“السياسة اليوم” الإيرانية تقرأ انحيازات “غروسي” ووكالته .. انحراف السيد المدير

“السياسة اليوم” الإيرانية تقرأ انحيازات “غروسي” ووكالته .. انحراف السيد المدير

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

مع اقتراب موعد الاجتماع الفصلي لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، ازدادت من جديد وتيّرة التكهنات حول تقرير “رفائيل غروسي”؛ مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول أداء “إيران” والوكالة. بحسب ما استهل “قاسم غفوري”؛ تقريره المنشور بصحيفة (السياسة اليوم) الإيرانية.

وبناءً على النهج المثَّير للجدل في الماضي؛ والذي يغذَّي الشكوك حول موثوقية الوكالة في الوصول إلى معلومات حول الأنشطة النووية للدول وعدم تسّريبها إلى أجهزة أمنية واستخباراتية لدول أخرى أو وسائل الإعلام، الأمر الذي زاد من التكهنات والتقارير الإعلامية المتعلقة بادعاءات مدير الوكالة، وذلك على مشَّارف الجلسة المرتقبة.

ماذا قالت الوكالة بتقريرها ؟

وفي هذا الصدّد؛ ادعت وكالة أنباء (رويترز) أن الوكالة تتأهب لرفع تقريرها الفصلي حول “إيران” إلى الدول الأعضاء قبيل الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة؛ المَّقرر في 09 حزيران/يونيو الجاري.

بدروها ادعت وكالة أنباء (آسوشیتد برس)، أن مدير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، قد ذكر في تقرير إلى أعضاء مجلس الحكام، زيادة مخزون “إيران” من (اليورانيوم) المخصَّب بنسبة: (60%)؛ وبلغ نحو: (408) كيلوغرام.

وادعى “غروسي”؛ أن “إيران” هى الدولة غير النووية الوحيدة التي تقوم بالتخصيّب عند هذا المستوى. وهذه الجملة تُمثل من منظور المحللين مسّعى واضح لمضاعفة الضغوط على “إيران” في المحافل الدبلوماسية، واستمرار تصويرها كتهديد في الساحة الدولية.

كما زعمت الـ (آسوشیتد برس) إعداد “الولايات المتحدة” مسّودة قرار تتهم فيها “إيران” بانتهاك التزاماتها في إطار اتفاقات الضمانات.

انحيازات الوكالة الدولية..

ونظرة على سجل الوكالة و”غروسي” نفسه يعكس الانحياز رغم ادعاء الحيادية. فقد اعترفت الوكالة مرارًا بخضوع “إيران” لأكبر عدد من عمليات التفتيش والتعاون، بينما لا تزال تطرح في تقاريرها مطالب تتجاوز اتفاقيات الضمانات والبروتوكول الإضافي، والتي لا تتماشى عمليًا مع حقوق والتزامات “إيران”.

ويدعي مدير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، أن التعامل بين “إيران” والوكالة فني، بينما يتحدث في الوقت نفسه عن الحوار مع الأطراف الأوروبية و”أميركا” بشأن “الاتفاق النووي”، ويزعم أنه لن يتم الحفاظ على أي اتفاق دون دور لـ”الولايات المتحدة”.

وحتى الآن لم يُجّب “غروسي” على سؤال: كيف تنتقل القضايا الفنية بين “إيران” والوكالة إلى الغرب، بينما يتعاون هو نفسه معهم، ليلعب دور أداة ضغط ضد “إيران” ؟

اختبار للوكالة وليس لإيران..

في ظل هذه الأجواء، يبدو أن تقرير الوكالة الأخير حول “إيران” سيكون اختبارًا لمصداقية الوكالة في استمرار التعامل مع “إيران” أكثر من كونه ذا أهمية بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

فالوكالة لا تستطيع بالتأكيد أن تسعى من ناحية للحوار وتعزيز التعاون مع “طهران”، وتتحول بالوقت نفسه إلى أداة في يد الغرب للضغط على “طهران” في المفاوضات. ويبدو أن الوقت قد حان لكي تتخذ الوكالة و”غروسي” موقفًا صحيحًا في التاريخ بالتخلي عن النهج الخاطيء والمثير للتحديات المتمثل في التبعية للغرب، وأن تطالب بمساءلة الغرب عن عدم التزامه بالتعهدات.

ونهج الوكالة غير الموضوعي تجاه “إيران” قد أوجد غطاءً آمنًا لأنشطة غير سلمية لبعض الدول التي تمتلك أسلحة نووية، بل وصل الأمر إلى حد التهديد الصريح باستخدام هذه الأسلحة.

هل الملف النووي الإيراني هو الملف الوحيد بالعالم ؟

لقد تصرفت الوكالة في العقدين الماضيين؛ وكأن الملف النووي الإيراني هو الملف الوحيد في العالم، في حين أن مسؤوليتها هي منع الانتشار والتخلص من الأسلحة النووية.

وتُشير الأدلة إلى أن الوكالة لم تتخذ أي إجراء في هذا الصدّد بطريقة مهنية، حيث سكتت عن تهديدات “الولايات المتحدة والكيان الصهيوني” بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بينما تجاهلت أنشطة الدول الحائزة للأسلحة النووية.

على سبيل المثال؛ أعلنت “الولايات المتحدة”، مؤخرًا، تحديث قنابلها النووية وزيادة مستويات التخصيّب، بينما هدد بعض أعضاء “الكونغرس” الأميركي إلى جانب مسؤولي “الكيان الصهيوني” باستخدام الأسلحة النووية ضد “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة