29 مارس، 2024 9:58 ص
Search
Close this search box.

السير على طريق شائك .. آفاق الانتخابات البرلمانية الأفغانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تقام الانتخابات البرلمانية الأفغانية، الأسبوع المقبل، بعد تأخير دام سنوات.. في غضون ذلك ولمناقشة مميزات وخصائص وآفاق الدورة الحالية من الانتخابات البرلمانية الأفغانية، أجرى (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني، الحوار التالي مع، الدكتور “عبدالمحمدي طاهري”، القائم بالأعمال وأول مستشار ثقافي للخارجية الإيرانية في وزارة المعارف الأفغانية ومحلل الشأن الأفغاني..

مازلنا ننتظر الأسوأ..

“مركز دراسات السلام” : ما هي مميزات وخصائص الدورة الانتخابية البرلمانية الأفغانية ؟

“عبدالمحمدي طاهري” : أوضاع “أفغانستان” الراهنة شديدة التعقيد، وقد تابعنا مؤخرًا كيف تعرضت المؤسسات الانتخابية لهجمات (داعش) و”طالبان”. على غرار العمليات التي استهدفت المواطنيين في “هرات” و”تخار”؛ وأسفرت عن مصرع العديد منهم.

وعليه؛ وفي ضوء هذه الظروف لا يمكن تقييم الانتخابات البرلمانية الأفغانية بشكل إيجابي، وسوف نتابع أوضاع أسوأ كلما اقتربنا من الانتخابات. وتسعى القوات الشرطية والعسكرية والأمنية إلى تأمين اللجان الانتخابية في البلاد، لكن وضع العدو مُعقد وهو يضطلع بتنفيذ عمليات متعددة مقارنة بالماضي لا يمكن التنبؤ بها على وجه الدقة.

وبالإجمال يمكن القول تتسم هذه الدورة الانتخابية بالتوتر الشديد، وللأسف يصعب السيطرة على عمليات العناصر الإرهابية. وإذا نقارن الانتخابات الأفغانية البرلمانية الراهنة مع الدورات السابقة، فلابد أن نلتفت إلى مسألة ارتفاع وتيرة التوتر في “أفغانستان”.

التيارات السياسية الأفغانية بين معارض وإرهابي !

“مركز دراسات السلام” : ما هو دور التيارات والأحزاب السياسية في الانتخابات البرلمانية الأفغانية ؟

“عبدالمحمدي طاهري” : بعض التيارات السياسية في حكومات “كابل” قديمًا؛ إما معارض أو إرهابي، مثل “حزب حكمتيار الإسلامي” أو “الحزب الإسلامي”، وسائر التيارات التي صعدت إلى السلطة في “أفغانستان”.

لكن المعارضة الحالية هي أيضًا معارضة قوية وتسعى للحصول على نصيب في الانتخابات. كذا تبدي بعض المؤسسات على مشارف الانتخابات عدم التفاؤل بهذه الانتخابات وربما تعمد إلى مقاطعتها وتحفيز المواطنيين على عدم المشاركة.

والمقطوع به أن النسيج التقليدي للشعب والمجتمع الأفغاني يتيح لكبار السن القيام بدور أساس في الأحزاب والتيارات الأخرى في “أفغانستان”، وأداء دور كبير مع عموم الجماهير. وتستطيع الأحزاب والتيارات السياسية حقيقةً التأثير، حيث يشكل الشباب الجزء الرئيس من هذه الأحزاب، وبعضهم شخصيات بالهيكل الحزب الأفغاني.

وسوف يشارك بالتأكيد من كانوا يعارضون الحكومة قديمًا، أو تيار المعارض والأشخاص الذي يلعبون دورًا ككبار السن بشكل فعال في الانتخابات. علاوة على ذلك، سوف يشارك تيار السلطة، لكن منفصلاً عن رئيس الجمهورية، “أشرف غني”. في ظل هذه الأوضاع يلف الغموض نشاط الأحزاب والتيارات في الانتخابات وربما يساهمون في إيجاد أوضاع جديدة تتعلق بشأن المشاركة في الانتخابات وتحفييز الجماهير أو يفرقونهم.

على كل حال؛ فقد سعت هذه التيارات وراء السلطة. الملاحظة الأخرى في المجتمع الأفغاني، وبعد 16 عامًا، هي عمر الحكومة الجديدة في “أفغانستان” تتسم تجربة الديمقراطية في هذا البلد بالتفاؤل والأمل معقود على إتخاذ خطوات أفضل مستقبلاً للتطوير في “أفغانستان”.

فرض قوة “طالبان” و”داعش”..

“مركز دراسات السلام” : ما هو موقف “طالبان” و(داعش) من الانتخابات ؟

“عبدالمحمدي طاهري” : من المقطوع به أن “طالبان” و(داعش) والتيارات الأخرى المحسوبة على هاتين الجماعتين؛ إنما تسعى وراء هدفين من هذه الانتخابات، الأول: فرض قوتها على الحكومة والسلطة المركزية حتى لا يكن للشعب أي حافز للمشاركة. كذلك لن يكون من وجود لصناديق الاقتراع في بعض الولايات، التي لطالما كانت محل إقتدار “طالبان” أو (داعش).

والوضع الراهن في “أفغانستان” هو الأجواء التي إبتدأتها “طالبان” بمشروع السلام، ومع فهم اختلاف السياسات الأميركية القديمة مع سياسات “ترامب”، (حيث سيستمر في “أفغانستان” من منظور اقتصادي أو إنهاء العمل هناك قبل الخروج)، تسعى “طالبان” و(داعش) إلى تعظيم وجودهما بالسلطة وتهيأة المجال لخروج “أميركا”.

كذلك من الممكن أن يتأثر بعض قيادات “طالبان” بمشروع نقل الانتخابات؛ وأن يعملوا على إجراء الانتخابات في هدوء. لكن هذه الرؤية ليست تفاؤلية، حيث الوضع معاق في “أفغانستان” وتزداد الأوضاع اضطرابًا مع اقتراب الانتخابات. وهذا التوجه يهدف إلى كسب الإمتيازات من الحكومة المركزية و”أميركا”.

الأوضاع الأمنية تحدي حقيقي..

“مركز دراسات السلام” : ما هي أهم تحديات وعقبات الانتخابات البرلمانية ؟

“عبدالمحمدي طاهري” : أكبر تحدي هي المخاطر الأمنية واستيضاح مصدرها. بخلاف اليأس الشعبي من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والفساد، حيث الشعب مستاء بشدة. وهذا الأمر إلى جانب عوامل أخرى يجعل المواطن ينأى عن المشاركة في الانتخابات.

والتحديث الآخر، الذي تواجهه الحكومة، هو الأوضات الأمنية، حيث تعاني بعض الولايات من الإنعدام الأمني بنسب مختلفة، ولن تنعم الانتخابات بالأمان سواء من حيث الاقتراع أو المشاركة الشعبية؛ طالما لم يتم القضاء على هذه التحديات.

نحو انتخابات نزيهة..

“مركز دراسات السلام” : كيف ترى آفاق نتائج الانتخابات البرلمانية.. وما هي السيناريوهات المحتملة ؟

“عبدالمحمدي طاهري” : لو تأكدت الانتخابات؛ وأكدت مؤسسات الرقابة الدولية على الانتخابات ومرور الانتخابات بأمن، يمكن الاعتماد على صناديق الاقتراع، لكن لو تم التشكيك في الانتخابات ربما تزداد المواجهات الحزبية الداخلية وهي مسألة جيدة.

لذا من المحتمل أن تتعرض الانتخابات الأفغانية للكثير من الشكوك. لأن التاريخ الأفغاني يثبت أن الشعب لطالما شكا من عدم نزاهة الانتخابات. وعليه أعدت الحكومة خطة لمواجهة التحديات الانتخابية وإقامة الانتخابات في أجواء من النزاهة، لكن الشعب لا يؤمن في كل ذلك. كذلك فإن إستراتيجية “طالبان” و(داعش) هي الشروع في تقديم تعريفات لعدم تأمين الانتخابات الأفغانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب