السيستاني يحدد للناخبين العراقيين اختياراتهم للتغيير الحكومي

 السيستاني يحدد للناخبين العراقيين اختياراتهم للتغيير الحكومي

  دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني الناخبين العراقيين الى اختيار المرشحين الاصلح في الانتخابات المقبلة من اجل انتقال سلمي للسلطة وتحقيق التغيير المطلوب في الاداء الحكومي .
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين والقوائم المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في 30 من الشهر المقبل لكن هذا لايعني وقوفها بالتساوي بين النائب او المسؤول الذي صوت لقانون التقاعد وامتيازاته الضخمة للمسؤولين الكبار وبين من لم يصوت عليه او بين المسؤول الفاشل وبين المخلص الناجح. واوضح ان موقف المسافة الواحدة هذا لايعني الرضى عن الانتهازيين والفاشلين كما يزعم هؤلاء ويحاولون الاحياء به لناخبيهم.
وشدد على اهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة على مصير البلاد وقال انه لذلك تدعو المرجعية المواطنين الى المشاركة الواسعة فيها من اجل الحفاظ على مبدأ الانتقال والتداول السلمي للسلطة وترسيخ اسس مشاركة جميع المكونات العراقية في ادارة البلاد بهدف طمأنتها بتحقق العدالة وعدم تهميشها او اقصائها من اجل ان يعود الاستقرار السياسي والاجتماعي للعراق.
واكد الشيخ الكربلائي على اهمية الانتخابات في تحقيق التغيير المطلوب نحن الافضل من خلال حسن الاختيار “لان هذا هو الاساس في تشكيل حكومة رشيدة صالحة وبرلمان يقوم بمهامه الدستورية لخدمة المواطنين وتشكيل نمط جديد من الممارسة السياسية التي تقوم على التجديد للوضع الحكومي بالشكل الذي يرغب به الناس”. واوضح ان المرجعية قد وضعت اساسين لحسن الاختيار هذا يقومان على توفر الكفاءة والاخلاص بالمرشح من اجل ضمان حسن اداء المسؤول او النائب للمهمة المكلف بها .. وثانيا توفر عنصر الصلاح من اجل ضمان نزاهة المسؤول وعدم استغلاله المنصبه لمصالح شخصية او فئوية او حزبية ضيقة .
واشار الى ان المرجعية بوقوفها على مسافة واحدة من جميع المتنافسين في الانتخابات لاتعني انها تساوي بين المرشح الصالح الذي خدم الناس وكافح الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة وبين من عمل لمصالحه الذاتية وحزبه وكيانه . وشدد على ان مسؤولية الاختيار في الانتخابات يتحملها الناخب نفسه والمرجعية ترى ان الناس احرار في اختياراتهم وحريتهم شرط حسن الاختيار.
وحمل ممثل السيستاني المواطنين مسؤولية مصير بلدهم والطريقة التي يدار بها نحو الافضل وقال ان مسؤولية المرجعية هي الارشاد وتحديد المسارات وتبقى مسؤولية الاختيار على المواطن. وحذر الناخبين من ان اختيارهم سيحدد مصائرهم ومن يتولى زمام امورهم وقال انهم اذا اختاروا الصالح والكفوء فان هذا سيصلح البلاد وامورهم وان انتخبوا غيرهم فأنه سيولى عليهم من هو ضد مصالحهم وتسليط الفاسد على رقاب الناس ومصالحهم.
وشدد الشيخ الكربلائي على حرمة بيع وشراء البطاقة الانتخابية الالكترونيية موضحا ان سعرها قد بلغ ربع مليون دينار عراقي (حوالي 200 دولار) نظرا لحاجة بعض الناس للمال او لعدم رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات.. كما حرم قبول هدايا المرشحين من اجل انتخابهم مؤكدا ان شراء اصوات الناخبين او بيعها محرم شرعا.
وكان المرجع السيستاني قد حرم في فتوى اصدرها في الثالث من الشهر الحالي بيع الناخب لبطاقته الانتخابية الالكترونية وكذلك تقديم المرشحين الهدايا للناخبين من اجل التصويت لهم. جاء ذلك ردا على سؤالين وجههما الى المرجع السيستاني جمع المواطنين .. قالوا في الاول : يقوم بعض المواطنين ببيع بطاقته الالكترونية لحاجته الى المال او لعدم رغبته في المشاركة بالانتخابات .. فهل يجوز هذا؟.. فأجاب مؤكدا : هذا غير جائز. والسؤال الثاني هو : يقوم بعض المرشحين بتوزيع بعض الهداياعلى المواطنين او تقديم بعض الخدمات لهم مشترطا عليهم التصويت له في الانتخابات فهل يجوز للمواطن ان يقبل منهم هذا؟ .. فكان جواب السيستاني : هذا غير جائز أيضا.
 وقال المرجع في جواب آخر على سؤال لاحد المواطنين من بغداد حول فشل المسؤولين في تقديم الخدمات وفي مجال الامن والاقتصاد للمواطنين  ان معنى كونه على مسافة واحدة من الجميع لا يعني مساواته بين الصالح والطالح وبين من بذل جهده لخدمة الناس وبين من لم يعمل الا لمصلحة نفسه وجماعته  بل ان معناه انه لا يدعم أيا من المشاركين في الانتخابات والمسؤولية تقع على الناخب نفسه فليحسن الاختيارلكي لا يندم لاحقا.
وكان السيستاني عبر الجمعة الماضي عن خشيته من تزوير الانتخابات البرلمانية المقبلة وعدم اجرائها في المناطق الساخنة مشددا على ضرورة اجرائها في موعدها المقرر وخاصة في محافظة الانبار الغربية التي تشهد عمليات مسلحة منذ شهرين.
 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة