السيستاني يدعو لاجراءات عاجلة تنقذ حياة 6 الاف عراقي يحاصرهم “داعش”

 السيستاني يدعو لاجراءات عاجلة تنقذ حياة 6 الاف عراقي يحاصرهم “داعش”

دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني اليوم السلطات الى اجراءات سريعة واستثنائية لانقاذ حياة 6 الاف مواطن يحاصرهم تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في ناحية البغدادي بمحافظة الانبار الغربية وطالب بمواجهة الجرائم التي يرتكبها بعض المتطوعين ودان ذبح الاقباط المصريين.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد ألمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم وتابعتها “أيلاف” عبر قناة كربلاء المحلية ان السلطات العراقية مطالبة بالاستجابة بشكل سريع وعاجل لاستغاثات سكان ناحية البغدادي (90 كم غرب الرمادي) عاصمة محافظة الانبار الغربية من حصار تنظيم “داعش” وخاصة في المجمع السكني الذي يأوي ستة الاف مواطن وانقاذهم من احتمال ذبح التنظيم لرجالهم واطفالهم واغتصاب نسائهم.
كما طالب الكربلائي السلطات المدنية والعسكرية بأرسال مساعدات انسانية توفر الغذاء والدواء لهؤلاء السكان المحاصرين والتحرك بشكل عاجل لمنع وقوع مأساة بشرية وانسانية في الناحية .. مؤكدا استعداد المرجعية للمشاركة في عمليات الاغاثة وارسال مايحتاجه السكان من ادوية واغذية داعيا السلطات الى توفير الاليات التي تضمن ايصال هذه المعونات الى البغدادي. وشدد على جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بضرورة الاسراع تقديم جهود استثنائية وعاجلة لمنع حصول مأساة ضد اهالي الناحية.
يذكر ان مخاوف تسود الاوساط الشعبية من مجزرة يرتكبها تنظيم “داعش” في سكان ناحية البغدادي الامر الذي ارغم وزارة الدفاع على اعادة انتشار قواتها حول المنطقة والبدء بأرسال تعزيزات عسكرية ومعونات انسانية لانقاذ حوالي 6 الاف مواطن يحاصرهم التنظيم.
وحذر رئيس مجلس ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت شيخ عشيرة العبيد مال الله العبيدي من خطورة بدء “داعش” خلال الساعات الاخيرة بتحشيد عناصره استعداداً لاقتحام المجمع السكني غرب الناحية. ودعا  رئيس الوزراء حيدر العبادي بحماية أكثر من 1200 أسرة تسكن المجمع. وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل الفوري لحماية الأهالي في المجمع .. محذراً من وقوع مجزرة فيه نتيجة محاصرته من قبل داعش . وأكد قيام عناصر داعش بقتل 150 شخصاً من أبناء عشائر الناحية غالبيتهم من عشيرة العبيد منذ دخوله الناحية .
وتشهد ناحية البغدادي التي تفصلها مسافة خمسة كيلومترات فقط عن قاعدة عين الأسد العسكرية معارك منذ أيام تعد هي الأعنف التي تخوضها القوات الامنية وابناء العشائر ضد مقاتلي داعش الذين يحاولون السيطرة عليها لما تتمتع به من موقع استراتيجي وخط وصل لامدادات القاعدة من بغداد.

حرمة قتل الابرياء واستباحة ممتلكاتهم واعراضهم
وخاطب معتمد المرجع السيستاني عناصر القوات الانية والمتطوعين قائلا ان للجهاد آدابٌ عامّة لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين بان لايمثلوا ولا يغدروا ولايقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة موضحا ان “للقتال مع البغاة والمحاربين من المسلمين واضرابهم أخلاقاً  وآداباً”. وقال “ما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة وما أعظم الحسنة بوقايتها وإحيائها..  فالله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم  لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم ، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم”. وشدد على تجنب التعرّض لبيوت أهل الحرب ونسائهم وذراريهم “.
وحذر ايضا من “اتهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحة ً لحرماتهم  كما وقع فيه الخوارج في العصر الأول وتبعه في هذا العصر قوم من غير أهل الفقه في الدين تأثراً بمزاجياتهم وأهوائهم وبرّروه ببعض النصوص التي تشابهت عليهم، فعظم ابتلاء المسلمين بهم”. واضاف “اعلموا إنّ من شهد الشهادتين كان مسلماً يُعصم دمُه ومالُه وإن وقع في بعض الضلالة”.  
كما طالب المقاتلين بعدم التعرض لاموال أموال الناس مؤكدا “لا يحل مال امرئ مسلم لغيره إلاّ بطيب نفسه  فمن استولى على مال غيـره غصـباً فإنّما حاز قطـعة من قطـع النيران”.  وناشدهم رعاية الحرمات محذرا اياهم من “التعرّض لها أو انتهاك شيء منها بلسان أو يد واحذروا أخذ امرئ بذنب غيره ولا تأخذوا بالظنّة وتشبهوه على أنفسكم بالحزم  فإنّ الحزم احتياط المرء في أمره، والظنة اعتداء على الغير بغير حجّة ولا يحملّنكم بغض من تكرهونه على تجاوز حرماته”.  
وناشد الحكومة بذل جهود كبيرة من اجل منع اي تصرف سئ من بعض العناصر غير المنضبطة بين المتطوعين “برغم قلتهم” كما قال .. واكد ضرورة الى تنظيم امور الحشد الشعبي للمتطوعين ورعايتهم والاهتمام بهم.
وكانت اتهامات وجهت الى عناصر مسلحة تنتمي الى مليشيات مسلحة ضمن الحشد الشعبي بعمليات قتل للعشرات من السنة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد الشهر الماضي وحرق ممتلكاتهم اضافة الى ذبح اثنين من مواطني محافظة الانبار الغربية الاسبوع الماضي حيث شكلت الحكومة لجنتين للتحقيق في الجريمتين لكنهما لم تعلنا عن نتائج تحقيقاتهما لحد الان.

رعاية القوات الامنية وتشكيلات المتطوعين
واضاف الشيخ الكربلائي ان ابناء القوات المسلحة والمتطوعين معهم يحققون انتصارات كبيرة ضد تنظيم “داعش” ويضحون بأرواحهم من اجل حماية المقدسات والمواطنين من جرائم التنظيم ومنع ذبحهم واستباحة اعراضهم . واوضح ان الكثير من هؤلاء المقاتلين قد تركوا تجارتهم ووظائفهم ودراستهم ليشاركوا في الجهاد ضد هذا الارهاب الذي طرق ابواب المدن العراقية .. وقال ان الكثير من العوائل قدمت الواحدة منها شهيدين او اكثر ومازال ابناؤها الاخرين يقاتلون “داعش”.
ودعا الدولة الى الاهتمام بهم ورعايتهم وعدم تأخير مخصصاتهم المالية .. وتساءل قائلا :تصوروا لو ان داعش وصلت الى مدننا؟ فأنها ستكون قد احرقت وذبحت الرجال واغتصبت النساء واستباحت الممتلكات؟ .. واجاب قائلا : لكن تضحيات القوات الامنية والمتطوعين حمت الناس ومدنهم .

المنطقة مدينة للعراق واعدام الاقباط المصريين جريمة
واكد معتمد المرجع السيستاني ان للمنطقة دين كبير للمقاتلين العراقيين فأنها لكانت شهدت جرائم مروعة لولا تضحيات العراقيين وفتوى المرجع بالقتال ضد “داعش” .. وقال انه لولا تضحيات هؤلاء المقاتلين لكان وضع المنطقة سئ جدا.
وقال انه لولا قتال العراقيين لتكررت الجريمة المدانة بذبح “داعش” للاقباط المصريين في اكثر من مكان بزج رؤوس الرجال وحرقهم وما يتبع ذلك من وصول المنطقة الى اوضاع مأساوية في جميع جوانبها.
واضاف أن “ما يلاحظ من توسع لنفوذ داعش واستمرار جرائمه الوحشية المنافية لكل القيم وآخرها ذبح المصرين الاقباط الابرياء تدلنا بكل وضوح على الحال الذي كان يمكن أن تصل اليه العراق والمنطقة برمتها لولا الفتوى التاريخية للمرجعية الدينية وما اعقبها من حضور كبير للمتطوعين”.
وكانت طائرات عسكرية مصرية نفذت مطلع الاسبوع الحالي غارات واسعة على اهداف وتجمعات تنظيم داعش في الاراضي الليبية ردا على اعدامه 21 مصريا قبطيا .. فيم بدأت طائرات مدنية باجلاء المصريين العاملين في ليبيا واعادتهم الى بلدهم.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة