دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في محافظة كربلاء، الجمعة الى تجنب الطرح الطائفي الذي يؤجح الاحتقان المذهبي كما دعا الى حماية الاقلية التركمانية بعد التفجير الانتحاري في طوزخرماتوا اضافة الى حماية الاقليات الدينية الاخرى في العراق فيما “نصح بعدم الاصغاء الى الاصوات المتطرفة التي تصدر هنا وهناك ولا سبيل لاسكاتها”.
وقال معتمد المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة من العتبة الحسينية وسط كربلاء، ان الاصوات المتطرفة التي تصدر من هنا وهناك لا سبيل الى اسكاتها وهي لا تتوقف بل الواجب هو عدم الاصغاء اليها لأنها لا تمثل الخط العام للمذاهب الاسلامية قاطبةً”، موضحا ان “الاعتدال والاحترام للاخر هو المنهج المتبّع لدى الغالب من المسلمين والمذاهب الاسلامية ولوجود مشتركات يحرص الجميع على العمل بها وترسيخها ومنها احترام شخصية النبي (ص) وتقديسه اضافة الى الامور العقائدية والعبادية المشتركة التي تحتّم الحفاظ على وحدة المسلمين وتكاتفهم”.
ودعا الشيخ الكربلائي الى “تجنّب الطرح الطائفي الذي يؤدي الى الشدِّ والاحتقان المذهبي والطائفي بين المسلمين لان ذلك يخدم اعداء الاسلام الذين عجزوا عن اضعاف المسلمين فلم يجدوا الاّ سلاح الاحتقان والاحتراب الطائفي يستعملوه في اضعاف شوكة المسلمين واعانهم على ذلك بعض جهّال المسلمين، من حيث يشعرون او لا يشعرون”.
وانتقد الكربلائي “تدني نسبة الانجاز في صرف موازنات الاعوام الماضية للمحافظات” لان “المواطن يتطلع الى ان ينعم بالخدمات والتطور في بلد فيه الكثير من الخيرات”، داعيا المسؤولين الى ان يبيّنوا ما هي الاسباب الحقيقية لهذا التلكؤ هل هو متعلق بالحكومة المركزية والقوانين والتعليمات المعقّدة والروتين والتأخير في الاقرار والمصادقة على المشاريع والاجراءات المعقدة في الصرف؟ ام لعدم كفاءة الجهات المشرفة والمعنية بالمشاريع ام عدم قدرة المقاولين على التنفيذ؟ ام هناك حاجة الى كوادر أكثر وأكفأ في الدوائر المعنية بهذه المشاريع؟ هل هو للظروف الامنية والخلافات السياسية كما يدعي البعض، ام لأسباب اخرى”.
وبمناسبة ولادة النبي (ص) والتي احتفل المسلمون فيها الخميس الـ25 من كانون الثاني الحالي دعا الكربلائي المسلمين الى “الانفتاح على الشعوب غير المسلمة وخصوصاً مراكز العلم والثقافة والاعلام ومراكز صنع الرأي العام لتعريفها بالاسلام وشخصية النبي (ص) بجميع ابعادها وتعريف هذه الشعوب بمؤلفات المستشرقين وكتاباتهم الذين انصفوا في قرائتهم وكتابتهم للتاريخ الاسلامي فان ذلك أدعى للتأثير والقبول”.
وبشان التفجير الانتحاري في مدينة طوزخرماتو ذات الاغلبية التركمانية قال الكربلائي ان ”الاستهدافات المتكررة والمستمرة ومن دون رادع لاقلية التركمان ومن لون طائفي معيّن (امر) لا يمكن تحملّه والصبر عليه الى ما لا نهاية”، محذرا من ان “استمراره من دون رادع سيؤدي الى تداعيات خطيرة وخروج الامور عن السيطرة، وهناك استغاثات متكررة من اهالي القضاء ومنذ عدة سنوات ونداءات وصرخات مستمرة ولكن دون جدوى”.
وطالب الاجهزة الامنية والحكومة المحلية في كركوك والاجهزة الامنية للحكومة المركزية “بتوفير الامن والحماية لهذه الاقلية،وبالخصوص هذا القضاء (طوزخرماتو) الذي اصبح هدفاً سهلا ً ومستمراً لهذه الجماعات الارهابية “، كما طالب “بتوفير الحماية للمسيحيين وهم مواطنون لهم الحقوق كبقية المواطنين من بقية مكونات الشعب العراقي لان الاقليات ( من المسيحيين والتركمان والصابئة والايزيدين) قد كفل لهم الدستور والقانون وحقوق المواطن توفير الحماية والامن لهم”.
ومن جهة اخرى أفاد مصدر في الشرطة العراقية، الجمعة، بأن قوات الجيش العراقي منعت مصلين في قضاء أبو غريب، بينهم نواب في القائمة العراقية من إقامة صلاة موحدة.
وقال المصدر إن “قوات الجيش العراقي قامت، اليوم، بإغلاق الطرق الفرعية والرئيسية المؤدية إلى جامع خان ضاري بقضاء أبو غريب(20 كم غرب بغداد)، لمنع إقامة صلاة موحدة”. وأضاف أن “من بين المصلين النواب طلال الزوبعي وحميد الكسار وطلال حسين”.