” ، مبينا ” ان من الخطوات المهمة الاخرى تحقيقا للعدالة الاجتماعية هو اقرار سلم رواتب الجديد يلغي الفوارق غير المنطقية في رواتب ومخصصات موظفي الدولة ، ويُنصف من خصصت لهم رواتب قليلة لاتوفر الحد الادنى من العيش الكريم “.
وأشار الكربلائي الى ان من الخطوات الاساسية للاصلاح – اضافة الى ملاحقة ومحاسبة الفاسدين واسترجاع ما استولوا عليه من الاموال بغير وجه حق – هو اعادة تقييم اداء المسؤولين على اساس مهني وموضوعي واستبدال من يثبت عدم كفاءته بأشخاص اخرين يتم اختيارهم على اساس الكفاءة والنزاهة الحرص على مصالح الشعب “.
واضاف :” ينبغي ان يكون اختيار البديل مستندا الى قرار جمع من ذوي الخبرة والاختصاص في مهام الوزارات ، حتى لايكون هناك مجال للاتهام بالتفرد وعدم الموضوعية في الاختيار ” ، منوها الى :” ان التغيير ليس مطلوبا بحد ذاته ، بل المطلوب هو التغيير نحو الافضل ، مع مراعاة الضوابط المهنية في الاستبدال بعيدا عن المحاصصة او الانتماء المناطقي والعشائري “.
وشدد الكربلائي على ” أهمية ان تتم الاجراءات الاصلاحية بوتيرة اسرع ، وأن تقوم الجهات المعنية بواجباتها بهذا الصدد تحقيقا لرضا الشعب “.
وأثنى الكربلائي على ” الخطوة الاخيرة التي اتخذتها الحكومة بإقراض البنك المركزي خمسة ترليونات دينار للمصارف الزراعية والصناعية والمصرف العقاري وصندوق الاسكان ” ، مبينا :” ان هذه الخطوة تحتاج الى اجراءات صارمة في مراقبة صرف المبالغ في المواقع الصحيحة وعدم السماح للمفسدين من أن تمتد ايديهم اليها كما امتدت الى مئات المليارات التي ذهبت هباء في السنوات الماضية بإسم المشاريع الوهمية “.
وبين :” ان هذه المبالغ لو صرفت وفق خطط صحيحة لأمكن معالجة عدد من الملفات المهمة ومنها البطالة وتنويع القاعدة الانتاجية للبلد ، ولابد من اتخاذ خطوات تكميلية كحماية المنتوج الوطني الذي لايمكن حاليا ان ينافس المستورد في السعر والجودة “.
وبشأن الوضع الخدمي في محافظة البصرة ، قال الكربلائي :” لقد تكرر الحديث عن نقص الخدمات والمعاناة الازلية لمواطنينا الكرام في البصرة وشكاواهم المستمرة من عدم توفر الماء الصالح للاستخدام البشري حتى للاستحمام فضلا عن الشرب ، وهذا من غرائب الوضع في العراق ، حيث ان البصرة هي المصدر الاهم لموارده المالية لكن اهلها يعانون من عدم توفر الخدمات ومنها الماء ، وعلى الحكومة ان تولي اهتماما خاصا بهذا الملف المهم ولاتتوانى عن وضع حلول جذرية لهذه المشكلة في هذه المحافظة المضحية والمعطاء “.
وحذر الكربلائي من تفشي ظاهرة الأمية وخصوصا بين الأناث ، قائلا :” مع بدء العام الدراسي الجديد الذي يتزامن مع الظروف الاستثنائية الراهنة ، نبين ان الارقام التي تنشرها بعض المنظمات العالمية عن تزايد نسبة الامية في العراق خصوصا بين الاناث تؤشر الى مخاطر مستقبلية على عملية بناء الانسان العراقي علميا وتربويا ، وبات لزاما على الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتطبيق قانون التعليم الالزامي وحث الاباء والامهات من خلال برامج اعلامية مكثفة على ادخال ابنائهم الى المدارس ومنع تسرب الطلبة من مقاعد الدراسة “.
وأوضح :” ان العملية التعليمية الصحيحة تتطور بجهود اركانها ، وهي وزارة التربية وادارة المدرسة والكادر التعليمي واولياء امور الطلبة ، وقد تطورت اساليب التعليم في العالم اليوم كثيرا ، والمطلوب اتباع الوسائل الحديثة في مدارسنا من اجل ان يكسب الطلبة مهارات علمية تناسب طبيعة العصر الحاضر “. ودعا المعلمين الى المزيد من الاهتمام بالجانب التربوي ، لاسيما وان العراق تعرض الى ظروف انعكست سلبا على بناء شخصية الكثير من اطفاله الوطنية والنفسية والاخلاقية ، ونأمل من وزارة التربية ومؤسساتها وادارات المدارس الاهتمام بهذا الجانب بما يحقق البناء الاكمل والافضل للطلبة “.
وتابع :” ان عملية الاصلاح لابد ان تشمل العملية التربوية والتعليمية في المدارس والجامعات ، ويجب اجراء مراجعة شاملة لها ولأسسها من حيث مقومات الرصانة للمستوى العلمي للطالب والاهتمام ببناء شخصيته الاخلاقية والوطنية “.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة