25 أبريل، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

السياسة والمرأة في الولايات المتحدة .. هل الطريق إلى “البيت الأبيض” ممهد فقط للرجال ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عندما سُئلت رئيسة مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”، عما إذا كانت “الولايات المتحدة” جاهزة لأن تتولى رئاستها سيدة، أجابت: “بالطبع ممكن، لكن لا تزال هناك درجة من الشعور بالكراهية تجاه السيدات العاملات في السياسة”، وأضافت أن: “أي سيدة تستطيع الفوز على ترامب”.

لكن النتائج التي توصلت إليها الانتخابات الأولية لـ”الحزب الديموقراطي” تُشير إلى أن شيئًا ما يحدث للمرشحات النساء، إذ أنه من بين كل المرشحات لم تحقق أي منهن نجاحًا بارزًا في صناديق الإقتراع، وتبقى النائبة الهندوسية، “تولسي غابرد”، هي الوحيدة التي لم تُعلن انسحابها من السباق حتى الآن، وبات البعض يظن أن الطريق إلى “البيت الأبيض” ممهد فقط للرجال.

وأشارت المرشحة المنسحبة، “كمالا هاريس”، إلى أن الانتخابات الأولية تطرح أسئلة مشروعة للغاية حول التحديات التي تواجهها السيدات اللاتي يتقدمن بالترشح لرئاسة “الولايات المتحدة”، وأضافت: “أنظروا ماذا حدث، لا توجد مرشحات”.

فشل غير مسبوق لـ”وارن”..

كانت تبدو المرشحة الديموقراطية، “إليزابيث وارن”، قوية لدرجة أن المنافسين لها عليهم الحذر، كما أن سيرتها الذاتية متينة؛ إذ تعمل مدرسة للقانون في جامعة “هارفارد”؛ كما أنها متخصصة في قوانين الإفلاس ومؤسسة مكتب حماية المستهلك المالية، خلال فترة الرئيس السابق، “باراك أوباما”، إلى جانب ذلك فإنها معروفة بمشوارها في مجال السياسة؛ إذ أصبحت سيناتور بعد الأزمة المالية العالمية، وتحولت إلى أحد الرموز التقدمية البارزة في “الحزب الديموقراطي”، كما أنها تُمثل صوتًا واعيًا بتجاوزات الرأسمالية.

وعلى مستوى حياتها الشخصية، الأمر الذي بات مهمًا النظر إليه في الرئيس الجديد، فإنها تتمتع بحياة مستقرة؛ كما أنها تسلحت ببرنامج سياسي مليء بالخطط المحددة بعناية، أما مهارتها في الخطابة لا تشوبها شائبة، وظهر حسها الفكاهي خلال الحوارات التي أجرتها، ووصلت إلى المراكز الأولى في استطلاعات الرأي، ثم في النهاية خسرت في الانتخابات الأولية بدرجة تدعو إلى الدهشة والاستغراب؛ إذ لم تُحقق أي نجاح يُذكر في ولاية “ماساتشوستس”، التي تُمثلها في “الكونغرس”.

وبعد خسارتها، أشار محللون إلى أنه لم يكن ثمة أي شيء في ملفها الشخصي يضمن لها الفوز، لكن لم يتوقع أحد أنها تفشل في تحقيق أي نجاح في الانتخابات الأولية، وربما كانت منافستها لمرشح مخضرم ويتمتع بشعبية كبيرة مثل، “بارني ساندرز”، الذي يخوض تجربته الانتخابية الثانية، هي أكبر عقبة أمامها.

وعلى أية حال؛ عندما أعلنت “وارن” انسحابها من السباق الرئاسي فرضت على المناقشات والتحليلات سؤالًا حول ما الذي حدث لكل المرشحات ؟.

التحيز والصورة النمطية..

أظهرت الانتخابات الأولية التي أجراها “الحزب الديموقراطي” مفارقة هائلة؛ إذ أنه في العصر الذي تتمتع فيه السياسة الأميركية بأكبر قدر من التنوع، وصل عدد السيدات اللاتي يُنافسن من أجل الوصول إلى “البيت الأبيض” إلى أدنى مستوى له، وانتهى السباق بمبارزة بين رجلين هما؛ “جو بايدن” (78 عامًا)، و”بيرني ساندرز” (77 عامًا)، اللذان ينتميان إلى الجيل المعروف باسم، “baby boom”؛ إذ ولدوا أثناء الحرب العالمية الثانية.

وكان هناك أكثر من 20 متنافس، من مختلف الأعراق والأعمار، لكن الناخبون أعطوا كلمتهم واختاروا الأفضل بالنسبة لهم، ومن المعقد قياس درجة التحيز على أساس الجنس، التي أدت إلى هذه النهاية سواء بوعي أو بدون وعي، لكن هناك بيانات توضح كيف يتأثر الناخب بالقوالب والصور النمطية المتعلقة بجنس المرشح.

وأجرت جامعة “يل” دراسة عام 2010؛ إذ كانت تعرض على المشاركين السير الذاتية لشخصيتين متخيلتين لمرشحين لعضوية “مجلس الشيوخ”، أحدهما رجل والثاني سيدة، ولديهما نفس المهارات ثم تطرح عليهم أسئلة مثل: “إلى أي منهما تُفضل أن تُعطي صوتك ؟”، وكانت النتيجة صادمة؛ إذ حصل الرجل على عدد أكبر من الأصوات، وبسؤالهم عن السبب أرجعوا الأمر إلى أن الصورة النمطية للسيدة لا تتناسب مع هذا المنصب.

المعايير تختلف..

أشارت المرشحة الخاسرة، “إيمي كلوبوشار”، خلال حملتها الانتخابية؛ إلى أن المعايير المطلوبة في حقل السياسة تصبح معقدة أكثر إذا ما كانت الإشارة إلى سيدة، وتسائلت: “كان بإمكاننا بصفتنا سيدات التقدم للترشح لرئاسة الولايات المتحدة بدرجة خبرة أقل مما نحن عليه ؟”، ثم أجابت: “لا أعتقد ذلك، وكل امرأة هناك في الخارج تُدرك جيدًا ما أقول، علينا أن نعمل بجد أكثر وهذا هو الواقع”.

يتفق ما قالته “كلوبوشار” مع دراسات أجريت على انتخابات سابقة، من بينها الانتخابات التشريعية التي أُجريت عام 2018؛ التي اتسمت بمشاركة كبيرة من المرشحين السيدات، وأبرزت دراسة أجرتها جامعة “روتغرز”؛ وجود فارق كبير في الخبرات بين المرشحين والمرشحات، إذ كان 80% من السيدات المترشحات لعضوية “مجلس الشيوخ” يعملن في العمل العام قبل الترشح؛ مقابل 22% فقط من المرشحين الرجال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب