خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
قديمًا قالوا: “ما له بديل لا يُعاب”، مع هذا فإن ما قامت به “أميركا” و”أوروبا” تجاه “إيران”؛ خلال هذه السنوات، كان دائمًا غير قانوني، وغير مبدئي، وغير أخلاقي، وخارج إطار المعايير الدولية المتعارف عليها. بحسّب ما استهل “محمد صفري”؛ تحيله المنشور على موقع (السياسة اليوم) الإيراني
وما قاموا به مؤخرًا بشأن “آلية الزناد” ضد “إيران”، ينطوي على قصة طويلة لعب فيها المسؤولون الذين فرضوا “الاتفاق النووي” على البلاد، مع هذا يسعون إلى اتهام الآخرين بل وتجريمهم.
قام الغرب و”أميركا”، فجر اليوم، بتفعيل “آلية الزناد” ضد “إيران”، ورغم أن عقوبات “مجلس الأمن”؛ التي من المقرر عودتها بتفعيل “آلية الزناد”، كانت مفَّعلة حتى الآن بنسبة: (95%)، إلا أن “أوروبا” تسعى بالتنسيق مع “الولايات المتحدة”؛ الاستفادة من العبء النفسي للخمس في المئة المتبقية.
وكشف رد فعل السوق الاقتصادية الإيرانية على الخطوة الأوروبية، عن تأثر الأجناس الأخرى بخلاف زيادة سعر صرف الدولار، والذهب، وهذا بالقطع إساءة استغلال للأجواء وإلا فلا علاقة لارتفاع أسعار مثل الأرز الإيراني، أو المكسرات خلال الأيام القليلة الماضية بالعُملة الأجنبية والدولار، فكلها إنتاج محلي.
في “الاتفاق النووي” لعام 2015..
ونتيجة الكرم الكبير للمشاركين في التوقّيع على “البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة”؛ عام 2015م، وأبطال الساحة الدبلوماسية في البلاد الذين تمكنوا من تحقيق هذا الاتفاق لـ”إيران”، لن يتعرض الطرف الآخر، أي “أميركا وأوروبا”، للعقوبات حال عدم الالتزام أو الانسحاب من الاتفاق، في المقابل تتعرض “إيران”، إذا أخلت ولو بمقدار ذرة في التزاماتها، بإعادة تفعيل جميع العقوبات المفروضة من “الأمم المتحدة”، رغم أنها لم تُرفع أصلًا بحيث يُعاد تفعيلها.
والسؤال: ماذا تفعل “إيران” مقابل اللامنطق الغربي ؟.. هل تستجيب للتخلي عن البرامج النووية والصاروخية على أمل إلغاء أو تعليق العقوبات ؟.. علمًا أن “الاتفاق النووي” في العام 2015م، يخلو من كلمة إلغاء العقوبات، وإنما تعليق والتي يمكن إعادة تفعيلها بسهولة.
تحديات جديدة وخيارات فاعلة..
ومع تفعيل “آلية الزناد”؛ تواجه “إيران” تحديات جديدة في ظل غياب أي آلية للمحاسبة أو العقوبات ضد الأطراف الغربية في “الاتفاق النووي” للعام 2015م، مع هذا تعتبر “إيران” أن فرض عقوبات عليها سيكون بمثابة استغلال لوضع غير عادل.
وبالتالي؛ ترى أن لديها خيارات قوية للرد على أي تصعيد. أحد أبرز هذه الخيارات قطع التعاون مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ برئاسة “رفائيل غروسي”، الطامح ليُصبّح الأمين العام لـ”الأمم المتحدة”. ويرى العديد من المحللين ضرورة إدراج هذا الخيار في خطة العمل الإيرانية كأقل رد فعل على تفعيل “آلية الزناد”، لأنها ستكون بداية لـ”إيران” في الضغط على الأطراف المقابلة.
كذلك قد تتجه “إيران” إلى خيار أكثر قوة، وهو الانسحاب من “معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، وهي خطوة كانت تُعتّبر حتى وقتٍ قريب مشكلة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، لكن مع التحولات الأخيرة في المواقف الغربية تجاه “طهران”، أصبح هذا الخيار أكثر قابلية للتنفيذ.
ومع استمرار الضغط والعقوبات الغربية، يبدو أن هذا القرار قد يُصبح أحد أقوى الإجراءات التي يمكن أن تتخذها “إيران” ردًا على ما تعتبره انتهاكًا لحقوقها.
آليات متعددة للضغط..
كذلك يُعتبر زيادة مدى الصواريخ الباليستية، أحد الخيارات المتاحة حال استمرار الضغوط الغربية. ويرى كثيرون أن هذه الصواريخ هي القوة التي فرضت على “إسرائيل” و”أميركا” قبول وقف إطلاق النار في حرب الـ (12) يومًا، وهو ما يُعزز موقف “إيران” في الحفاظ على قدراتها الدفاعية.
وبالنسبة للمطالب الغربية، يُعد الضغط لإزالة القدرات الصاروخية الإيرانية، مطلبًا غير معقول وفقًا للجانب الإيراني الذي يرى أن هذه الأسلحة هي جزء أساس من قدرته على ردع الأعداء، ولا يمكن التخلي عنها تحت أي ظرف.
وفي ظل هذه الظروف، تُدرك “إيران” أن لديها آليات متعددة للضغط على الأطراف الغربية، حتى وإن كانت غير واردة بشكل صريح في “الاتفاق النووي” للعام 2015م.
ووفقًا للعديد من المحللين، سوف تستخدم “إيران” هذه الأدوات في الوقت المناسب للدفاع عن مصالحها وتعزيز موقفها الاستراتيجي.