21 أبريل، 2024 2:02 ص
Search
Close this search box.

السياسة الخارجية “كارت” المعارضة التركية الأخير .. فهل يكفي لإسقاط “إردوغان” في الانتخابات ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ساعات فاصلة وتبدأ الانتخابات التركية.. وربما تكون أهم انتخابات تجرى في البلاد، منذ إلغاء الخلافة وإقامة الجمهورية التركية من قبل “مصطفى كمال أتاتورك” قبل أكثر من تسعين عامًا، بمشاركة 6 مرشحين من بينهم الرئيس التركي الحالي، “رجب طيب إردوغان”، وتنبع أهميتها من كونها تؤذن بإنتهاء “النظام البرلماني” والبدء بوضع “النظام الرئاسي”، الذي بشّر به “إردوغان” موضع التطبيق.

ويشتد الصراع يومًا بعد يوم بين المعارضة و”إردوغان” على أمل منهم ألا يفوز في الانتخابات.

صحيفة (​الإندبندنت​) أشارت في مقال بعنوان: “المعارضة التركية متفائلة قبل أهم انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد”، إلى إن أحزاب المعارضة في البلاد تشعر بالتفاؤل قبيل أيام قليلة من أهم انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، وذلك بسبب الشعور بأنها في طريقها لوقف الرئيس التركي، “​رجب طيب إردوغان”​، من الوصول إلى السلطة المطلقة غير المسبوقة في التاريخ السياسي للبلاد.

مخاوف من كونها آخر انتخابات حرة في تاريخ تركيا..

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن مؤيدي “إردوغان” يعتبرون أن انتصاره في ​الانتخابات​ يعني أنه سيستمر في منصب الرئاسة حتى عام 2023، الذي سيصادف الذكرى المئوية الأولى لتأسيس “تركيا الحديثة”.

ولفتت إلى آراء المعارضين الذين يعبرون عن خوفهم من أن تكون هذه الانتخابات آخر انتخابات حرة في تاريخ تركيا؛ قبل أن تنزلق إلى منحدر جديد من السيطرة الأمنية.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت تخوض فيه ​أنقرة​ صراعًا مسلحًا داخليًا وخارجيًا ضد المسلحين ​”الأكراد”​، وخاصة ​”حزب العمال الكردستاني”​، كما أن دائرة العمليات العسكرية ضد قواعد الحزب إتسعت في “جبل قنديل” على وجه الخصوص؛ وكان آخرها الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي.

وتوقعت (الإندبندنت) ألا يحصل “إردوغان” على نسبة الخمسين في المئة من الأصوات لحسم الانتخابات في الجولة الأولى، وهو ما يعني أنه من المحتمل أن يخوض جولة إعادة ضد أقرب منافسيه.

انخفاض شعبية “إردوغان”..

وهو ما اتفق مع استطلاعات الرأي التركية التي تؤكد على وجود انخفاض حاد في شعبية “إردوغان” وحزبه، حتى في المدن التركية التي كانت تشهد غالبية لـ”العدالة والتنمية”.

حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي في تركيا أن “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بزعامة الرئيس “رجب طيب إردوغان”، سيحصل على 34.8% في الانتخابات البرلمانية التى ستجرى يوم 24 حزيران/يونيو الحالي، بينما سيحصل “حزب الشعب الجمهوري” على 23.4%. وتوقع الاستطلاع الذي إفترض أن الانتخابات ستجرى يوم – الأحد – حصول “حزب الحركة القومية” اليميني، حليف “إردوغان”، على 7.3%، و”حزب الخير” على 17.2%، و”حزب سعادات الإسلامي” على 2.5%، أما المفاجأة، فستكون في حصول “حزب الشعوب الديمقراطية” الكردي على 14.5%.

غير أن الاستطلاع نفسه، الذي أجرته “شركة البحوث الاجتماعية والسياسية”، (بيار)، في 33 مدينة، ونشرت نتائجه صحيفة (يورت)، كشف أن “تحالف الجمهور” بزعامة “إردوغان” سيحصل على 42.1%، بينما سيحصل “تحالف الشعب” المعارض برئاسة “كمال كليتش دار أوغلو” على 43.1% في الانتخابات الرئاسية.

وتجمعت أحزاب المعارضة التركية على فشل السياسة الخارجية التي ينتهجها “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بزعامة رئيس الجمهورية، “رجب طيب إردوغان”. ويعد منافسو “إردوغان” بتغيير السياسة الخارجية الحالية لتركيا، وطريقة تعامل الرئيس التركي الحالي مع الوضع العراقي والسوري والإسرائيلي خلال الفترة المقبلة.

يسعى إلى إثارة العنف والفوضى..

“صلاح دميرتاش”، الرئيس السابق لـ”حزب الشعوب الديمقراطي” التركي، والمرشح المنافس لـ”إردوغان” في الانتخابات الرئاسية التركية، فتح النار على الرئيس التركي الحالي، مسلطًا الضوء على انخفاض شعبية “إردوغان”، حيث نقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية، عنه تأكيده أن السأم من “حزب العدالة والتنمية” أصبح ظاهرًا في كل مكان، ومتهمًا “إردوغان” بأنه يسعى إلى إثارة العنف والفوضى داخل المجتمع التركي، قائلاً: “الاتهامات التي يوجهها لي، رجب طيب إردوغان، وخطابه حيالي مجرد هذيان وأوهام شخص يعيش آخر أيامه، حيث كان قد طالب بإعدامي أولاً ثم وصل إلى مرحلة إسقاط عضويتي في البرلمان، ويجب على الرئيس التركي وحزبه الكف عن اللغة التي تؤدي إلى إستقطاب المجتمع أكثر مما هو عليه وتثير أحداث العنف”.

سيغير سياسة تركيا نحو سوريا..

وفي نفس السياق؛ أعلن “محرم إينغه”، مرشح “حزب الشعب الجمهوري” المعارض بالانتخابات الرئاسية التركية، أنه سيغير من السياسة الخارجية لتركيا، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع السورية، حيث نقلت صحيفة (زمان)، التركية، عن مرشح “حزب الشعب الجمهوري” المعارض بالانتخابات الرئاسية التركية، قوله إن “روسيا” أصبحت تحاصر “تركيا”، سواء من الشمال أو الجنوب، معلنًا أنه سيرسل سفير إلى “سوريا”، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية، حيث أن الأزمة السورية من الممكن حلها بسهولة من خلال التعاون مع “روسيا”.

“إردوغان” أفضل خيار أمام إسرائيل..

كما قالت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية في تحليل لها حمل عنوان: “إردوغان سيكون أفضل خيار أمام إسرائيل في الانتخابات التركية”؛ إن: “تفاوض السلطان العثماني سليم الثاني لإطلاق سراح تجار البحر من اليهود العثمانيين – خلال فترة الحرب بين الإمبراطورية العثمانية ومدينة البندقية حول قبرص – مقابل أن يتم إطلاق سراح بعض تجار البندقية، ليسود بعد ذلك مبدأ أن الحروب لا يجب لها أن توقف التجار عن تبادل السلع مع الدول الأخرى”.

يطلق البعض على، “رجب إردوغان”، لقب “السلطان الجديد”، في الوقت الذي يتهمه خصومه بأنه يتبع سياسة التعاون التجاري مع “إسرائيل” قبل إجراء الانتخابات، يوم الأحد القادم، وقد يكون “إردوغان” هاجم “إسرائيل” بكلام قاس؛ وقام بطرد سفيرها في أعقاب أعنف يوم تشهده المظاهرات في “غزة”، في 15 آيار/مايو 2018، عندما أستشهد ما يقرب من 60 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية، ولكن انتقده زعماء المعارضة لترك العلاقات الاقتصادية مع “إسرائيل” دون تغيير.

“إينغه” يهاجم “إردوغان”..

منافس “إردوغان” الرئيس، “محرم إينغه”، عن “حزب الشعب الجمهوري”، قال في تصريحات وجهها لـ”إردوغان”: “هل قاطعت منتجات إسرائيل ؟.. هل رفضت الصفقات الإسرائيلية ؟.. لا”، وإدّعى “إنغه” أن المظاهرة التي نظمها “إردوغان” في إسطنبول لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في أعقاب عمليات القتل في “قطاع غزة”، ما هي إلا بادرة سياسية فارغة كان يأمل فيها أن يراهن على المشاعر المعادية لـ”إسرائيل” قبل الانتخابات، وفي مؤتمر انتخابي قريب، اتهم “إينغه”، “إردوغان”، بأنه عقد “صفقة سرية” مع “إسرائيل” ستستمر بموجبها “تجارة النفط والبذور” بين البلدين، ذلك على الرغم من الخلاف الدبلوماسي الأخير حول “غزة” ونقل السفارة الأميركية إلى “القدس”.

ويتعهد “حزب الشعب الجمهوري” بإلغاء شرط تركيا بتأشيرات سياحية للفلسطينيين، وهو ما لا يحتاجه الإسرائيليون، رغم أن العديد من الفلسطينيين يأتون بالفعل إلى تركيا من “الضفة الغربية” بجوازات سفر أردنية، والأكثر أهمية في “حزب الشعب الجمهوري”، هو أنه صرح بشكل واضح أنه سيلغي اتفاقية “سفينة مرمرة”، والذي تم بموجبه إعادة العلاقات الدبلوماسية بين “إسرائيل” و”تركيا”، في كانون أول/ديسمبر 2016، بعد ست سنوات من تعليقها.

مجرد شعارات لا تعني شيء..

وعلى العكس من “حزب الشعب الجمهوري”، كما تقول الصحيفة العبرية، فإن “حزب العدالة والتنمية” الحاكم؛ والذي ينتمي إليه “إردوغان”، لا يذكر إلغاء الاتفاقية في بياناته الانتخابية، والسبب هنا يكمن في أن الحزب نفسه كان المسؤول عن توقيع الاتفاقية في الأساس، وعلى الرغم من أن “إردوغان” دائمًا ما يردد شعارات مثل “القدس خط أحمر”، و”فلسطين ليست وحيدة”، إلا أنها تبقى مجرد شعارات دون أن تعني شيئًا في الحقيقة.

وعلى الرغم من هذا؛ بعد أيام من بدء الأزمة الدبلوماسية بين “إسرائيل” و”تركيا”، صوت “حزب العدالة والتنمية”، على مشروع قانون في البرلمان، اقترح إلغاء جميع الاتفاقات السابقة مع الدولة اليهودية وقطع العلاقات الاقتصادية.

وفي الوقت الذي يشكل فيه “إينغه”، عن “حزب الشعب الجمهوري”، المنافسة الرئيسة لـ”إردوغان”، فإن المحللين يرون أن “الحزب الديمقراطي الشعبي”، الذي يركز على الأكراد، يمكن أن يلعب دورًا رئيسًا إذا تجاوز 10% من المقاعد البرلمانية، ويركز “الحزب الديمقراطي الشعبي”، والذي يترشح عنه “صلاح الدين دميرطاش” من داخل السجن، على القضايا التي تهم الأكراد، والتي من بينها “إدانة قوية” لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية، و”تطهيرها العرقي”، كما تنص الدعاية الانتخابية للحزب.

وتقول الصحيفة، من المرجح ألّا تلغي الشركات التركية والإسرائيلية، التي وافقت بالفعل على التعامل مع بعضها البعض، الصفقات التي قامت بها في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية.

خسائر للشركات الإسرائيلية..

الطريق الجوي بين “تل أبيب” و”إسطنبول” المزدحم والمربح – الذي تديره كل من الخطوط الجوية التركية التابعة للدولة، وشركة الخطوط الجوية التركية منخفضة التكلفة، “بيغاسوس”، من الممكن أن يكون ضحية مبكرة إذا تدهورت العلاقات أكثر، مما يسبب خسائر للشركات وأذى للمستهلكين الإسرائيليين، وكذلك شركات الطيران الإسرائيلية التي تأمل أن تطير في الطريق ما بين الدولتين ستشهد إنحسار آمالها في تحقيق هذا الحلم.

تصور المعارضة التركية “إردوغان” على أنه شخص موال لإسرائيل، وهذا ليس له أساس من الصحة، كما تقول الصحيفة، فعلى كل كان هو من أنهى علاقات إسرائيل وتركيا القوية، عند صعوده إلى السلطة في بداية الألفية الجديدة، وذلك بافتتاح فترة من العلاقات غير المستقرة والتي تستمر وتنقطع لفترات، وفي خطاب له بـ”دافوس” عام 2009، قاطع مدير الجلسة ووجّه حديثه للرئيس الإسرائيلي، حينئذ، “شيمون بيريز”، قائلًا: “إن إسرائيل تعرف جيدًا كيف تقتل العزل”، وذلك ردًا على الحرب التي قامت بها ضد “قطاع غزة”، في 2008 – 2009، وأصبحت تلك الجملة التي قالها إردوغان، “أسطورية”، بين الأتراك.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية في ختام تحليلها: “اتهام إردوغان بأنه يتساهل مع الإسرائيليين قبل الانتخابات، ما هو إلا محاولة لتأمين الأصوات للمعارضة، ولكن مراقبو الحملات الانتخابية في تركيا يرون أن أمل إسرائيل في عودة السفراء بين البلدين يكمن في فوز إردوغان بالانتخابات المقبلة”.

مراقبة العملية الانتخابية..

لم تتوقف أحزاب المعارضة عند مهاجمة السياسة الخارجية لـ”إردوغان” فقط، وإنما تعكف على تنظيم ورش تدريب للمواطنين العاديين لحثهم على مراقبة العملية الانتخابية وضمان شفافيتها، وإحباط محاولات محتملة للتزوير.

وبينما يتوقع أن يشهد هذا الاقتراع أكبر منافسة منذ وصول الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، إلى السلطة قبل 15 عامًا، فرضت شفافية التصويت نفسها كقضية أساسية.

ومن بين الجهود التي تبذلها المنظمات غير الحكومية التركية، أقامت منظمة “التصويت وما وراءه” ورشة تأهيل في إسطنبول لتوعية المواطنين.

وقالت “غوزدي أليف سويترك”، رئيسة المنظمة، التي تأمل في تأهيل بين خمسين وستين ألف شاهد قبل الاقتراع؛ “بقدر ما تكون المراقبة أكبر تصبح المشاكل أقل”.

ستكون آمنة وشفافة..

من جانبه؛ وعد رئيس المجلس الانتخابي الأعلى، “سعدي غوفن”، بأن تكون الانتخابات “آمنة جدًا” و”شفافة”. من جهة أخرى سمحت الحكومة لمراقبين أجانب بالتوجه إلى تركيا.

إلا أن هذا لا يكفي لطمأنة المعارضة. وقال “كمال كيليشدار أوغلو”، زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، الأربعاء الماضي؛ “لا أثق في المجلس الانتخابي الأعلى”.

وعلى الرغم من الإستعدادات التي يقومون بها، يخشى المراقبون عمليات تزوير في بعض مناطق جنوب شرق تركيا، حيث الأغلبية كردية، التي يصعب الوصول إليها وتصعب مراقبتها.

وإتخذت السلطات إجراءات أمنية عديدة في بعض المدن التي تعتبر أنها تواجه “تهديدًا إرهابيًا”. لكن “حزب الشعوب الديموقراطي” يتهم السلطة بأنها تريد عرقلة تنقل الناخبين.

وضاعف الحزب الذي يشعر بالقلق، الدعوات إلى مراقبة مراكز الاقتراع في جنوب شرق البلاد. وكتب الحزب في تغريدة على (تويتر)، أرفقها بصورة لـ”إردوغان”، الثلاثاءالماضي: “أحم صوتك من الحسد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب