السيدات السعوديات .. هل الحصول على رخصة قيادة غاية الآمال ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعدما كان الحصول على رخصة قيادة حلم لدى النساء السعوديات ظل يراودهن لعقود مضت، ازدحمت مراكز تعليم القيادة في “المملكة العربية السعودية” بالنساء الراغبات في تعلم القيادة في الإيام الأولى التي تلت موافقة الدولة على منح رخصة قيادة للسيدات السعوديات، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وذكرت “وزارة الإعلام” السعودية أن 120 ألف سيدة بدأن في استكمال الإجراءات من أجل الحصول على رخصة، بحسب السلطات السعودية، وتمكنت مئات السيدات من ممارسة القيادة في شوارع العاصمة، “الرياض”، بحرية بعد حصولهن على الرخصة، وإلى جانبهم أقاربهم من الرجال، وحظيت هذه الخطوة بتشجيع الكثير من المواطنين.

وقالت “أبرار مشاري”، للصحيفة الإسبانية؛ إن أعداد النساء السعوديات اللاتي يقبلن على القيادة قليل، ذلك لأن أغلبهن يفضلن تعيين سائق بدل من أن تقوم بالقيادة بنفسها.

ويمثل قرار السماح للسيدات بالحصول على رخصة قيادة بداية طريق طويل لتحقيق الكثير من الأمور للنساء السعوديات اللاتي أجبرن على العيش في طفولة مطلقة بسبب نظام الوصاية بينما تبقى الكثير من أحلامهن معلقة.

وتعيش السيدات في السعودية في ظل قمع حكومي لكل نشاط يطالب بحصولهن على حقوقهن المشروعة، بعضها لا يزال بعيد المنال، من بينها التالي:

الحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج..

يعد نظام وصاية الذكور على الإناث، المعمول به في المملكة، العائق الأكبر الذي يعرقل حصول المرأة السعودية على الكثير من حقوقها أو ممارسة بعض الأنشطة، وتوجه تهمة العصيان للسيدات والفتيات اللاتي يرفضن وصاية الولي.

يطبق نظام الوصاية عند طلب المرأة الحصول على جواز سفر أو وثائق إثبات الهوية، إذ يطلب من الفتاة أو السيدة تقديم إذن من وليها للسماح لها بالسفر إلى الخارج.

الإنضمام إلى الجامعة.. 

لا تزال موافقة الوصي واجبة عند قيام الفتاة بتقديم أوراقها للإنضمام إلى الجامعة أو استكمال دراستها، كذلك إذا رغبت الطالبة في الإنتقال من مؤسسة تعليمية إلى أخرى بعيدة عن مكان إقامة العائلة يجب أن يوافق الولي.

فتح حساب بنكي..

يعد تقديم وثيقة تفيد بموافقة الولي على قيام المرأة بفتح حساب بنكي؛ أحد الشروط التي تضعها البنوك السعودية.

وتبلغ نسبة المرأة العاملة في المملكة 20%، ومن بين الأمور التي تشترطها المؤسسات لتعيين موظفة جديدة موافقة الوصي عليها وعرضه إلى المدراء.

الخروج من السجن..

لا تمتلك المرأة السعودية حرية الخروج من قسم الشرطة أو السجن حتى بعد أداء المدة بدون إذن الولي الذي يجب عليه الذهاب لاستلامها من مقر احتجازها.

اختيار الملابس بحرية..

يجب على السيدة السعودية إرتداء العباءة السوداء، وفي آذار/مارس الماضي، فتح ولي العهد الأمير، “محمد بن سلمان”، الباب للحديث عن تغيير كبير في زي المرأة السعودية؛ إذ قال: “القوانين واضحة للغاية وتستند على الشريعة التي حددت ضرورة أن يكون لباس المرأة محتشم ومحترم، مثله مثل ما يرتديه الرجال، وليس بالضرورة أن ترتدي السيدة العباءة أو غطاء الرأس الأسود، والأمر كله في يد المرأة لتقرر أي نوع من الملابس اللائقة تختار”.

لكن حتى الآن لم يوضع هذا التغيير في حيز التنفيد، ولا تزال “شرطة القيم” تراقب إلتزام النساء بالملابس المحتشمة.

تطورات في المملكة..

شهدت المملكة، خلال الأشهر الماضية، الكثير من التطورات في مجال حقوق المرأة، وأعلنت الرياض، في شباط/فبراير الماضي، إلغاء شرط موافقة الولي عند طلب المرأة تأسيس شركتها الخاصة، كذلك سمحت السلطات للنساء بتأجير شقق، ومع ذلك يرفض المُلاك تأجير منازلهم لفتيات عازبات.

وحدث في موضوع حضانة الأطفال في حالة الطلاق تغييرًا جيدًا أيضًا، إذ بدأت المحاكم التي كانت تمنح هذا الحق للزوج بشكل تلقائي في السماح للزوجة بحضانة أطفالها بعد الحصول على قرار ملكي.

وصرحت الباحثة بمنظمة “هيومان رايتس ووتش”؛ بأن “السيدات السعوديات أصبحن قادرات على القيادة والذهاب إلى السينما، لكن يبقى العائق الأساس أمامهن هو نظام وصاية الذكور عليهن الذي لم يتغير رغم تصريحات بن سلمان”.

وأضافت: أنه “طالما أن هذا النظام في إطار التنفيذ لن يمتلك السيدات على زمام أمورهن”.