عزا المرجع السيستاني في العراق تمدد الارهاب في البلاد الى الفساد في المؤسسة العسكرية وعدم بنائها على اسس مهنية والى ممارسات السياسيين المضرة بالبلاد . وقال السيد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم ان البلاد تمر حاليا بمرحلة حرجة تتطلب من السياسيين مراجعة شاملة لجميع مواقفهم السابقة التي اضرت بالبلاد واخرت تقدمه في شتى المجالات ومنها العسكرية والامنية .. مشيرا الى ان اخطر ما افرزته تلك الخلافات تمكن الإرهابيين من دخول العراق والسيطرة على مناطق واسع منه.
واضاف الصافي ان التجربة السابقة التي مر بها العراق خلال السنوات الماضية اثبتتت ان الخلافات السياسية بين القلدة قد اضرت بالعراق كثيرا واخرته في الكثير من المجالات ومن بينها الامني والعسكري . واوضح ان التجاذبات بين السياسيين اثرت على طبيعة القرارات التي اتخذت وانعكست سلبا ومنها تمكن الارهابيين من الدخول الى العراق والسيطرة على مناطق منه . وحذر السياسيين من ايصال خلافاتهم الى مرحلة التضحية بتراب العراق ووحدته خاصة وانها توسعت بطريقة فئوية و حزبية وطائفية ومناطقية مما خلق احتقانا بين القواعد الشعبية .. وطالبهم بمراجعة شاملة لكثير من المواقف التي كانت لها ابعاد سلبية على العراق.
وعن الفساد في المؤسسة العسكرية اشار معتمد السيستاني الى ان بعض المفاصل العسكرية لم تبنى بطريقة مهنية وعلمية بسبب الخلافات السياسية من جهة والتقصير من جهة اخرى .. وقال ان تفشي الفساد قد فسح المجال لإضعاف المؤسسة العسكرية بالرغم من الموارد المالية الهائلة التي انفقت عليها .. وشدد على ضرورة العمل للقضاء على جميع مظاهر الفساد مهما كان صغيرا في المؤسسة العسكرية.
وقال ان القوات العسكرية والامنية هي المسؤولة بشكل مباشر عن حماية البلد من اي تهديد داخلي او خارجي وهي المسؤولة على الحفاظ على مؤسسات الدولة من العابثين بعيدا عن اي تاثير سياسي عليها .. وتساءل قائلا : فكيف اذا كانت هذه المؤسسة تعاني من الفساد وما حصل قبل اشهرمن تمدد الارهاب ودخوله الى البلاد كفيل بالاجابة على ذلك .
وطالب الصافي بتسليم المواقع الامنية لمن كان مخلصا وشجاعا وحازما لا يتأثر واجبه بدوافع شخصية او مادية . واكد ضرورة معالجة الاسباب التي تضعف المؤسسة العسكرية والقضاء على كل مظاهر الفساد فيها مهما كانت قليلة .